مجموعة M42 تستعرض ريادتها في الصحة الوقائية خلال ملتقى بالمملكة المتحدة
حسن جاسم النويس يحث قادة العالم على توحيد جهودهم لحماية البشرية من الأمراض
أبوظبي – الوحدة:
دعت M42، المجموعة الرائدة في قطاع الصحة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، رواد قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا والمجتمع الأكاديمي إلى توحيد جهودهم وتحويل مسار التركيز في قطاع الرعاية الصحية من مواجهة المرض نحو ترسيخ الوقاية. جاء ذلك خلال كلمة رئيسية ألقاها حسن جاسم النويس، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة M42 ضمن مشاركته في ملتقى مبادرة Longevity Forum بالمملكة المتحدة.
وأشار النويس في كلمته إلى أن البشرية تواجه “تهديدات خطيرة في مجال الصحة”، في حين تعاني دول العالم من ضغوط شديدة ناجمة عن الإنفاق المتزايد على قطاع الرعاية الصحية، مع تقديرات بوصول حجم هذا الإنفاق إلى 10 تريليون دولار بحلول عام 2026، مشدداً على أن المنهجية الراهنة المتبعة للاستجابة للمرض تفتقر للاستدامة، داعياً قادة العالم لحشد جهودهم وتشكيل نماذج تعاون مُجدية تقوم على الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم للمضي في وضع خطط عالمية وقائية ترسخ استدامة القطاع الصحي.
وفي كلمته أمام المشاركين في النسخة السابعة من ملتقى Longevity Forum السنوي الذي شهد حضور جيم ميلون، المؤسس المشارك لمبادرة Longevity Forum وريتشارد ميدينجز، رئيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية، استعرض النويس جهود مجموعة M42 في تطوير خوارزميات سباقة وحلول دقيقة وحرصها على إدخال هذه الابتكارات في نموذج رعاية المرضى سعياً للتحول بمقاربات الرعاية الصحية التقليدية نحو شكل يواكب ضرورات الحاضر ومتطلبات المستقبل، إلى جانب النموذج اللغوي السريري الضخم لدى المجموعة والمتاح للجميع، والمدعو “ميد42″، وابتكارها في فحوصات الأشعة السينية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتشخيص السل المبكر، تناول النويس بالتفصيل جهود مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، والذي يتولى النويس رئاسة مجلس إدارته، في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدخالها في فحوصات تنظير القولون مع خوارزميات تحليل صور وفيديوهات الفحص لتحديد أي حالات غير طبيعية، وآفات، ومؤشرات على السرطان، لمساعدة الأطباء في وضع خطط علاجية شخصية وإزالة الأورام الحميدة قبل السرطانية. وأضاف: “يكمن السر هنا في الكشف والتشخيص المبكرين، بما يقود في نهاية المطاف إلى الوقاية”.
وأضاف النويس: “بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكننا استخلاص كميات ضخمة من البيانات من سجلات المرضى، وأنماط حياتهم، ومعلوماتهم الوراثية، واستخدامها لتحديد الأفراد ذوي المخاطر المرتفعة قبل ظهور أعراض مرضهم ومؤشراته الأولى بوقت طويل”.
وحول الاختبارات الجينية وعلم الجينوم، أكد النويس أنها “أكثر التطورات أهمية في مجال الطب الوقائي”، إذ تمكن ممتهني الرعاية الصحية من “تكوين صورة أوضح عن صحة الفرد مستقبلاً واستباق حدوث المرض بتدخلات مبكرة مصممة وفق تركيبه الجيني الفريد”، على حد تعبيره.
واستعرض النويس دراسة حالة عن نجاح مجموعة M42 بتشكيل نموذج جديد لمنظومة الرعاية الصحية يدفع عجلة جهود التشخيص والوقاية، مستشهداً بحالة مريضة عمرها 36 عاماً ولديها تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون مع وجود طفرة في جين MLH1 لدى والدتها، الطفرة المرتبطة بمتلازمة لينش، وهي حالة وراثية تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مشيراً إلى أن نتيجة الاختبار الجيني للمريضة لطفرة في جين BRCA1 جاءت إيجابية، وهي المرتبطة بخطر وراثي للإصابة بسرطان الثدي والمبيض، على الرغم من إظهاره لنتيجة سلبية على مستوى جين MLH1. ونظراً للتطور اللافت الذي سجلته M42 في هذا المضمار، تمكنت المريضة من التعرف على مخاطرها الصحية مبكراً لتتلقى بعد ذلك مراقبة مستمرة وإجراءات لخفض مخاطر إصابتها ووقايتها من السرطان.
