“مؤتمر دبي للماس” يضع حلولاً ورؤىً استراتيجيةً لمستقبل صناعة الماس

مشاركة كوكبة دولية من القادة والخبراء .. وإطلاق فعاليات أسبوع دبي للماس

•دعا قادة الصناعة إلى تعزيز الوحدة والابتكار للتمكّن من مواجهة التحديات الجوهرية بنجاح

 

دبي- الوحده:

أعلن مركز دبي للسلع المتعددة، منطقة الأعمال الدولية الرائدة والمساهم البارز في تحفيز تدفق التجارة العالمية عبر دبي، اليوم انطلاق فعاليات أسبوع دبي للماس المرتقب، مستهلاً هذا الحدث باستضافة مؤتمر دبي للماس.

على خلفية التحديات غير المسبوقة التي تواجهها صناعة الماس، والتي تشمل انخفاض الأسعار العالمية وتراجع الطلب واحتدام المنافسة من بدائل الماس المنتجة مخبرياً بجانب تغير تفضيلات المستهلكين، اجتمعت الحكومات والخبراء وقادة الصناعة في دبي لتوحيد الجهود المبذولة والسعي نحو إيجاد حلول فعّالة.

يستضيف مؤتمر دبي للماس، المنعقد تحت شعار “الازدهار في ظل الضغوطات: التكيف مع النماذج العالمية الجديدة”، كوكبة من أبرز الأطراف المعنية في الصاعة عبر سلسلة القيمة بالكامل، بدءاً من الحكومات والمنتجين ومروراً بشركات التعدين وصولاً إلى التجّار.

وأثناء إدلاء كلمته الرئيسية، قال سعادة جمعة الكيت، كبير المفاوضين التجاريين لدولة الإمارات ووكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد: “على الرغم من وجود فرص واضحة في المشهد الراهن، فيجب أيضاً إدراك التحديات الفريدة التي تعرقل مسيرة نمو صناعة الماس. وفي هذا الصدد، أوّد التأكيد على أهمية مؤتمر دبي للماس باعتباره منصة حيوية تتيح لكافة الأطراف المشارِكة فرصة إيجاد حلول مبتكرة. ويستمد هذا المؤتمر زخمه من التزام دبي المتواصل بتعزيز سبل التعاون مع مراكز الماس الدولية الأخرى، بهدف ترسيخ دعائم مستدامة لهذه الصناعة على الأجل الطويل”.

وقد نجحت دبي، منذ النسخة الأخيرة من مؤتمر دبي للماس، في ترسيخ مكانتها كأكبر مركز لتجارة الماس في العالم، إذ تم تداول ما يقرب من 120 مليون قيراط من الأحجار الخام والمصقولة عبر الإمارة خلال النصف الأول من عام 2024، وهو ما يعكس نمواً سنوياً في حجم التجارة ومرونتها.

وفي هذه المناسبة، قال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، ورئيس مجلس إدارة بورصة دبي للماس: ” في ظل التحولات العميقة التي تشهدها صناعة الماس، تواصل دبي ريادة جهود التعاون العالمي مؤكدةً مكانتها كمركز عالمي رائد في تجارة الماس. ويُعد مؤتمر دبي للماس أحد أبرز ثلاثة فعاليات عالمية تُقام ضمن أسبوع دبي للماس، ويتميّز بقدرته الفريدة على جمع وتوحيد الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة ضمن سلسلة القيمة للقطاع، وتحفيز النقاشات المحورية، ورسم مسار عملي للمضي قدماً على الصعيد العالمي. ومن المهم أن تغتنم دبي، بالتعاون مع أصحاب المصلحة ومراكز التجارة الأخرى حول العالم، زخم هذا الأسبوع لتوسيع نطاق الحلول الحديثة وضمان النمو والاستدامة لصناعة الماس على الأجل الطويل”.

وبدوره، قال آل كوك، الرئيس التنفيذي لمجموعة “دي بيرز”: “في كل مرة أزور فيها دبي، يزداد إعجابي برؤية وطموح حكومتها. ففي الوقت الذي تعثرت فيه اقتصادات أخرى وواجهت جُملة من التحديات، استطاعت دبي المضي قدماً من نجاح لآخر وسرعان ما أصبحت سوقاً عالمياً بارزاً، الأمر الذي جعلها، وتحديداً في صناعة الماس، مركزاً حيوياً يربط بين أفريقيا والعالم. ولا شك أن صناعة الماس قد استفادت من إمكانات دبي من خلال الحفاظ على مكانتها وتعزيز نموّها، وذلك بفضل القيادة الحكيمة للرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، ورئيس مجلس إدارة بورصة دبي للماس، السيّد أحمد بن سليم. فمنذ أن تولى رئاسة عملية كيمبرلي، أرسى مستوى جديداً من الشفافية في نظام الشهادات، وهو إنجاز يستحق الإِشادة والتقدير في ظل تزايد اهتمام المستهلكين بمصادر مشترياتهم”.

وقد ركزت الجلسة الحوارية الأولى على أبرز القضايا الملحّة التي تؤثر على سوق الماس، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، والتقلبات الاقتصادية، وضغوط سلسلة التوريد. إذ تطرّق المشاركون في هذه الجلسة بصفة خاصة إلى التحديات الناشئة عن فائض العرض وضعف الطلب، وكذلك التباطؤ الاقتصادي في الصين، وتصاعد المنافسة من بدائل الماس المُنتج مخبريًا، وتغيّر تفضيلات المستهلكين.

في حين ركزت الجلسة الحوارية الثانية على التجارب والدروس المستفادة في صناعات أخرى، إذ شارك خبراء من قطاعات متعددة، مثل السلع الفاخرة والساعات الراقية وصناعة المأكولات والمشروبات، في تبادل أفكار ورؤى محورية قائمة في مشهد التجارة العالمية، والتي يمكن أن تسهم في تطوير صناعة الماس. وسلط المتحدثون الضوء على مخاطر الاعتماد على نهج واحد في التتبع، والتحديات القائمة ضمن عمليات الفصح والتحقق في جميع مراحل سلسلة التوريد، مؤكدين على ضرورة تبني استراتيجيات متنوعة تعتمد على التكنولوجيا لضمان مستقبل مستدام للقطاع.

أما الجلسة الحوارية الثالثة فقد ركزت على اللوائح والأطر التنظيمية الخاصة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، حيث استعرض مجموعة من خبراء المنطقة تأثير التطورات التنظيمية على الامتثال واتجاهات السوق. وتجاوز النقاش إطار الامتثال التقليدي، ليبرز المكاسب الاستراتيجية المحققة من دمج مبادئ الاستدامة والمعايير الأخلاقية ضمن صميم الأعمال والأنشطة التجارية.

ركزت الجلسة الحوارية الختامية على عوامل التغيير الاستراتيجي في قطاع الماس، حيث وضع المشاركون مساراً واضحاً للتصدي لتحديات المرحلة الراهنة. ومن خلال استعراض دروس النجاح والإخفاق السابقة، وجّه المشاركون دعوة ملحّة للعمل وتضافر الجهود، وحثّوا أصحاب المصلحة على الالتفاف حول رؤية طموحة للتحول الإيجابي.

وقد لاقى مؤتمر دبي للماس دعماً كبيراً من مجموعة واسعة من الرعاة البارزين من مختلف أنحاء صناعة الماس، بما في ذلك الراعي الماسي شركة “ستارجمز”، وهي شركة عالمية متخصصة في تصنيع الماس والمجوهرات وتجارة الجملة والتجزئة، بالإضافة إلى الرعاة البلاتينيين شركة “تشورون”، وهي مجموعة دولية رائدة تركز على مصادر الماس الخام وتصنيفه وبيعه، وشركة “كاتوكا”، أكبر شركة في قطاع الماس في أنغولا.

وسيظل مفهوم الوحدة الذي ساد مؤتمر دبي للماس حاضراً وبقوّة طوال “أسبوع دبي للماس” مع فعاليات مثل “جي جيه تي دبي”، المعرض التجاري الرائد في المنطقة في مجال الأعمال، والجلسة الحوارية العامة لعملية كيمبرلي لعام 2024، والتي سيستعرض خلالها الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، أحمد بن سليم، أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في “عام الإنجاز”، مما يؤكد مجدداً دور دبي مركزاً تجارياً عالمياً رائداً ويرسّخ التزامها بدعم جهود عملية كيمبرلي.