مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تستضيف جلسة حوارية

بالتعاون مع مبادرة بيرل حول دور العمل الخيري في دعم الثقافة والفنون والاقتصاد الإبداعي

أبوظبي – الوحدة:
قامت مبادرة بيرل، وهي منظمة رائدة غير ربحية تهدف إلى دعم حوكمة الشركات في منطقة الخليج العربي، وبالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، باستضافة جلسة حوارية مُلهمة تحت عنوان “دور العطاء الخيري في الاقتصاد الإبداعي” وذلك في موقع “ايفيس سيكرت جاردن” في مدينة دبي. وتأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة حوارات “رواق الفكر” التي تنظّمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والمُصَممة لإشراك الجمهور في الاطلاع على وجهات نظر الخبراء ورواد وقادة الفكر في القضايا الفكرية والإبداعية المُعاصرة في المنطقة. وقد جمعت هذه الجلسة بين مجموعة من الخبراء والقادة من قطاعات الفن والثقافة وقطاع العمل الخيري، بالإضافة إلى الأفراد المحترفين الهادفين إلى تنمية المجتمع، حيث يُعتبر العطاء الخيري داعماً أساسياً للنمو المستدام والابتكار في مجال الفنون، وكذلك الرفاه المجتمعي على نطاق أوسع.
وقد شارك في الندوة الحوارية أصوات بارزة في المجال، ومن بينهم بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لآرت دبي، وندى رضا، مديرة مؤسسة السركال للفنون، وأُنس قطان، نائبة المدير ورئيسة قسم البحث والتعليم في فن جميل، بالإضافة إلى شيرين أتاسي، مديرة مؤسسة الأتاسي للفنون والتي قامت بإدارة الجلسة. وقد تمحور النقاش حول الدور الحيوي للعطاء الخيري في تمكين الفنانين ورعاية الفكر الإبداعي بالإضافة إلى تعزيز التماسك الاجتماعي، وخاصة في عالمنا اليوم بعد الجائحة، التي تسببت في مواجهة قطاع الفنون لتحديات مالية كبيرة.
وفي هذا السياق، قامت بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لآرت دبي، بتسليط الضوء على دور العطاء الخيري في دعم مجال الفنون، ليس فقط كاستثمار مالي، بل كقرار استراتيجي من شأنه تشكيل وإثراء المستقبل. وقالت: “إننا نلتزم في آرت دبي برعاية التعبير الفني والحفاظ على التراث الثقافي وأيضاً توفير منصات للمواهب الناشئة، حيث يلعب العطاء الخيري دوراً أساسياً في إتمام هذه المهمة، الأمر الذي يُمكنّنا من كسر الحواجز من أجل خلق الفرص الملائمة لازدهار الفنون. ومن خلال التعاون المُثمِر مع المؤسسات الداعمة والمتبرعين، فإننا نضمن استمرار الفنون في التقدم والازدهار”.
وأكد المتحدثون خلال الجلسة على أن العطاء الخيري لا يقتصر فقط على سد الفجوات التمويلية الأساسية فحسب، بل يلعب أيضاً دوراً مُهماً في ضمان استدامة الصناعات الإبداعية. فيما أشاروا إلى أن الجهود الخيرية لديها القدرة الكبيرة على تشكيل مستقبل الاقتصاد الإبداعي وذلك من خلال دعم النمو المستدام وتوفير الموارد الضرورية للفنانين والمنظمات الثقافية بشكل عام. كما أوضح المتحدثون بأن عوائد الاستثمار في الفنون والمجال الثقافي لا تقتصر على العوائد الاقتصادية فحسب، بل هي محرك أساسي لتعزيز الإبداع وتحفيز الاستكشاف الفكري، وبالتالي المساهمة في تعزيز التفاعل المجتمعي.
وقالت أنيسا بنجاني، مديرة برنامج الحوكمة في العطاء الخيري لدى مبادرة بيرل: “يُعد العطاء الخيري مُحركاً رئيسياً للابتكار وبالتالي الاستدامة في القطاع الإبداعي، وإننا في مبادرة بيرل نشعر بالفخر الكبير لدعم هذه الجهود التي من شأنها تحقيق التأثير والشفافية في المبادرات الخيرية ضمن قطاع الفنون. إننا نؤمن وبشدة أنه من خلال تعزيز الشراكات الرئيسية ودعم الحوكمة في مجال العطاء الخيري، فإننا سنتمكن من إنشاء أساس قوي يسمح بازدهار الفنون. حيث يتمثل هدفنا بخلق تأثير استراتيجي وإيجابي يتجاوز حدود التمويل، ويُسهم في بناء اقتصاد إبداعي مُستدام ومُزدهر”.
وقد تطرق النقاش خلال الجلسة إلى الدور الحاسم الذي يلعبه العطاء الخيري في تعزيز مشاركة الشباب في قطاع الفنون. ومن خلال الاستثمار في البرامج التعليمية التي تُنمي المواهب الإبداعية، يمكن للمُتبرعين أن يسهموا وبشكل كبير في تطوير وصقل مواهب الجيل القادم من الفنانين والقيادات الثقافية. وقد أكد المشاركون خلال الجلسة على ضرورة التعاون بين المتبرعين والفنانين وأيضاً المؤسسات من أجل ضمان استمرار ازدهار القطاع الإبداعي وتطوره وذلك استجابةً للتحديات والفرص الناشئة في المنطقة.
واختُتمت الجلسة بفقرة تفاعلية من الأسئلة والأجوبة، حيث تبادل الحضور الذي ضم عددا من الشخصيات البارزة ومُمثلين عن مجتمع الفنون، أفكاراً مُلهمة حول كيفية استمرار العطاء الخيري لدعم مجال الفنون والصناعات الإبداعية، وفرص إجراء محادثات أعمق واستكشاف شراكات محتملة في المستقبل.
الجدير بالذكر بأن هذا الحدث سلط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه العطاء الخيري في تعزيز الاقتصاد الإبداعي. حيث إنه من خلال الدعم المستمر والاستثمار الاستراتيجي، سيمتلك المجتمع الخيري القدرة على تحقيق تغيير اجتماعي إيجابي وتعزيز الإبداع، وبالتالي المساهمة في إثراء الثقافة والمرونة الاقتصادية داخل دولة الإمارات وكذلك المنطقة بشكل أوسع.