“شروق” تبدأ أعمال تسوير “منتزه مليحة الوطني”

في إطار الجهود الرامية لحماية الكنوز الثقافية والطبيعية والتاريخية

الشارقة- الوحدة :

أعلنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، عن بدء أعمال تسوير “منتزه مليحة الوطني” على مساحة 34.2 كيلومتراً مربعاً، وذلك بالتعاون مع دائرة الأشغال العامة في الشارقة، وضمن جهود الهيئة في حماية الكنوز الثقافية والطبيعية والتاريخية والحفاظ عليها.

وكشفت أنه من المقرر الإنتهاء من أعمال التسوير في الربع الأخير من العام الجاري، مؤكدة أن جهود الاهتمام بمنطقة مليحة تجسد التزام الشارقة بالحفاظ على الطبيعة والالتزام بمعايير التنمية المستدامة، مع توسيع نطاق توفير العوائد الثقافية والاقتصادية للمجتمع المحلي.

وجاء إنشاء “منتزه مليحة الوطني” بموجب المرسوم الأميري رقم 16 لعام 2024، كمنطقة محمية لواحد من أقدم المواقع الأثرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشكل انطلاق أعمال التسوير فصلاً جديداً في تطوير المنتزه، الذي يهدف إلى حماية منطقة مليحة المرشحة ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.

الحفاظ على تراث مليحة لأجيال المستقبل

وأكد سعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، إن منطقة مليحة هي واحدة من الثروات الكبيرة التي تمتلكها إمارة الشارقة، والاستثمار في حماية مكوناتها الطبيعية والتاريخية، هو تجسيد لرؤية “شروق” في تعزيز جاذبية إمارة الشارقة على خارطة الوجهات السياحية والاستثمارية بحلول ومشاريع تتبنى معايير التنمية المستدامة، وتراعي المكون الأصيل لمناطق الإمارة وبيئتها الطبيعية”.

وأضاف سعادة أحمد القصير: “لا تهدف أعمال التسوير إلى تقييد دخول الزوار إليها، وإنما إلى حماية الثروة الأثرية والطبيعية لمنطقة مليحة، حيث سيسمح للمجتمع المحلي الاستفادة من الموقع من خلال برامج السياحة المستدامة، والأنشطة التعليمية، ومن خلال خيارات الفرص الاستثمارية المستحدثة في المنتزه”.

ثلاثة مناطق مخصصة للحفاظ على الطبيعة والتعلم والمغامرات
ويتضمن تخطيط “منتزه مليحة الوطني” ثلاث مناطق لتقديم تجارب فريدة للزوار، مثل منطقة السياحة البيئية، ومنطقة الحفاظ على الطبيعة، ومنطقة الكثبان الرملية، كما يتضمن برنامج تطوير المنتزه تقديم ورش عمل وجولات تعليمية حول الحياة البرية والتراث الثقافي، إلى جانب توفير أنشطة ترفيهية مسؤولة تشمل رحلات استكشاف، وتخييم، وركوب الجمال.

وتمتلك مليحة أهمية ثقافية كبيرة لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتعد موطناً لعدد من أهم المكتشفات الأثرية في المنطقة، ما يجعل المنتزه مؤهلاً ليكون مركزاً للبحث العلمي والمبادرات التعليمية.

مرافق منتزه مليحة الوطني

وسيقدم “منتزه مليحة الوطني” مجموعة متنوعة من المرافق التي تجمع التاريخ والضيافة الفاخرة والمغامرات، حيث يقع “مركز مليحة للآثار” في قلب المنتزه، ويحتضن المركز مجموعة من المكتشفات الأثرية التي يعود تاريخها لآلاف السنين، موفراً للزوار تجربة تعليمية وتثقيفية غنية، ونافذة إلى ماضي المنطقة، ويشكل المركز نقطة محورية للبحث العلمي والاستشكاف التاريخي، مما يجعل مليحة مركزاً لفهم الإرث الثقافي لدولة الإمارات.

وإلى جانب أهميته الأثرية، يوفر المنتزه تجارب تخييم فاخرة وأنشطة مغامرات، من خلال “مغامرات السماء”، ويسمح للزوار الاستمتاع برؤية المشهد الصحراوي من الأعلى، وتهدف هذه التجارب إلى ربط الزوار بالجمال الطبيعي لمنطقة مليحة بطريقة تحقق التوازن بين الترفيه والحفاظ على الطبيعة.

بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم مرافق مليحة لتعزيز التفاعل المثمر بين الزوار، الخبراء، وأفراد المجتمع المحلي، مما يسهم في تعزيز الإمكانات الثقافية والاقتصادية للمنطقة. وتحت مظلة “مجموعة الشارقة للضيافة”، تقدم وجهات الضيافة مثل “نزل الفاية” و”نزل القمر” تجربة فريدة تمزج بين الفخامة وروعة الطبيعة، حيث يستمتع الزوار بإقامة استثنائية في أجواء هادئة وسط جمال الصحراء الخلاب.