الحب يجمع ثلاثة شعراء في أولى أمسيات “الشارقة الدولي للكتاب”
الشارقة – الوحدة:
في ليلة أضاءها الشعر، احتضن معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، أمسية شعرية تحت عنوان “أدين بدين الحبّ”، جمعت عشاق الكلمة ليحلقوا مع قصائد خطّها نخبة من الشعراء الذين أخذوا الحضور في رحلة إلى عوالم جمالية للحب والحنين والشوق.
وقدّمت الأمسية التي استضافت الدكتور الأديب إبراهيم بورشاشن، والشاعر خالد النعيمي، والشاعر محمد المهيري، قصائد تنوعت موضوعاتها ومدارسها الشعرية، فجاء منها مشغولاً في تجسيد معنى الحب، وأخرى في تفسير الغياب، بينما ظلت كلها تحت تنتسب إلى قصيدة التفعيلة والنثر.
إبراهيم بورشاشن.. بحّار يبحث عن أرض المحبة
افتتح الدكتور إبراهيم بورشاشن، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانيّة، الأمسية بقصائد من ديوانه “إبحار في عيون الحوريات”. وفي قصيدته “عاشقة الحروف”، رسم بورشاشن صوراً بديعة تجسد شغف الحروف وانقيادها لسحر العشق، حيث قال:
“يعشَقُكِ الأرزُ
يتحوّل من شذاكِ أقلاماً
ترسُم خريطة هوى مكتومٍ
تُوقِد ليالي الغُرباء
تكتب أُسطورةَ الألوانِ الخفيةِ.
هذي الحُروفُ تأتيك طَوعَى
تُسخِّرينها برمشة عينٍ
ترفَعُ أبنيةَ السّردِ المفقودِ
تَرصُفُ لَبِناتِ الشّعرِ المسحور
من أنّاتِكِ تُرصَفُ الصُّفوف
أوجاعُكِ تَسقي المعاني حكمةً
ومن أسقامِكِ يَبجُسُ وقارُ الدلالات.
خالد النعيمي.. شاعر يُلامس الحب في زمنٍ تتجدد فيه الحدود
تلا ذلك الشاعر خالد النعيمي، الذي أتحف الحضور بمقتطفات من ديوانه “عبور الملكة الأخير”. ففي قصيدته “حبّ في زمن الحدود”، عبّر النعيمي عن مزيج من الشوق والحنين في زمن يفرق الأحبة ويباعد بين الحدود، قائلاً:
أيتها الغريبة، سأحبّكِ في الظلّ
تحت الأشجار الصامتةِ
في المساحات التي تُنبِتُ الغِياب
وتُزهرُ ألحان الفراق
سأجمَعُ أنفاسكِ
كرمادٍ يَزهُرُ حكايات النساء،
تاهوا خلفَ الأفقِ، بعيداً عن الأمان
في مدينتي، سيّدتي،
الرجالُ يهيمونَ على أطرافِ الخراب
يذوبون في صمتٍ مُتجمّد
ووجوهُهم مائلةٌ إلى الرحيل
ينبتون كالشّوكِ
في حلقِ الأرض.
محمد المهيري.. قصائد مفعمة بحب الأسرة وأبجديات العطاء
واختتم الأمسية الشاعر محمد المهيري، الذي استلهم من دفء أسرته قصيدته التي تتحدث عن الحب الأصيل. فمن ديوانه “كتاب حبّي”، أهدى المهيري قصيدة إلى والديه بعنوان “نوران حياة كاتب”، حيث قال:
لهب عِشقِ أبيضٍ في الأعين
وقصّة حبّ يغار منها الكثير
حناناً احتوى أيامي بنورين
نور الدفء ونور العطاء
عن أيّ حبّ تتحدثون
وأنا أرى حبّ أمي وأبي أمامي
أنتِ دفئي وراحتي
أنتَ مُوجّهي وقوتي
أنتما سكني وسكينتي وسُكوني
وسِرّي وسريرتي وسُروري
وسَعدي وسعادتي وسندي
وأنتما شوقي واشتياقي.
وقد تركت الأمسية أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين، الذين عبّروا عن إعجابهم بالقصائد وكأنهم يشهدون حكاية حب خالدة، تتجسد أمامهم في صورة كلمات تنبض بالحياة.