أبوظبي – الوحدة:
شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للفضاء، توقيع اتفاقية بين وكالة الإمارات للفضاء وشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، لتوفير خدمات الإطلاق باستخدام الصاروخ الحامل H3 عام 2028 لمركبة « المستكشف محمد بن راشد» لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، أحد أضخم المشاريع الوطنية الإماراتية في مجال الفضاء.
وجاء توقيع اتفاقية التعاون بالتزامن مع مؤتمر أبحاث الفضاء، الأول من نوعه، وبعد اعتماد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قرار إنشاء مجلس دائم بمسمى «المجلس الأعلى للفضاء» يتبع لمجلس الوزراء، ويترأسه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.
وتقود وكالة الإمارات للفضاء، مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات وعملية تطوير مركبة « المستكشف محمد بن راشد» والتي أُطلق عليها هذا الاسم تكريمًا لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ومن المقرر أن تنطلق هذه المهمة الرئيسية، التي تُعد استكمالاً لنجاح مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، في الربع الأول من عام 2028. وستمر المركبة عبر 6 كويكبات قبل الوصول إلى الكويكب السابع «جوستيشيا» وجهتها النهائية.
وتمتد المهمة على مدار 13 عاماً، تنقسم على 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي مع إنزال مركبة هبوط على الكويكب السابع «جوستيشيا». وستحمل مركبة «المستكشف محمد بن راشد» مجموعة من الأجهزة العلمية المتطورة التي ستعمل معاً لتحقيق الأهداف العلمية للمهمة التي تتمحور حول معرفة أصول وتطور الكويكبات الغنية بالمياه وتقدير إمكانية استخدام تلك الكويكبات كموارد لمهمات استكشاف الفضاء في المستقبل. وتُعد هذه الاتفاقية، ثالث شراكة من نوعها بين دولة الإمارات وشركة «ميتسوبيشي» لإطلاق مهام وطنية إماراتية، بعد إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات» عام 2018، ومهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عام 2020.
وقال المهندس محسن العوضي، مدير مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، «نحن سعداء بالشراكة مجددًا مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة كمزود لخدمات الإطلاق في مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات»، مضيفا «تتميز الشركة بسجلها الموثوق في تحقيق المهام بنجاح، وتتوافق قدراتها التقنية المتطورة في الصاروخ الحامل H3 مع أهدافنا الطموحة للمهمة». وتابع «لدينا توقعات عالية من الصاروخ الحامل H3، نظرًا لقدراتها المحسّنة والتزام شركة ميتسوبيشي بالدقة والتميّز»، مؤكدا أن «هذه الشراكة تعكس المرحلة التالية في رحلة دولة الإمارات نحو الفضاء العميق، وثقتنا الكبيرة في تكنولوجيا وخبرات شركة ميتسوبيشي».
من جهته، قال إواو إيغاراشي، نائب الرئيس والمدير العام الأول لنظم الفضاء في شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، «نشكر وكالة الإمارات للفضاء على اختيارها لشركة ميتسوبيشي كمزود لخدمات الإطلاق في مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، وعلى استمرار الثقة بنا بعد نجاحنا في دعم إطلاق خليفة سات ومهمة الإمارات لاستكشاف للمريخ». وتابع «يشرفنا أن نقدم خدمات الإطلاق مجددًا لدولة الإمارات في هذه المهمة الوطنية، وبالنيابة عن شركتنا أعبّر عن احترامي الكبير للوكالة والجهات المشاركة على هذا المشروع المتفرد والطموح وغير المسبوق، ونحن متحمسون لدعم هذا المشروع كمزود لخدمات الإطلاق، ومصممون على إيصال المستكشف محمد بن راشد إلى مداره بنجاح، وضمان بداية سلسة لرحلة الإمارات الجديدة نحو الفضاء العميق».
وتتمتع خدمات إطلاق شركة ميتسوبيشي بمعدل نجاح مرتفع جدًا بنسبة أكثر من 98٪، باستخدام الصواريخH-IIA وH-IIB، ونفذت أكثر من 50 عملية إطلاق ناجحة متتالية منذ عام 2005، حيث تُوظف تقنياتها ومعرفتها المتقدمة في تطوير وتشغيل الصواريخ الحاملة H3، وهي الصواريخ الجديدة للإطلاق باليابان، والتي بُنيت على الإرث العريق لصواريخ H-IIA وH-IIB، وصُممت لتكون أكثر ملاءمة لتلبية مجموعة متنوعة من متطلبات الإطلاق. وقد نجح صاروخ الإطلاق H3 في إطلاقها الثالث في 1 يوليو 2024. تلتزم شركة ميتسوبيشي بالحفاظ على جودة مركبات الإطلاق، وتقديم حلول إطلاق موثوقة للسوق.
وتجسد هذه الشراكة التزام شركة ميتسوبيشي بدعم عملائها على المدى الطويل وتقديم وسائل موثوقة للوصول إلى الفضاء لمجموعة متنوعة من العملاء في صناعة الفضاء. ومع هذا التعاون لإطلاق مركبة «المستكشف محمد بن راشد» ضمن إطار مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، ستساهم كل من وكالة الإمارات للفضاء وشركة ميتسوبيشي معًا في تنويع جهود استكشاف الفضاء، وتعزيز قطاع الفضاء، والمساهمة في حل القضايا الاجتماعية العالمية.