كرّمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، المؤسسة والرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين الفائزين بجوائز الدورة السادسة عشرة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين برعاية شركة “إي آند الإمارات”، وذلك خلال الحفل الذي أقيم مساء أمس في مركز إكسبو الشارقة، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024.
وأطلقت الشيخة بدور القاسمي الهوية الجديدة للجائزة، التي ستحمل اعتباراً من الدورة السابعة عشرة اسم الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي المقدمة من “إي آند”، وذلك في إطار التجديد، الذي يتناسب مع البُعد الدولي للجائزة، وما ينتظرها من آفاق أوسع، وتأثير أكبر، ووصول أشمل، حيث ستسهم الهوية الجديدة في جذب عدد أكبر من المشاركات من العالم العربي وخارجه، وستزيد من فرص الحصول على حقوق ترجمة الأعمال الفائزة وتلك التي وصلت إلى القائمة القصيرة، من قبل دور النشر الأجنبية، وهو ما يشكّل دعماً قوياً لكتاب الطفل العربي ويزيد من انتشاره.
واستوحي الشعار الجديد للجائزة من شجرة “الرولة” التي تعكس روح الشارقة في ذاكرة سكان دولة الإمارات وزوارها، حيث تتوسط هذه الشجرة أحد أشهر ميادين المدينة وهو ميدان الرولة، واعتاد الآباء قديماً الاجتماع في ظلها لتبادل القصص والحكايات، وكانت ملتقى للتجار لعقد الصفقات، ومجلساً للشعراء للتباري في مساجلاتٍ ممتدة، تشبه الطريقة التي تجمع فيها الكتب القراء في حضرة أفكارها لتشعرهم بالألفة والبهجة مع شخوصها وعوالمها، كما يرتبط شعار الجائزة بالورق الذي يصنع من الخشب، وبالشجر الذي تشبه أوراقه صفحات الكتب.
حضر حفل توزيع الجوائز وإطلاق الهوية الجديدة للجائزة، سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ومروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة “إي آند الإمارات”، ومحمد العميمي، المدير العام بالوكالة – الإمارات الشمالية، في شركة “إي آند الإمارات”، وأعضاء لجنة تحكيم الدورة السادسة عشرة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وعدد من المسؤولين والأدباء والمثقفين والشخصيات الإعلامية.
وفي فئة “الطفولة المبكرة” (من عمر صفر إلى خمسة أعوام)، فاز كتاب “مخدة” تأليف أنس أبو رحمة ورسوم لبنى طه، والصادر عن دار ديناصون من فلسطين، ونال جائزة فئة “الكتاب المصور” (من خمسة أعوام إلى تسعة أعوام)، كتاب ” سيصل الفيل بعد قليل” تأليف د. فاطمة الزهراء بن عرّاب ورسوم شيما يوسف زراعي، والصادر عن دار المحيط للنشر من دولة الإمارات، فيما ذهبت جائزة فئة “كتاب ذي فصول” (من تسعة أعوام إلى اثني عشر عاماً)، إلى كتاب: “الآنسة إلهام والخريف” تأليف سوزان نعيم الحلو ورسوم بسمة حسام، والصادر عن دار السلوى ناشرون من الأردن.
وفاز بفئة “كتاب اليافعين” (من ثلاثة عشر عاماً إلى ثمانية عشر عاماً)، كتاب “ابنة غواص اللؤلؤ وعقد البَعو” تأليف ميثاء الخياط ورسوم حصة المهيري، والصادر عن دار أجيال من دولة الإمارات، وتوجت الجائزة في فئة “كتاب الشعر” (حتى عمر ثمانية عشر عاماً)، كتاب: “أشجار تلّون الحياة” تأليف محمد جميل ورسوم بسنت داود، والصادر عن جبل عمّان ناشرون من الأردن. وتم اختيار هذه الكتب الخمسة من بين 21 كتاباً وصلت القائمة القصيرة من ثماني دول عربية وأجنبية، تصدّرتها الأردن والإمارات، إلى جانب مصر، والمغرب، وعُمان، وفلسطين، وكندا، وتركيا.
وقالت مروة العقروبي : هنا في عاصمة الكتاب، شارقة الثقافة والتاريخ والفن، لم يكن الكتاب يوماً إلا مكرّماً، ولم يكن الكاتب إلا ملهماً ومعلّماً. فللثقافة في الشارقة جذور راسخة، رسوخ النخل في هذه الأرض الطيبة، بَذَرَها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس حاكم الشارقة، لتثمر نهضة ثقافية، ورفعة معرفية، وريادة فكرية”.
