أبوظبي تستضيف الاجتماع الدوري لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية

صقر غباش يترأس الاجتماع :دول الخليج بإرادة وحكمة قياداتها ستظل بوابة من بوابات السلام العالمي

أبوظبي – الوحدة:
أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، رئيس الاجتماع الدوري الثامن عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دول الخليج العربي ستظل بعون الله، وإرادة قياداتها الرشيدة وحكمتها، وبهمة أبنائها وطموحاتهم، بوابة من بوابات السلام العالمي، وركنا من أركان السلم والوفاق الدوليين في خضم سلسلة التحولات الاقتصادية والجيوسياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم بأسره.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية للاجتماع الدوري الثامن عشر لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية، الذي استضافه المجلس الوطني الاتحادي، وعقد اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024م في أبوظبي بقصر الإمارات، بمشاركة معالي أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين، ومعالي الشيخ الدكتور عبدالله من محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، وسعادة حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى بدولة قطر، وسعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى بسلطنة عمان.
كما شارك في الاجتماع معالي محمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، ومعالي جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي سعادة كل من: الدكتور طارق الطاير النائب الأول لرئيس المجلس، ومنى حماد رئيسة مجموعة المجلس في الاجتماع الدوري لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية، وعائشة الظنحاني نائب رئيس المجموعة، والدكتور أحمد المنصوري، وسالم العامري، وشيخة الكعبي، والدكتورة مريم البدواوي، والدكتور عدنان الحمادي، وسعيد العابدي، ومحمد الظهوري، ومحمد الكشف، أعضاء المجلس، والدكتور عمر النعيمي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي.
ونقل معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الكلمة الافتتاحية، تحيات ومباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بعقد الاجتماع الدوري هذا، وتمنيات سموه للجميع بالنجاح والتوفيق، وأضاف “يطيب لي، بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، أن أرحب بكم في بلدكم الثاني، دولة الإمارات، ومتمنيا لكم طيب الإقامة بين أهلكم وإخوانكم”.
وقال معالي صقر غباش “إن اتساع دائرة التوترات والصراعات الإقليمية، باتت تلقي بظلالها على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص المنطقة العربية التي تعيش في هذه الفترة ظروفا دقيقة وصعبة خاصة مع استمرار الحرب في غزة التي تجاوزت عامها الأول، وما ترتب عليها من حرب أخرى تدور رحاها الآن في لبنان الشقيق، وفي هذا السياق، فإني أود التأكيد على الموقف الإماراتي المطالب بالوقف الفوري والدائم للحرب التي تدور رحاها على أرض غزة، وهو ذات الموقف الحريص تماما على إيصال المساعدات العاجلة لأهلنا في غزة، وسنظل مساندين وداعمين بكل الأوجه السياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني لكي يسترد كامل حقوقه العادلة والمشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
كما أكد معاليه على الموقف الإماراتي الداعي للوقف الفوري لإطلاق النار في لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بالكامل، ومساندة الشعب اللبناني والدولة اللبنانية، حتى يتمكن لبنان الشقيق من ضمان استقراره وأمنه وصون قراره الوطني.
وقال معالي صقر غباش: “إن اجتماعنا اليوم لا يمثل مجرد فرصة للتشاور والتنسيق حسب، بل هو تأكيد جديد على قوة الترابط ووحدة المصير التي تجمع دولنا الخليجية العربية، قيادات وشعوبا، وهي وحدة المصير التي تثبت يوما بعد آخر بأن هويتنا الخليجية المشتركة، إنما تزداد متانة وتلاحما مع هوياتنا الوطنية بكل وشائجها الأخوية، وروابطها الاجتماعية، واتجاهاتها السياسية، وأبعادها الاقتصادية”.
وأشار معاليه إلى المرسوم بقانون اتحادي رقم (25) الصادر عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بتاريخ 30 سبتمبر 2024، الذي ينص على معاملة مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين، معاملة مواطني دولة الإمارات في ممارسة النشاطات الاقتصادية والمهن في الدولة.
