سول – (د ب أ ):
أجرت كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات للمرة الأولى منذ ما يقرب من عام، اليوم الخميس، مما يدل على تقدم محتمل في قدرتها على شن هجمات نووية بعيدة المدى على البر الرئيسي للولايات المتحدة.
ومن المرجح أن يكون الهدف وراء تجربة إطلاق الصاروخ هو جذب انتباه الولايات المتحدة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والرد على الإدانة على خلفية ما تردد عن إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا.
وتوقع بعض الخبراء احتمال أن تكون روسيا قد قدمت مساعدة تكنولوجية لكوريا الشمالية بشأن عملية الإطلاق.
وجاء إطلاق الصاروخ في الوقت الذي حذرت فيه واشنطن من أن قوات كورية شمالية ترتدي الزي الروسي تتجه نحو أوكرانيا، في خطوة لتعزيز القوات الروسية والانضمام إلى الحرب.
ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت عملية الإطلاق بأنها “انتهاك صارخ” للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي، معتبرا أنها “تثير التوترات بلا داعٍ وتخاطر بزعزعة استقرار الوضع الأمنيفي المنطقة”.
وأضاف سافيت أن الولايات المتحدة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمن الوطن الأمريكي وحلفائه في كوريا الجنوبية واليابان.
وأكد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج-أون، أن بلاده أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات، اليوم الخميس، ووصفه بأنه إظهار لـ “إرادة الرد” على أعداء البلاد، بحسب ما أوردته وكالة أنباء “يونهاب” الكورية الجنوبية.
وجاءت تصريحات كيم بعد خمس ساعات من إعلان الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات، بزاوية عالية صوب البحر الشرقي، في وقت سابق من اليوم، ما يمثل أول إطلاق لهذا النوع من الصواريخ هذا العام.
وفي موقع الإطلاق، قال كيم إن تجربة إطلاق الصاروخ هي “عمل عسكري مناسب” يهدف إلى إبلاغ أعداء البلاد بإرادتها للرد، بحسب ما نقلته يونهاب عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية.
وقال كيم في بيان أوردته الوكالة: “أؤكد أن كوريا الشمالية لن تغير أبدا مسارها الرامي إلى تعزيز قواتها النووية”، مضيفا أن إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات هو “إجراء لا غنى عنه” لتطوير قدرات البلاد الهجومية الاستراتيجية ضد “التصعيد الخطير” للتحالف النووي والمناورات العسكرية من قبل الأعداء.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية ربما أجرت تجربة لصاروخ باليستي جديد طويل المدى يعمل بالوقود الصلب، موضحة أن الصواريخ التي تحتوي على الوقود الصلب المدمج هي أسهل في الحركة والإخفاء ويمكن إطلاقها بشكل أسرع من الأسلحة التي تعمل بالوقود السائل.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة، لي سونج جون، إن الصاروخ الكوري الشمالي أطلق من زاوية عالية لتجنب الدول المجاورة على ما يبدو.
وأدانت كوريا الجنوبية واليابان عملية الإطلاق “لتهديدها للسلام الدولي”، وقالتا إنهما تنسقان بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بشأن أحدث تجربة للأسلحة الكورية الشمالية.