أبوظبي – الوحدة:
استضافت كل من وزارة التغير المناخي والبيئة، وهيئة البيئة – أبوظبي، و”أدنوك”، وشبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة، منتدى التنوع البيولوجي 2024 تحت شعار “التكنولوجيا من أجل الطبيعة”. وأقيم الحدث في أبوظبي وجمع المعنيين الرئيسيين من القطاعين الحكومي والخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي الإقليمي.
وبناءً على نجاح النسخة الافتتاحية من ملتقى الإمارات للتنوع البيولوجي في عام 2023، استكشف منتدى 2024 دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المبتكرة في دعم الجهود الإقليمية للحفاظ على البيئة، وعكس اتجاه فقدان التنوع البيولوجي، وتعزيز مرونة النظام البيئي. كما تماشى المنتدى مع موضوعات مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (كوب16)، مع التركيز على الاتصالات والتعليم والتوعية العامة وتقاطعات التنوع البيولوجي مع الصحة والتغير المناخي.
وتضمنت الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها: الإدارة المستدامة للنظم البيئية البحرية والساحلية والجزرية، وحشد الموارد والآليات المالية للحفاظ عليها، وتكامل التكنولوجيا والسياسات والاستراتيجيات المالية لتحقيق نتائج إيجابية للطبيعة.
وكان منتدى التنوع البيولوجي 2024 منصة مهمة للحوار والتعاون، بهدف تعزيز الحلول المبتكرة والشراكات التي تدعم الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي في المنطقة.
وبهذه المناسبة قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: “تماشياً مع استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي، تنفذ هيئة البيئة – أبوظبي مجموعة من الحلول القائمة على الطبيعة للتكيف مع المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي. ويعد مشروعنا لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية، الذي تم إطلاقه في عام 2021، هو الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تمت زراعة أكثر من مليون قطعة مرجانية بمعدل بقاء يتجاوز 95 بالمائة، بالإضافة إلى ذلك، استخدمت مبادرة القرم – أبوظبي التي يتم تنفيذها مع أكثر من 12 شريكًا إقليميًا ودوليًا – تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لزراعة أكثر من 27 مليون شجرة قرم منذ عام 2020، مما يرسخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي لأبحاث أشجار القرم”.
وأضافت: “في هيئة البيئة – أبوظبي، استخدمنا الذكاء الاصطناعي للتعرف على أنواع الأسماك وعددها بدقة وإجراء تقييمات الموائل من بين تطبيقات أخرى غيّرت نهجنا في هذه الجهود. ومن خلال الذكاء الاصطناعي، نعمل على تعزيز جمع البيانات ودعم اتخاذ القرارات المستنيرة وتحسين إدارة الموارد المستدامة. وبالنظر إلى المستقبل، تركز استراتيجيتنا للأعوام 2026-2030 على الذكاء الاصطناعي لمراقبة النظام البيئي في الوقت الفعلي، وتعزيز التزامنا ببيئة مستدامة ومرنة”.
من جانبها قالت هبة الشحي، الوكيل المساعد لقطاع التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة: “إن حماية وتعزيز التنوع البيولوجي أولوية بالنسبة لدولة الإمارات. وقد اعتمدنا نهجًا متكاملًا يشمل المجتمع بأكمله لتحقيق رؤية قيادتنا في هذا المجال. وتضع الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل للتنوع البيولوجي أهدافًا طموحة للحفاظ على التنوع البيولوجي وإصلاح النظم البيئية المتدهورة وتحسين الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية. وسواء فيما يتعلق بحملتنا لزراعة 100 مليون شجرة قرم أو رؤيتنا لحماية أنظمتنا البيئية البحرية والبرية، تقدّم التكنولوجيا طرقًا مبتكرة لدعم جهودنا في الحفاظ على البيئة.
“ويوفر هذا المنتدى فرصة مثالية لمختلف أصحاب المصلحة للالتقاء والعمل على تحقيق أهدافنا المشتركة لتعزيز التنوع البيولوجي في دولة الإمارات ودعم الحلول القائمة على الطبيعة للعمل المناخي”.
من جهته، قال إبراهيم الزعبي، الرئيس التنفيذي للاستدامة والبيئة والمسؤولية المجتمعية والحوكمة في مجموعة “أدنوك”: “تطبق ’أدنوك‘ نهجاً شاملاً لحماية البيئة والمجتمعات التي تمارس بها أعمالها، مع التركيز على الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم البيئية الطبيعية. وفي منتدى التنوع البيولوجي لهذا العام، يسعدنا التعاون مع شركائنا الإقليميين الرئيسيين لتبادل المعارف والحلول، بما في ذلك استخدام التطورات التكنولوجية لتسريع جهود التنمية المستدامة ذات الأثر البيئي والمناخي الإيجابي”.
وبدوره، قال الدكتور يسار جرار، الأمين العام لشبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة: “يؤكد منتدى التنوع البيولوجي 2024 على القوة التحويلية للتكنولوجيا في الحفاظ على التنوع البيولوجي مع تسليط الضوء أيضًا على الحاجة الماسة لزيادة الوعي وبناء مجتمع ملتزم بهذه الجهود.
ومن خلال المبادرات التي أعلنت عنها شبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة في المنتدى، مثل تقرير رواد التكنولوجيا من أجل الطبيعة الصادر عن معهد بوستريتي، نجمع بين دراسات الحالة العالمية التي توضح دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في تعزيز جهود الحفاظ عبر النظم البيئية المتنوعة، من إدارة التلوث إلى مرونة المناخ. وعلاوة على ذلك، فإن إطلاق دورة صنع السياسات من أجل الطبيعة في إطار الشبكة سيزود الحكومات الإقليمية بالأدوات اللازمة لتطوير سياسات التنوع البيولوجي المؤثرة، وتعزيز أساس الحوكمة المستدامة.
ومن المبادرات الرئيسية الأخرى التي أطلقتها شبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة أول منصة Nature and Biodiversity Vertical في المنطقة. وستعمل هذه المنصة على توطيد التعاون بين القطاعات والتواصل المؤسسي في الحفاظ على التنوع البيولوجي، مع التركيز على المجالات الحرجة مثل تخضير المدن، واستعادة الموائل، والإدارة المستدامة للأراضي، وحماية الأنواع. وستعمل أيضًا على تعزيز الشراكات، ودعم المبادرات المشتركة، والدعوة إلى سياسات مؤثرة، وتزويد الأعضاء بإمكانية الوصول إلى تبادل المعرفة والموارد وبرنامج تقدير سنوي للمساهمات الهادفة في مجال التنوع البيولوجي.
ويشكّل منتدى التنوع البيولوجي 2024 وهذه المبادرات التابعة لشبكة الرؤساء التنفيذيين للاستدامة خطوة حيوية نحو حشد العمل الجماعي وتعزيز الشراكات التي تضع التنوع البيولوجي في طليعة الاستدامة، سواء على مستوى المنطقة أو خارجها”.