وأعرب معاليه عن خالص التقدير لسعادة حسن بن عبد الله الغانم رئيس مجلس الشورى لدولة قطر الشقيقة، على جهوده الصادقة والمخلصة التي بذلها خلال فترة رئاسته للدورة السابقة لهذا الاجتماع، التي كان لها الأثر الملموس في تعزيز مسيرة التعاون والتنسيق بين المجالس التشريعية الخليجية، كما أعرب عن التقدير والامتنان إلى معالي محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأعضاء الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، لكريم جهودهم المتميزة في التحضير لأعمال هذا الاجتماع.
وهنأ معالي صقر غباش، معالي محمد أحمد اليماحي بانتخابه رئيسا للبرلمان العربي، مثمنا دعم ومؤازرة البرلمانات الخليجية والعربية التي كانت جميعها خير معين في الوصول إلى النتيجة التي تحققت، ومتمنين لمعاليه كل التوفيق والنجاح في قيادة دفة مسيرة العمل البرلماني العربي بما يخدم تطلعات الشعوب العربية ويعزز مكانة العمل البرلماني العربي في المحافل الدولية.
واختتم معاليه كلمته قائلا “إنني على ثقة بأنه إذ يجمعنا اليوم وطن الإمارات لنمثل خير تمثيل شعوبنا الخليجية، فإنه، أيضا، تجمعنا الإرادة الصادقة لهذه الشعوب الوفية لأن تكون أيدينا في أيدي قياداتنا الرشيدة، لرسم ملامح عملنا المستقبلي، في دعم كل مشاريع العمل الخليجي الموحد، وفق النهج الذي نرتضيه جميعا لبناء مستقبل زاهر لشعوبنا، ولتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ولنشر روح التعايش والسلام والتسامح، ولتحقيق الاستفادة القصوى في مجالات الطاقة، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، وفي التأكيد والاستمرار لاقتصاديات مستدامة تعزز الابتكار العلمي، وتضمن استمرار وتنامي رفاهية الأجيال الحاضرة والقادمة”.
واختتم معالي صقر غباش كلمته بقوله: نسأل الله لنا البصيرة في الرأي، والحكمة في القرار، والعون والتأييد في المسعى لنظل عند حسن ظن قياداتنا الرشيدة ومواطني بلداننا الخليجية، مؤكدين دوما على حرص مجالسنا التشريعية الخليجية على تعزيز أواصرِ العملِ والتكاملِ الخليجي المشترك لما فيه خير ونماء أوطاننا، وعزَ ورخاء شعوبنا.
كلمات أصحاب المعالي والسعادة المشاركون في الاجتماع الدوري الثامن عشر
وقال معالي أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين الشقيقة في كلمة له، نلتقي اليوم، في ظل تطورات استثنائية، وأحداث دولية جسام، وتحديات معقدة، تشهدها المنطقة والعالم، وتفرض واقعاً تبرز فيه حكمة واتزان منظومة دول مجلس التعاون، والتي تستمد رؤاها من الفكر النير لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، وانطلاقا من منظومة القيم والمبادئ الرفيعة التي تستند على إبراز لغة الحوار والتعقل، كخيار استراتيجي، جعلها بعيدة عن دائرة الصراعات والنزاعات المدمرة، وأبرز دورها في السعي لإيجاد حلول تؤمنُ للشعوب الأمن والاستقرار.
وأضاف معاليه: لا شك أننا اليوم أمام لحظة مفصلية لمسيرة العمل الخليجي المشترك، الذي لم يعد ضرورة استراتيجية وحسب، بل واجب يفرضه التاريخ المتجذر والمصير الواحد، ويستوجب منا المزيد من التعاون والتلاحم، والتنسيق والتكامل، ودعم جهود الأمن والاستقرار، والتنمية والازدهار، وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية الخليجية، في المحافل البرلمانية، الإقليمية والدولية.
وأعرب معالي الشيخ الدكتور عبدالله من محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، عن شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، وأكد معاليه أهمية حضور رئيس البرلمان العربي، ورئيس الاتحاد البرلماني العربي للاجتماعات الدورية القادمة لتعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك.
