مرئيات

رثاء ورثاء..الشمس شمسي والعراق عراقي !!!

بقلم / إبراهيم المحجوب - كاتب عراقي

وداعاً شاعرنا الكبير وصديقنا الطيب كريم العراقي.. ها أنت تموت في أرض الغربة بعيداً عن بغداد التي تغزلت بها طوال مراحل حياتك..
وداعاً كريم العراقي الذي أمتعتنا بموهبتك وكتاباتك الشعرية والتي سوف تبقى خالدة في أذهاننا..
نعم اليوم لابد للشمس أن تحزن قبل القلوب لأنك تمجدت بها وكنت تتمجد بشمسك الجميلة وشمس حبيبتك بغداد التي لا تغيب..
اليوم ودع العراق أحد أعمدة الثقافة الذي فارقنا بعيداً عن بغداد.. فأحزني يا بغداد على صاحب الابتسامة العفوية وعلى ذلك الشاعر الذي كتب لك أيها الوطن:-

يا وطني هيا بنا نلعب
وعلى موسيقى موتنا نطرب
لعبتنا الحرب بأنواعها هيا بنا أجسادنا الملعب
متشائم والله يا وطني حرب البيوت الآن نحترب

༺༺༻༺༻༺༻༻

في غربتك وانت تحب وطنك ولا تقبل كلمة سقوط بغداد لأنك قد رضعت محبة العراق مع حليبك الطاهر…
بماذا أنعيك ياصديقي وقد عجزت الحروف أمام دواوينك الشعرية فهل تكفي الكلمات وهي تنعي جبل الشعر والثقافة…

مازلت أذكر أول لقاء كان لي معه في نهاية ثمانينات القرن الماضي في أحد فنادق بغداد ورغم إنه كان متشائم جداً الا أنني ما زلت أتذكر ابتسامتك وأنت تسرد لنا قصة حياة الطفولة في منطقة الشاكرية / كرادة مريم في العاصمة بغداد وأنا أتكلم لك عن منطقة جنوب الموصل وتلك القرية وجمال طبيعتها والفقر الذي رافقنا في الطفولة..

ورغم إن كل قصص الطفولة للعراقيين عادة ما تكون متشابهة لان الفقر والحرمان كان يرافقها..
في بداية التسعينات غادر العراق إلى تونس ليتنقل بعدها بعدة بلدان عربية وأجنبية..
وقد كتب عدة قصائد أطربنا بها مطربين عراقيين وعرب ومازالت كلماتها يدندنها المستمع في الشارع العراقي… وقد كتب في عام 1993 قصيدته الشهيرة الشمس شمسي والتي اخترت بعض أبياتها حيث يقول شاعرنا الراحل:-

الشمس شمسي والعـراق عراقي………. ما غيّر الدخلاء من أخلاقي
داس الزمان على جميع مشاعري……… فـتفجر الإبداع من أعماقي
أنا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي……. ووصية الفقراء فوق نطاقي
قـدري بأن كل الحروب تجيـئني…… مجنونة تسعى لشـد وثاقي
وتحـالفت كـل العـصور لمقـتلي…….فأغضتها بتمـاسكي الخـلاق
اسمع صهيل الحـزن بين مفاصلي……أضحى صديقي..كنيتي..ميثاقي
هـربت طيوري حين ضاع أمانها……….فـكأنـني شجــر بلا أوراق

༺༺༻༺༻༺༻༺༻༻

ولاننسى قصيدته الخالدة عن الأم وعنوانها ((يا أمي )) التي غناها أحد المطربين العراقيين.
رحل اليوم عن عالمنا في إحدى مستشفيات أبو ظبي في دولة الامارات العربية المتحدة التي احتضنت كل العرب في غربتهم تاركاً في قلبه محبة بغداد وعشقه لها ولشوارعها وشمسها وقمرها…. وداعا كريم عودة وداعاً كريم العراقي…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى