معهد الابتكار التكنولوجي ووكالة الإمارات للفضاء تكشفان عن تكنولوجيا كمية جديدة غير قابلة للاختراق

الإمارات تنضم إلى الجهود الدولية لتطوير قدرات توزيع المفاتيح الكمية

الشراكة الجديدة تساهم في تعزيز البنى التحتية الأمنية في الإمارات وترسيخ دورها الريادي في تطوير تقنيات التواصل الآمنة
تقديم عرض مباشر لأول نظام إماراتي الصنع لتوزيع المفاتيح الكمية، وذلك ضمن مشاركتهما في معرض جيتكس في دبي

دبي – الوحدة:
وقع معهد الابتكار التكنولوجي، المركز العالمي الرائد وأحد أعمدة الأبحاث التطبيقية التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، شراكة استراتيجية مع وكالة الإمارات للفضاء اليوم ضمن مشاركتهما في معرض جيتكس، وتهدف الشراكة إلى تطوير بنى تحتية شاملة للتواصل الكمي وتوظيف تقنيات توزيع المفاتيح الكمية على نطاق واسع داخل الدولة.

تساهم هذه المبادرة الرائدة في ترسيخ دور دولة الإمارات وضمها إلى نخبة من الدول التي تسعى إلى الاستثمار في تقنيات التواصل الكمي المحصنة ضد الاختراقات، كما تساهم المبادرة في تعزيز الأمن الوطني والقدرات الدفاعية في الدولة من خلال تطوير تكنولوجيا توزيع المفاتيح الكمية وتوظيف الشبكات الكمية القائمة على الألياف الضوئية والبنى الفضائية.

وتجدر الإشارة إلى أن محطة أبوظبي الأرضية الكمومية الضوئية، الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي والأكبر على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ستؤدي دوراً رئيسياً في تحقيق أهداف المبادرة، وذلك من خلال تطوير أنظمة التواصل البصري الآمنة في الفضاء الحر وربط دولة الإمارات بالشبكة العالمية الآمنة كمياً. وتشمل الاتفاقية بناء وصلة ألياف بين محطة أبوظبي الأرضية الكمومية الضوئية ومنشأة الاتصالات الكمية التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي في مدينة مصدر بأبوظبي.

وقد تم إجراء عرض حي لنظام التواصل الآمن الجديد باستخدام حلول توزيع المفاتيح الكمية من معهد الابتكار التكنولوجي في جيتكس جلوبال 2024 في دبي.

ما هي تكنولوجيا توزيع المفاتيح الكمية؟

تقنية متقدمة تسمح بنقل مفاتيح التشفير، وهي الرموز الرقمية التي تعمل على تأمين الاتصالات، باستخدام جزيئات الضوء (الفوتونات). وتستند هذه المنهجية إلى مبادئ الفيزياء الكمية لتضمن عدم تعرض مفاتيح التشفير إلى الاختراق أو التغيير، وبالتالي يمكن القول أن شبكات توزيع المفاتيح الكمية غير قابلة للاختراق تقريباً.

وتعتبر كابلات الألياف البصرية وسيلة مثالية للنقل الآمن بين المسافات القصيرة، ولكن لا بد من الاستعانة بحلول توزيع المفاتيح الكمية القائمة على الأقمار الصناعية في حال اتصالات المسافات البعيدة أو العابرة للحدود، وبالتالي ستعمل محطة أبوظبي الأرضية الكمومية الضوئية على تيسير الاتصالات الفضائية من هذا النوع، مما يمكن دولة الإمارات العربية المتحدة من الانضمام إلى شبكة الاتصالات العالمية الآمنة المحصنة ضد الهجمات الكمية.

وقال سعادة سالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: “نؤمن في وكالة الإمارات للفضاء بأهمية تطوير تكنولوجيا الاتصالات الآمنة وأهمية الاستفادة من أحدث التقنيات المتطورة ومن بينها الاتصالات الكمّية، والتي تسهم بدور محوري في تأمين عمليات نقل البيانات والمعلومات بين الأقمار الاصطناعية والمراكز الأرضية، وتأتي هذه الشراكة الاستراتيجية مع معهد الابتكار التكنولوجي لتؤكد هذا الرؤية والتزامنا الراسخ بالابتكار والتقدم في هذا المجال الحيوي، وبما يضمن بناء نظام اتصالات فضائي مستدامة وأكثر أمانًا وكفاءة يواكب أحدث المتغيرات والمعايير العالمية.”

وتابع، «أن هذه الخطوة والشراكة الاستراتيجية ستسهم بالتأكيد في تعزيز قدراتنا في مجال الاتصالات الكمية الفضائية، إلى جانب دعم جهودنا لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، وتعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة والبحث والتطوير في قطاع الفضاء، بما يتماشى مع طموحات وتطلعات القيادة للنهضة التنموية الشاملة خلال الخمسين عاما المقبلة.”

ومن جانبها، قالت د. نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: “أفخر بهذه الشراكة الرائدة مع وكالة الإمارات للفضاء وأثق بأنها ستسهم في تحقيق الرؤية الاستراتيجية لسياسة علوم الفضاء والتكنولوجيا لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المؤكد أن إدماج حلول توزيع المفاتيح الكمية، سواء الأرضية أو المبنية على الأقمار الصناعية، سيساهم في الارتقاء بمستوى الاتصالات الكمية والمساهمة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها واحدة من الدول القليلة الرائدة عالمياً في بناء البنى التحتية الشاملة وغير القابلة للاختراق.”

وبدوره، قال د. جيمس جريف، مدير أول في مركز بحوث الكوانتوم التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي: “يمثل الدمج ما بين الألياف الأرضية والأقمار الصناعية تقدماً مهماً في مجال الاتصالات الآمنة، ويبني على جهودنا في معهد الابتكار التكنولوجي لتطوير ودفع حدود التكنولوجيا الكمية بما يساهم في الحفاظ على الدور الريادي لدولة الإمارات في طليعة الجهود الدولية لابتكار أنظمة التشفير المحصنة ضد الاختراقات.”

وقد تم إجراء عرض حي لحلول توزيع المفاتيح الكمية من معهد الابتكار التكنولوجي في جيتكس جلوبال 2024 في دبي.