أخبار الوطن

دراسة لـ «تريندز» ترى أن «القوة الناعمة» محرك أساسي للدبلوماسية الخليجية

ساهمت في وقف التدخلات الخارجية المعيقة لاستمرار السلام

أبوظبي -الوحدة:

ترى دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن دول مجلس التعاون الخليجي تستخدم الدبلوماسية بنوعيها، الصلبة والناعمة، ليس فقط لتحقيق حالة الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة فقط، بل لتحصينها أيضاً من التدخلات الخارجية المعيقة لاستمرار حالة الهدوء والسلام، وضد الدول التي تسعى لعودة تأجيج الصراع مرة أخرى عبر أذرعها من دول أو أحزاب أو جماعات متطرفة.

وأكدت الدراسة، التي جاءت تحت عنوان: «سينرجي.. القوة الناعمة محرك للدبلوماسية الخليجية»، وأعدها عبدالله الجنيد الكاتب والمحلل السياسي، أن الدبلوماسية أو القوى الصلبة والناعمة التي تستخدمها دول مجلس التعاون الخليجي ساعدت بشكل كبير على وقف تدخلات القوى الكبرى التي بدأت تدرك جيداً أن دول المجلس لديها رؤيتها وأدواتها الخاصة التي تستطيع من خلالهما تحقيق الأمن الإقليمي الجماعي، بمنأى عن وساطات أو تدخلات خارجية.

وأشارت إلى أن زيارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بعض دول مجلس التعاون كانت خير مثال على ذلك، حيث أكدت تلك الزيارات القدرة والرغبة الجماعية في فتح صفحة جديدة من العلاقات الخليجية التركية، وتجاوز اختلافات وجهات النظر حول بعض الملفات من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية، ومواجهة الأزمة الإنسانية التي تمر بها تركيا بعد الزلزال المدمر الذي ألم بها مؤخراً.

تحصين الاستقرار

واعتبرت الدراسة أن الدبلوماسية في حالتيها الصلبة واللينة تمثل نوايا أو موقفاً، وفي الوقت نفسه نوافذ لأبعاد أخرى، ففي حين تتمثل الأولوية خليجياً في تحصين حالة الاستقرار وتوسيع نطاقه جغرافياً، فإن منظور بعض حلفاء المنطقة، كالولايات المتحدة، ينطلق من رؤى حزبية، وقياساً على ذلك القراءات الصادرة من واشنطن عن سياسات الطاقة السعودية، أو ما يعظم من تباينات أمريكية-سعودية، حيث انهالت الانتقادات الأمريكية على السعودية على أثر قرار «أوبك بلس» بتخفيض الإنتاج من غير الدول الأعضاء الأخرى في المنظمة النفطية، واعتبر الأمريكان قرار خفض إنتاج النفط «عملاً عدائياً» ضد الولايات المتحدة ومنحازاً إلى روسيا، من خلال ملء خزائنها بالبترودولار أثناء شنها حرباً على أوكرانيا.

علاقات دولية

وتقدم الدراسة قراءة في عالم العلاقات الدولية من منظور العلاقات الثنائية أو المتعددة، ومنها المشهد الإقليمي من واقع استقطابه ثقل دول مركزية انطلاقاً من زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للسعودية، إلى آخر زائريها الرئيس التركي أردوغان، فهذا الاستقطاب الدولي والإقليمي جاء حصيلة تحول في النموذج الإقليمي، وركيزة ذلك التحول هو «اتفاق العلا»، وإن تعذر على البعض، إقليمياً ودولياً، إدراك أبعاد ذلك.

«اتفاق العلا»

وذكرت أن «اتفاق العلا»، الذي وقعته دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر، أكد أهمية تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، ومنها استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة، بما فيها متطلبات الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، ومنح مواطني دول المجلس الحرية في العمل والتنقل والاستثمار والمساواة في تلقي التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز التكامل العسكري لمواجهة التحديات المستجدة، انطلاقاً من اتفاقية الدفاع المشترك.

وبينت أن اتفاق العلا عمل على تهيئة الأجواء لإتمام العديد من المصالحات الإقليمية، مثل المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وبين البحرين وإيران، وأيضاً بين تركيا والدول العربية، الأمر الذي يؤكد صدق نوايا دول مجلس التعاون التي تسعى دائماً إلى إقرار وتحقيق الأمن والاستقرار، وتمد يد التعاون إلى كل القوى المحبة للسلام.

  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى