دبي – الوحدة:
غالبًا ما يتم تجاهل الأعراض التحذيرية المبكرة للنوبات القلبية لدى النساء. تشير الأبحاث المكثفة، التي تشمل روايات المرضى الحقيقية ورؤى المتخصصين في الرعاية الصحية، إلى نتائج مثيرة للقلق, 78% من حالات الإصابة بنوبة قلبية لدى النساء لا يتم تشخيصها بالشكل الصحيح ، وذلك يعود الى عدم معرفه الأعراض الغير تقليدية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت الدكتورة جويرية العلي، رئيسة جمعية القلب الإماراتية: “يجب سد الفجوة المعرفية الكبيرة الحالية، لا سيما تلك المتعلقة بالوعي تجاه أعراض المشاكل الصحية للمرأة وتعزيز التدخل الطبي المبكر. ونحن نلتزم بمعالجة مشكلة نقص الدراسات، وبصورة خاصة لمعالجة ثغرات البيانات المتعلقة بالجنسين، كما نكرس جهودنا لتعزيز الأبحاث المتخصصة بأمراض القلب لتلبية الاحتياجات الصحية للمرأة بشكل أفضل. وعلى الرغم من التقدم الحاصل، إلا أنه ما يزال أمامنا الكثير من العمل لتسليط الضوء على مجالات العلاج الأخرى التي تتطلب اهتماماً متزايداً من أجل تطوير خدمات الرعاية الصحية للمرأة”.
ويعود سبب عدم تشخيص النوبات القلبية لدى النساء في كثير من الأحيان إلى سبعينيات القرن العشرين عندما ركزت معظم الأبحاث الطبية على فيزيولوجيا الذكور في أعقاب مأساة الثاليدومايد، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة معرفية كبيرة فيما يتعلق بالبنية التشريحية للإناث وطرق الاستجابة.
وأطلقت أورجانون، إحدى شركات الرعاية الصحية العالمية الشهيرة، والتي تُعنى بصحة المرأة وتلتزم بدعمها، حملة تسلط الضوء على التحيز الطبي بين الجنسين، والذي يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية للمرأة. وتهدف مبادرتها إلى نشر الوعي في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولبنان، بما في ذلك في أوساط الأطباء والجمهور، بالأعراض الرئيسية للنوبات القلبية لدى النساء، والتي تختلف بشكل كبير عن تلك التي يشعر بها الرجال.
وقد تظهر الأعراض المبكرة للنوبات القلبية لدى النساء على شكل آلام في الفكين وغثيان، خلافاً للمفاهيم الخاطئة الشائعة بأن النوبات القلبية تترافق في كثير من الأحيان مع آلام في الصدر والذراع وضيق في التنفس. وللتعامل مع هذه المسألة الخطيرة، أطلقت شركة أورجانون حملة “لأنك مختلف]ة[“، وهي مبادرة لتسليط الضوء على الأعراض غير المعروفة للنوبات القلبية لدى النساء ومنع التشخيص الخاطئ. وتتعاون هذه المبادرة مع مؤثرين عرب وأخصائيين في الرعاية الصحية والنساء، وتهدف إلى إجراء مزيد من الجلسات الحوارية وتعزيز الوعي من خلال المحتوى الإعلامي ومشاركة القصص المؤثرة في جميع أنحاء دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان ومصر والبحرين.
ومن جانبه، قال رامي قوسة، نائب الرئيس المساعد لأورجانون في منطقة الشرق الأوسط و وتركيا وأفريقيا: “نركز في أورجانون على إحداث نقلة نوعية في مجال صحة المرأة من خلال المبادرات والمحادثات ومبادرات البحث والتطوير المخصصة. وفي ظل نقص الدراسات الشاملة حول أمراض القلب لدى النساء، نحرص على سد هذه الفجوة الحساسة وتحسين نتائج الرعاية الصحية للنساء في جميع أنحاء العالم. ويكمن التزامنا في الاستماع إلى قصصهن، وإيصال أصواتهن، وإحداث تغيير ملموس في طريقة فهم صحة المرأة ومعالجتها. وتعتزم أورجانون تمكين المرأة وضمان تركيز الابتكارات والأبحاث الطبية على تلبية احتياجاتها الصحية”.
وحثت الحملة شركات الأدوية والرعاية الصحية على زيادة تنويع التجارب السريرية وتعزيز ابتكارات علاجية أكثر شمولاً من خلال مبادرة تجربة المساواة السريرية التابعة لشركة آي بي جي هيلث.
وسلطت الحملة الضوء أيضاً على الأعراض الأقل شيوعاً للنوبات القلبية لدى النساء، بما في ذلك التعب غير المعتاد، والدوار الخفيف، وآلام الجزء العلوي من الظهر، وآلام في الفكين، وآلام في الرقبة، وغثيان، والشعور بالحرقة أو عسر الهضم، والانزعاجات في أحد الذراعين أو كليهما.[1]وتهدف الحملة، من خلال رفع مستوى الوعي حول هذه الأعراض، إلى تمكين النساء من التعرف على أعراض النوبات القلبية في وقت مبكر والتشجيع على اعتماد ممارسات الرعاية الصحية الشاملة للجنسين.