وقال سعادة الشيخ خالـد بن هـلال بن ناصـر المعولي رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان الشقيقة، إن التوجيهات والرؤية السديدة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجيّ تعد بوصلة لنا في مثل هذه الاجتماعات، حيث يسعون دائمًا إلى تعزيز التلاحم بين دولنا ومؤسساتنا، بما يحقق الأهداف المشتركة لبلداننا، كما نسعى مستلهمين هذه الرؤية، إلى تحقيق المزيد من التنسيق التشريعي، بما يسهم في توطيد العلاقات الثنائية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية، ويخدم تطلعات دولنا نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.
وأشاد بمخرجات البيان الختامي المشترك للقمة الأولى لقادة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان “الشراكة الاستراتيجية من أجل السلام والازدهار” والتي تعد خطًا دبلوماسيًا هامًا لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا أن هذا ما نؤكد عليه أيضًا خلال مُشاركاتنا في المحافل الإقليمية والدولية ونتوافق عليها باعتبارها مرتكزًا أساسيًا في بناء المجتمعات واستمرارها لتحقيق الرخاء والاستقرار، لينعم العالم أجمع بالسلام والحرية والوئام.
وقال سعادة حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى بدولة قطر الشقيقة، “إن انعقاد هذا الاجتماع في العاصمة أبو ظبي، التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1981م، يُعد فرصة سانحة لتأكيد عمق روابط الأخوة ووشائج القربى بين دولنا، ويجسد حرص دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك في ظل القيادة الرشيدة لقادة دول مجلس التعاون”.
أضاف: إن مجلس الشورى، إذ اختتم فترة رئاسته للاجتماع السابع عشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لا يسعه إلا أن يعبر عن شكره وتقديره العميقين للدعم والتعاون المثمر الذي لمسه منكم، والذي أسهم بشكل فعال في تحقيق العديد من الأهداف المشتركة. فقد شهدت دورتنا الماضية جهوداً حثيثة تضافرت من خلالها خبرات وتجارب المجالس التشريعية في دول مجلس التعاون الخليجي، سعياً للارتقاء بمستوى التكامل بين دولنا وتعزيز تعاوننا المشترك على كافة الأصعدة، بما يحقق تطلعات مواطني دول المجلس وطموحاتهم.
وقال سعادته: لقد أولى مجلس الشورى اهتماماً كبيراً في تنظيم موضوع الندوة الخليجية المشتركة التي حملت عنوان “التنوع الثقافي وتحديات التغيير: دور المجالس التشريعية في الحفاظ على الهوية الخليجية”، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، والتي خرجت بنتائج وتوصيات مهمة ركزت على دور المجالس التشريعية في حماية الهوية الخليجية وتعزيز الروابط الثقافية بين شعوبنا، في تأكيد على أن هذه القيم العريقة تشكل صمام أمان أمام محاولات إثارة الفتنة وشق الصف.
وقال معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في كلمة له، إن هذه اللقاءات الأخوية المباركة، تأتي تنفيذا لرؤى وتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، لما يرونه من أهمية الوحدة والتكامل والتقارب بين دول المجلس في شتى الميادين، وإن اجتماعكم ومنذ أول انعقاد له بمدينة الدوحة عام 2007م، سعى من خلاله أصحاب المعالي والسعادة على تعزيز المواقف البرلمانية الخليجية المشتركة في المحافل الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية والأمن الإقليمي الخليجي والعربي، وعلى تعزيز العلاقات والتعاون مع برلمانات الدول الأخرى والمنظمات البرلمانية الدولية.
وأكد معالي محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي في كلمته، أن البرلمان العربي في مرحلته الجديدة سيعمل على بناء رؤية واستراتيجية للتطوير، أساسها التفاعل والتواصل وتعزيز أوجه التعاون الفعال مع البرلمانات والمجالس العربية، وتدشين مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي، لما يمثله ذلك من قيمة نوعية مضافة لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية العربية في مختلف المحافل الدولية.
وقال كما سيعمل البرلمان العربي على بناء جسور التعاون مع الاتحادات والمنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية، لإيصال صوت الشعب العربي إلى المنصات الدولية المؤثرة، وحشد الدعم والتأييد والمساندة، للقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ستظل قضيتنا الأولى والمركزية.