حكيم العرب ..باني نهضة الإمارات

بقلم / جلال بشرى الحسن

هناك شخصيات خلدها التاريخ بأفعالها قبل أقوالها منهم الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله – فقد عُرف الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الملقب بـ “حكيم العرب”، بسعة الصدر ونفاذ البصيرة والعدل والرحمة والكرم وكل الصفات الجميلة التي تتجسد في البشر الأسوياء والقدوة الحسنة . فحكيم العرب طيب الله ثراه من القادة العظام الذين غيروا مجرى الجغرافيا والتأريخ ، وصنعوا من العدم وطناً حجز له مكاناً بارزا بين الأمم المتقدمة وجعل من شعب الإمارات الشعب الأسعد في العالم من دون منافس، الصفات النبيلة للمغفور له الشيخ زايد جعلته أكثر القادة العرب حكمة فيما يتعلق بالأمور الداخلية والخارجية لدولة الإمارات وللقضايا العربية والعالمية، إذ كان له العديد من المواقف الثابتة والحكيمة التي خلدها التاريخ في صفحاته الناصعة البياض، كما كان الشيخ زايد طيب الله ثراه حريصاً كل الحرص على توحيد الصف العربي وجمع القادة العرب وشعوبهم على طاولة واحدة، لمواجهة الظروف الصعبة والمصيرية التي مرت بها المنطقة .

ومن أشهر أقوال المغفور له الشيخ زايد المأثورة المخلدة في التاريخ العربي إلى يومنا هذا قوله: “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”، التي عكست موقف الإمارات الداعم لمصر وسوريا خلال حرب أكتوبر عام 1973، ولم يتوقف الدعم الإماراتي الذي قدمه الشيخ زايد خلال حرب أكتوبر على الجانب الاقتصادي أو البترول فقط، بل قام أيضاً بإرسال ولي عهده وابنه الأكبر رئيس دولة الإمارات السابق المغفور له الشيخ خليفة بن زايد ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة .

ومن أقوال حكيم العرب الخالدة، إن الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب.
ومن أقواله المأثورة أيضاً: (لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلًا حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء ) .

حكيم العرب قيادة متفردة قل أن يجود الزمان بمثلها .فهو من الزعماء الذين يبقى أثرهم حياً على مر الأزمان والدهور، وتبقى إنجازاتهم حاضرة ما بقيت الحياة الدنيا وتعاقبت الأجيال ، وتبقى مواقفهم البطولية ماثلة لكل ذي بصر وبصيرة ، وحبهم باق في سويداء القلوب، وإن رحلوا بأجسادهم ، لأن أرواحهم الطاهرة ترفرف في سماء الوطن ويستمد منها خير خلف لخير سلف : قادة الإمارات الأماجد حفظهم الله وشعبها الكريم ، القوة والعزم لمواصلة المسير نحو آفاق المجد والسؤدد وتحقيق المراكز الأولى في مضامير سباق النهضة والتطور والعمران والعيش الكريم .

علّمتنا الحياة أن الإنسان الحقيقي من يكون له أثر إيجابي في رحيله كما كان في حياته، وزايد الخير أثره باق ومكارمه خالدة وحكمته تضئ للأجيال دروب المستقبل، وهي رسالة لخصها الإمام الشافعي في إحدى روائعه (قد مات قوم وما ماتت مكارمهم، وعاش قوم وهم في الناس أموات ) .

ولا نملك إلا أن نردد دوماً دعاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد – رعاه الله : رحم الله المؤسس .. والأب القائد .. والزعيم الخالد .. زايد بن سلطان آل نهيان .. وأسكنه فسيح جنانه .. وجعل أثره وعمله والخير الذي بناه لشعبه في ميزان حسناته.. ..