أبوظبي – الوحدة:
أطلقتِ الهيئةُ العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة هويتها المؤسسيةَ الجديدة التي تتميز باللمساتِ الجماليةِ والإبداعية، وتزخرُ بمعانٍ ورسائلَ متنوعةٍ تسردُ قصةَ الشأنِ الديني في دولةِ الإمارات والتزاماتِه الوطنية، وتاريخَه المتجذِّر، وتعمقه للإرث الوطني، وترمزُ لمفاهيم ومبادئِ الاعتدال، وتستجيبُ لعواملِ الاستدامة والتطوير.
وفي هذا الصددِ قال الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيسُ الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة إنَّ إطلاقَ الهويةِ المؤسسية الجديدة للهيئة يأتي ضمنَ خططِ الهيئة التطويرية المواكبةِ لسياسة حكومة دولة الإمارات ورؤيتها في الاستعداد للمستقبل، حيث تُبرزُ هذه الهويةُ الجديدة قصةً حضاريةً تجمع بين الرؤيةِ والرواية، والسيرةِ والسيرورة، والهيئةِ والهوية، والإنسانية والكينونة، تناغمتْ جميعها بإبداعٍ مستوحىً من الإرثِ الوطني العريق، والإنجازِ الحضاري الحاضر، والرؤيةِ المتوثبة والسباقة للمستقبل التي تطمح في إسعاد المجتمع وجودةِ الحياة وازدهار الوطن.
وتتكونِ الهويةُ المرئيةُ الجديدة من ستةِ عناصرَ، كلُّ عنصرٍ له معنىً ودلالةٌ ( القبةُ والمحرابُ، سبعُ خطوطٍ متوازيةٍ، تاجُ القبة، الصفوفُ العمودية، لغةُ الكتابة ، الألوانُ) فالقبةُ هي جوهرُ الشعار وجزؤه الرئيس، لما تحمله من دلالاتٍ حضاريةٍ وفنيةٍ وجماليةٍ، ترتبطُ بعمارةِ المساجد، وكانت دائماً رمزاً للسمو الحضاري والصفاءِ النفسي، كما تَظْهرُ هذه القبةُ من جهةٍ أخرى في صورة “المحراب” المعبِّرِ عن القيمِ الإيمانية والسكينةِ وتحديدِ الوجهة، وقد استعيرتْ صورةُ القبةمن “جامع الشيخ زايد الكبير” للتنويهِ بهذا المعلمِ الديني الحضاري، الذي يعززُ قيمَ التسامحِ والعيش المشترك، ويوثقُ لأواصرِ الأخوة الإنسانية، كما تَحضرُ شخصيةُ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان -طيب الله ثراه- من خلال هذا المعلم؛ للإشادةِ بدوره في تشييدِ أسس الشأن الديني المعتدل في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد صُممتِ القبةُ من سبعِ خطوطٍ لامعةٍ متوازيةٍ، تشبهُ الهلالَ ذلك القوس المضيء، وتشيرُ بذلك إلى الإماراتِ السبع، واتحادها القوي المستدامِ الشامخ في وجه التحديات، كما أنها تحملُ دلالةً على الالتزامِ بقيمِ التطوير والتجديد، كما أنَّ تَموجَ هذه الخطوطِ يدلُّ على الحركةِ والعمل الذي يُنجِزُ حياةً طيبةً سعيدةً، وتأتي ألوانُ القبة متدرجةً كنايةً عن قيمةِ الحكمة التي تُعدُّ سمةً للخطابِ الديني في دولة الإمارات.
أما تاجُ القبةِ في الهوية فهو الجزءُ الذي يعلو القبة، وهذه القطعةُ مأخوذةٌ من “مسجد البديَّة” الذي يُعدُّ من أقدمِ المساجد الأثرية على أرض دولة الإمارات، وتم اختياره اعترافاً بما يُقدمه من إسهاماتٍ وأدوارٍ دينيةٍ مستدامةٍ، كما أنَّ هذه الجزئيةَ من الشعار تُجسدُ الإرثَ الوطني العريق، والخصوصيةَ الإماراتية، وتميزَ روايتها الدينيةِ الأصيلة.
وترمزُ الصفوفُ العمودية الثلاثُ الموجودة في مقدمةِ الشعار، لركائزَ راسخةِ الجذور، شامخةٍ ثابتةِ الأركان، تتميزُ بالترابطِ والإحكام، والتراص ووحدةِ الصف، لتؤكدَ على مبادئِ التعاضد والتكاتف، والتلاحمِ والتعاون والاتحاد، وعلى عنصر “الركنية” الذي هو سمةٌ أساسيةٌ لفرائضِ الدين، كما تُومئُ إلى دور “الهيئة” في كونِ هذه الأركانِ عوازلَ وفواصلَ تحمي من آفاتِ التطرفِ والتشدد والكراهية، إضافةً إلى أنَّ هذه الأعمدةَ من زاويةٍ أخرى هي “عيدانُ أشجارٍ باسقة” ترمزُ للنمو والتنميةِ والاستدامة، وكلِّ ما فيه الخيرُ والنفع العام للمجتمع، إشارةً لفريضةِ الزكاةِ، ونظام الوقف.
واختيرَ للهويةِ الخطوطُ باللغتينِ العربيةِ والإنجليزية؛ تأكيداً على أنَّ رسالةَ الهيئة هي الريادةُ العالمية، والتعاونُ من أجلِ حضارةٍ إنسانية، حيث لا تتحقق تلك الرسالةُ إلا بالتطويرِ والانفتاح على العالم، وتجديدِ الوسائل والأدوات، وتأهيلِ الموارد البشرية النوعية، كما تُبرز توجهَ الهيئةِ المستقبلي، باختيارِ مسار التحولِ الرقمي والتقنيات الحديثة؛ في تناغمٍ بين الماضي والحاضرِ والمستقبل.
وترمزُ الألوانُ المستخدمةُ في الهويةِ إلى الاستجابةِ للواقعِ الراهن؛ من خلال تصميمِ خطابٍ دينيٍّ مبنيٍّ على عناصرِ التطابقِ والتناغم، والانسجامِ مع المجتمع، والواقعِ المعاصر، والأجيال الناشئة، والعملِ بسلامٍ لاستقرارِ الأوطان، وسلامةِ الكون والإنسان والبيئة.