وأكدت أن إطلاق الجائزة في 2009 من قبل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي جاء في وقت افتقرت فيه رفوف المكتبات آنذاك للتنوع البديع في منشورات الأطفال واليافعين، وظلت هذه الفجوة بين ثراء مخزوننا المعرفي العربي وما يصل منه إلى صغارنا، تتسع مع الزمن، وتتمدد مع العولمة، لتأتي هذه الجائزة وتسهم في تحفيز الناشرين والمبدعين العرب على إصدار كتب عربية أصيلة موجهة للأطفال واليافعين، مشيرة إلى أن الجائزة تطورت وتوسعت فئاتها لترتقي بالإصدارات العربية الموجهة للأطفال واليافعين إلى مصاف المطبوعات العالمية في جودة النص، وبراعة العرض، وحداثة الطرح، دون أن تساوم على أصالة هويتها العربية، أو إخلاصها لبيئتها وشخصياتها التي تشبه واقع الطفل العربي.
وأضافت : أفسحت الجائزة المجال لأبناء العالم العربي لتأليف الحكايات التي ستشكّل حجر الأساس في مخيلة الطفل العربي عامة، والإماراتي خاصة. وقد تنامى هذا الحلم الكبير منطلقاً من مشاركة إماراتية واحدة في دورة الجائزة الأولى إلى 74 مشاركة إماراتية في الدورة السادسة عشرة، وهو ما يعكس حرص دولة الإمارات على الإنسان وبناء فكره، وإثراء عقله، وتنمية مواهبه. ولعلّ استثمارنا طويل الأمد في أدب الطفل، ليس إلا مصداقاً على هذا الهدف النبيل، وتأكيداً على أهمية ترسيخ الجذور وتقويم القصور ومد الجسور، دون مساومة على هويتنا التي هي أساس وجودنا وبوابتنا الواسعة للتقدّم والنهضة”.
من جانبه شكر مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة “إي آند الإمارات”، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، على توجيهاتها الكريمة التي أدت إلى النجاح الكبير الذي حققته الجائزة، كما شكر المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على هذه الشراكة المميّزة التي أسهمت، خلال الأعوام الماضية، في تحفيز المبدعين العرب وكرّمت إبداعاتهم وأعمالهم الأدبية، وقدّمت لهم الدعم الذي من شأنه مواصلة الارتقاء بالمجهود الثقافي والأدبي للمؤلفين والناشرين وتنمية الجانب الأدبي للأطفال.
وأضاف: امتداداً لدور “إي آند الإمارات” في تمكين الأفراد والمجتمعات وقطاعات الأعمال عبر أحدث الحلول الرقمية، فإننا نحرص على مواصلة رعايتنا للجائزة وتطويرها، لأهميتها في الحفاظ على القيم الثقافية والأدبية، وتعزيز سبل الترابط المجتمعي بالتزامن مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده جميعاً. كما نحرص على دعم هذه الجائزة انطلاقاً من مسؤوليتنا المجتمعية الرامية إلى تمكين المبادرات التي تثري الحياة الثقافية وتعزز النهضة المجتمعية، وإيماناً منا بأهمية الاستثمار في الإنسان، أغلى ما تملك المجتمعات، ولبناء جيل عربي مبدع ومثقف، يقود مجتمعه، ويحقق الازدهار لدولته”.
وتضمن الحفل عرض فيديو حول مسيرة الجائزة وهويتها الجديدة، إلى جانب تكريم أعضاء لجنة تحكيم الدورة السادسة عشرة، وذلك تقديراً لجهودهم في تقييم واختيار الأعمال المرشحة والفائزة.
وكانت الجائزة قد تسلّمت في دورتها السادسة عشرة 330 مشاركة لمبدعين من 21 دولة، مقابل 323 مشاركة في الدورة السابقة، وحملت هذه المشاركات أسماء 213 مؤلفاً، و200 رسام، و92 ناشراً.
وفيما يتعلّق بتوزيع المشاركات على الفئات الخمس للجائزة، فقد جذبت فئة “الكتاب المصور” 123 مشاركة، وتلتها فئة “الطفولة المبكرة” بواقع 90 مشاركة، ومن ثم فئة “كتاب اليافعين” التي تسلّمت 49 مشاركة، وبعدها جاءت فئة “كتاب ذو فصول” بـ42 مشاركة، وأخيراً فئة “كتاب الشعر” بـ26 مشاركة.