قمة مستقبل الرعاية الصحية 2024 تختتم أعمالها في دبي

مشاركة أكثر من 5,000 شخص في القمة

انطلاقة جديدة لتعزيز الصحة العامة عبر استراتيجيات التطعيم

 

دبي – الوحدة:
اختُتمت اليوم في مركز دبي التجاري العالمي قمة مستقبل الرعاية الصحية، والتي عقدت تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي وجمعت مجموعة من الفعاليات الدولية البارزة، بما في ذلك مؤتمر ومعرض دبي لأمراض وجراحة الأذن وأعصاب الأذن، والمعرض والملتقى السنوي لطب الأشعة، والمؤتمر والمعرض الدولي لطب العائلة، بالإضافة إلى مؤتمر الصحة المدرسية الذي يُعقد لأول مرة. حيث ساهمت القمة بتسليط الضوء على أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف القطاعات الصحية في العالم، مما يعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة الريادي في مجال الرعاية الصحية.
وتُعتبر قمة مستقبل الرعاية الصحية حدثاً متميزاً يهدف إلى تعزيز الصحة العامة، مع تركيز خاص على استراتيجيات التطعيم والوقاية من الأمراض المعدية، وقد جمعت القمة قادة الرعاية الصحية، والباحثين، وصانعي السياسات، ومبتكري الصناعة من جميع أنحاء العالم، لمناقشة أحدث التطورات في تكنولوجيا اللقاحات وممارسات التحصين.
وقال الدكتور رمضان البلوشي مستشار المدير العام لهيئة الصحة بدبي، مدير إدارة حماية الصحّة العامّة في هيئة الصحة بدبي، رئيس اللجنة العلمية للقمة: “إن القمة تمكنت من استقطاب وجذب ما يزيد على 5 آلاف من قادة الرعاية الصحية، والباحثين، وصانعي السياسات، ومبتكري الصناعة من مختلف أنحاء العالم، حيث تمت مناقشة أحدث التطورات في تكنولوجيا اللقاحات وممارسات التحصين، والعديد من القضايا الصحية العالمية والموضوعات الملحة المتصلة بالأمراض المعدية”.
وأوضح الدكتور البلوشي أن قمة مستقبل الرعاية الصحية انطلقت هذا العام، من أجل بحث أفضل السبل لتعزيز الصحة العامة، وتطوير استراتيجيات التطعيم، وأنها في ضوء ذلك ومع هذا الحشد الكبير من الحضور، نجحت القمة في تكوين رؤية مستقبلية لما يجب أن تكون عليه أنظمة الوقاية من الأمراض المعدية في العالم، وما ينبغي تنفيذه للتصدي لأية أوبئة محتملة.
وأعرب عن تقدير هيئة الصحة بدبي الخاص، لكل الأوراق العلمية والأفكار المبتكرة والرؤى المتجددة التي تم طرحها خلال أيام انعقاد القمة، والتي أثرت الحدث ورسمت صورة واقعية لتحديات ومستقبل الرعاية الصحية.

وكانت من أبرز المواضيع التي تناولتها القمة دور الابتكار في توسيع برامج التطعيم للبالغين، حيث تمت الإشارة إلى أهمية إعطاء الأولوية للتطعيم ضد الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على الفئات العمرية الأكبر، بما في ذلك فيروس” المخلوي التنفسي (RSV)”، والتطعيم ضد “الهربس النطاقي”، بالإضافة إلى لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي، والتي تحمل مخاطر مرتفعة على كبار السن. وتضمنت القمة مناقشات موسعة حول تطوير لقاحات جديدة تهدف إلى توفير حماية فعالة لمن هم في الفئات العمرية الأكبر، الذين يُعتبرون أكثر عرضة لمضاعفات أكثر خطورة. كما تم التأكيد على أهمية تطعيم الهربس النطاقي كأداة أساسية لحماية البالغين من الآثار المؤلمة والمحتملة للإعاقة التي يسببها الفيروس، خاصة لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
وفي هذا السياق قالت سعادة الدكتورة فريدة الحوسني أستاذ مشارك – جامعة الإمارات العربية المتحدة ورئيس الفريق الاستشاري لإطار التأهب للانفلونزا في منظمة الصحة العالمية: “التطعيم لا يتوقف عند مرحلة الطفولة، لأنه بذات الأهمية خلال مرحلة البلوغ. إن لقاحات البالغين تنقذ الأرواح، وتمنع المضاعفات الناتجة عن الأمراض المزمنة وتساهم في خلق مجتمع أكثر صحة وإنتاجية لذلك يعد اعتماد التطعيم للبالغين خيار استباقي من أجل صحة أفضل.”
وأضافت سعادة الدكتورة فريدة الحوسني: “نتيجة التطورات والابتكارات الحديثة في مجال الرعاية الصحية، أمامنا اليوم فرص هائلة وتحديات أيضاً، خاصة في مجال الرعاية الوقائية ومن أبسط الأدوات وأكثرها فعالية لقاح الإنفلونزا لذلك يعد ضمان الحصول على معدلات تطعيم عالية ضد الإنفلونزا بين البالغين سبباً رئيساً في التقليل من حالات دخول المستشفيات، وعاملاً مهماً لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، بالإضافة إلى دوره في منع حدوث تفشي للمرض مايخفف الضغوطات غير الضرورية على أنظمتنا الصحية. ومع تقدمنا في التكنولوجيا الطبية والابتكار، يجب علينا أيضاً إعطاء الأولوية للتدابير الوقائية المتاحة، مثل التطعيم، والتي تخلق تأثيراً فورياً ومستداماً على الصحة العامة”.
وكان موضوع إنشاء جدول شامل لتطعيم البالغين موضوعاً متكرراً وأساسياً طوال القمة، فإذا تم تنفيذ مثل هذا الجدول على نطاق واسع، فسوف يعمل كإطار استراتيجي لضمان تلقي البالغين للقاحات في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة مع تقدمهم في العمر، تماماً كما يحدث مع الأطفال بموجب جداول التحصين الحالية. وأكد المشاركون أن وجود جدول تطعيم موحد للبالغين يمكن أن يُحسن من نتائج الصحة العامة من خلال تقليل حالات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وتقليل التكاليف الصحية، وتعزيز جودة الحياة عبر المجتمعات.
إلى ذلك، سلطت قمة مستقبل الرعاية الصحية الضوء على دور استراتيجيات التطعيم الاستباقية والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من مواجهة التحديات المتزايدة الناتجة عن تزايد عدد السكان المسنين على مستوى العالم، وذلك من خلال تعزيز الحوار حول التطورات في تكنولوجيا اللقاحات وتنفيذ برامج التحصين الروتينية للبالغين، وتمهد القمة الطريق نحو سياسات الصحة العامة التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من عبء الأمراض المعدية بين البالغين في جميع أنحاء العالم.