دراسة بريطانية تظهر تحيز منصات محادثة الذكاء الاصطناعي لصالح اليسار
لندن – (د ب أ):
أظهرت دراسة لمركز الدراسات السياسية الموجود مقره في لندن أن كل منصات محادثة الذكاء الاصطناعي الآلية الرئيسية تقريبا تقدم الأحزاب السياسية اليسارية في أوروبا بصورة مميزة، حيث اكتشفت أن منصات نماذج اللغة الكبيرة “تقدم إجابات يسارية” على الأسئلة السياسية.
وأشار المركز الموالي لحزب المحافظين البريطاني المعارض إلى أنه اكتشف “تحيزا سياسيا لليسار” في “كل فئة تقريبا” من إجابات 23 منصة من بين 24 منصة ذكاء اصطناعي تمت دراسة ردودها على أسئلة تتعلق بعشرين مجال سياسي رئيسي.
وقال المركز إن “أكثر من 80% من ردود نماذج اللغة الكبيرة كانت تتراوح بين مواقف اليسار والوسط”، وهي المواقف التي ظهرت بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بقضايا الإسكان والبيئة والحقوق المدنية.
وفيما يتعلق بالأيديولوجيا قدمت منصات الذكاء الاصطناعي صورة إيجابية للايديولوجيا “التقدمية والليبرالية الاجتماعية” مقارنة بالأيديولوجيا “التقليدية والمحافظة الاجتماعية”، في حين كانت المنصات أكثر صرامة مع “الأيديولوجيات المتطرفة” اليمينية مقارنة بتلك الخاصة بـ “اليسار المتشدد”، وفقًا لدراسة المركز الذي يصف نفسه بأنه “مؤسسة الفكر اليميني الوسطي الرائدة في بريطانيا”.
وتواجه شركة أوبن أيه.آي المطورة لمنصة شات جي.بي.تي الأشهر في مجال محادثة الذكاء الاصطناعي وغيرها من الشركات المنافسة اتهامات من مختلف مكونات الطيف السياسي بتحيز الذكاء الاصطناعي. وتقول الشركة إن المعاملة التفضيلية لمجموعات سياسية معينة هي “ثغرات وليست خصائص” في المنصة.
وقال مركز الدراسات السياسية إنها سعت للحصول على إجابات عن القضايا السياسية والأحزاب والقادة السياسيين في أكبر 15 دولة من حيث عدد السكان بدون روسيا، من 24 منصة ذكاء اصطناعي منها شات جي.بي.تي وجيمني التابعة لجوجل وإل.لاما التابعة لميتا وكلاود التابعة لشركة أنثروبيك.
وأظهرت الدراسة أن أغلب منصات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم نماذج اللغة الكبيرة قدمت محتوى يعكس في المتوسط التفضيلات السياسية اليسارية – في بعض الحالات بشكل ملحوظ.
وأضافت الدراسة أن التحيزات لم تكن واضحة في نماذج اللغة الكبيرة “الأساسية” ولكنها أصبحت “أكثر وضوحًا” في الإصدارات “الموجهة للمستخدم” أو “المحادثة”. وكانت منصة نموذج اللغة الكبير الوحيدة التي لم تقدم إجابات متحيزة هي منصة رايت جي.بي.تي، التي قال المركز عنها إنها “مصممة خصيصًا لتكون يمين وسط من الناحية الإيديولوجية”.