ودعا النويس قادة العالم لتوحيد جهودهم، مضيفاً: “معاً، يمكننا تحقيق مصلحة شعوبنا والعالم بأسره. فالصحة حق بشري عالمي مقدس، والرعاية الوقائية أمر أساسي لتقليص الفجوات الصحية الهائلة الموجودة على مستوى العالم. وبينما نعمل دون كلل على الارتقاء بحدود الابتكار المألوفة، يتعين علينا ضمان توافر التطورات للجميع، بصرف النظر عن مكان توجدهم أو حالتهم الاقتصادية. فوضع الرعاية المثلى في متناول كل من يحتاجها أمر حيوي لتعزيز الصحة العالمية”.
وتابع النويس: “الرسالة هنا واضحة: إن مستقبل العالم رهن بالرعاية الصحية، ومستقبل الرعاية الصحية رهن بالوقاية، في حين أن الوقاية لا يمكن أن تتحقق بالشكل الأمثل دون علاقات التعاون المجدية. لذلك لابد لنا من العمل معاً، عبر مختلف الدول والقطاعات، لإثراء المعرفة وحشد الموارد. فالمخاطر المحدقة كبيرة للغاية بحيث لا نستطيع العمل بمعزل عن الآخرين. سواء كنا نتحدث عن مشاركة بيانات الجينوم، أو تطوير نماذج رعاية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أو إصلاح الأنظمة القديمة، فلا يمكن لأحد تحمل عبء العمل بمفرده”.
واختتم: “إن الوقاية هي سلاحنا للتصدي للأمراض، إذا ما أردنا أن نحظى بأي فرصة للارتقاء بقطاع الرعاية الصحية بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء. ومن هذا المنبر، أدعوكم جميعاً لتوحيد الجهود والموارد لتحقيق التطلعات المنشودة”.
وستغطي النسخة السابعة من ملتقى Longevity Forum مجموعة من المواضيع الهامة بما في ذلك التقنيات الجديدة، والتطبيقات السباقة، والبحوث التي تدعم الطب الوقائي والصحة. وسيقوم جيمس سيبلي المدير المالي لمجموعة M42 بإدارة جلسة بعنوان “أنظمة الرعاية الصحية حول العالم”، إذ ستخوض هذه الجلسة في مقارنة بين أنظمة الرعاية الصحية العالمية، ونماذجها المتنوعة، والاعتماد على التكنولوجيا، والمساواة في الرعاية الصحية والتحديات الفريدة في تقديم الرعاية التي تركز على المريض. وبحضور جمهور عالمي من ممتهني الرعاية الصحية وصناع السياسات والمبتكرين، سيقدم هذا الحوار بيئة خصبة للريادة الفكرية حول الحلول المستدامة والمتكاملة للرعاية الصحية والدور النوعي للتكنولوجيا في الارتقاء بالمخرجات العلاجية للمرضى. وعلاوة على ذلك، سيقوم الدكتور تياجو ماجالهايس، نائب رئيس المعلوماتية الحيوية في M42، بتقديم عرض حول محطات التقاء الطب الدقيق بالبحث والطب المنقول خلال قمة العلوم في جامعة أكسفورد.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة M42 تجمع بين التقنيات القائمة على البيانات والإمكانات التكنولوجية المتطورة مع نموذج عالمي المستوى للرعاية يضع الإنسان أولاً. ويعتبر مركز أوميكس للتميز التابع لها الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ويدعم بحوث برنامج الجينوم الإماراتي وعمليات التسلسل الجيني ضمنه، بالتعاون مع جامعة خليفة. وأثمرت الجهود المشتركة بين M42 والجهات الحكومية عن جمع نحو 600 ألف عينة جينية. وتلتزم M42 لذلك بتبني منهجية متكاملة للوفاء برسالتها المتمثلة بوضع أعلى مستويات الرعاية في متناول جميع المرضى بدولة الإمارات والعالم.