أبوظبي – الوحدة:
وقّعت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في الإمارة، اتفاقية تعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بشأن مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، وذلك تماشياً مع استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، واستراتيجية جودة حياة الأسرة لاسيما برنامج نمو الأسرة الاماراتية، والاستراتيجية التأسيسية للمعيشة.
شهد الاتفاقية معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، و سعادة المهندس حمد الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع، وسعادة الدكتور سيف الناصري وكيل دائرة البلديات والنقل، ووقعهاكلا من سعادة الدكتورة ليلى الهياس المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية، وسعادة الدكتور سالم الكعبي المدير العام لشؤون العمليات في دائرة البلديات والنقل، والدكتورة حصة الكعبي المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات في هيئة الطفولة المبكرة.
وتعليقاً على الاتفاقية قال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي: “تعكس اتفاقية التعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز جودة الحياة لجميع فئات وشرائح المجتمع ،وضمان شمولية السياسات والخدمات، بهدف ترسيخ أواصر التماسك المجتمعي، وتوفير حياة كريمة للجميع، ، بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للإمارة في بناء مجتمع متكامل ومستدام”.
وأضاف معاليه، “تأتي هذه الاتفاقية ضمن رؤية شاملة تهدف إلى دمج أصحاب الهمم وكبار السن في المجتمع بشكل كامل، من خلال تطوير بيئات مهيّأة تتيح لهم الوصول إلى الخدمات والمرافق بسهولة، ونتطلّع إلى دور التعاون بين دائرة تنمية المجتمع، ودائرة البلديات والنقل، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في تحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة ودامجة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة ككل.
واضاف معاليه، تعد الشراكة الاستراتيجية والتكاملية ما بين الجهات الحكومية من جهة وبين الحكومة والقطاع الخاصمن جهة أخرى، عوامل النجاح الرئيسية لهذا المشروع. ويعدّ مشروع المدينة الدامجة خطوة مهمّة في دعم التزامات أبوظبي بتعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، وتقديم نموذج رائد في التحول نحو المدن المستدامة والشاملة، ونتطلّع إلى تحقيق تأثير ملموس على أرض الواقع يرسّخ مكانة أبوظبي العالمية كإمارة صديقة لأصحاب الهمم وكبار السنّ، وداعمة للأسرة ككل. حيث أنه سيتم الاستفادة والتوسع من مبادرة المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن لتحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة للأسرة وذلك تماشيا مع برنامج نمو الأسرة “.
من جانبه، قال معالي محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل:” يسرنا التعاون مع كل من دائرة تنمية المجتمع وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، بهدف توظيف خدماتنا وخبراتنا لإنشاء مدينة شاملة ومجتمع سكني متكامل يتيح لأصحاب الهمم وكبار السن الوصول إلى الخدمات بسهولة. وذلك من خلال البنية التحتية المهيأة، والمرافق المناسبة، والتنقل السهل، ومختلف الاحتياجات التي من شأنها الارتقاء بجودة الحياة لكافة أفراد الأسرة، وتحقيق أهداف دمجهم في المجتمع.
وأضاف معاليه، “تأتي هذه المبادرة في إطار حرص الدائرة على التعاون الاستراتيجي مع كافة الجهات الحكومية من أجل تضافر الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات، بما يتماشى مع الاستراتيجيات والسياسات الرئيسية في أبوظبي بشكل يؤكد التزامنا برؤية قيادتنا الرشيدة في ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة عالمية مفضلة للمعيشة والعمل والاستثمار”.
وبدورها، أكدت سعادة سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، حرص الهيئة بالتعاون مع جميع الشركاء على توحدي الجهود نحو تطوير مدينة شاملة ومتكاملة تلبي احتياجات أصحاب الهمم وكبار السن، مما يسهم في تعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، ويعكس التزام حكومة أبوظبي بتوفير بيئة مجتمعية شاملة ومستدامة تتماشى مع رؤية الإمارة وتطلعاتها المستقبلية، مشيرة إلى أن هذا التعاون من شأنه أن يعزز الجهود الرامية إلى توفير بيئة متكاملة وملهمة تتيح للجميع التفاعل والمشاركة الكاملة.
وأضافت سعادتها: “تتمثل رؤيتنا المشتركة في أن تكون أبوظبي إمارة صديقة للأسرة والطفل، حيث يجد كل فرد في المجتمع بيئة داعمة تمكنه من النمو والازدهار، ولتحقيق ذلك، نحرص على ضمان أن يكون الإطار الذي نطوره في هذا المشروع متوافقاً مع أفضل الممارسات العالمية المعتمدة في دمج أفراد المجتمع، ضمن سياق شامل يتوافق مع أولويات واحتياجات وتطلعات المجتمع، مع التركيز على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والممتدة من فترة الحمل إلى سن الثامنة، باعتبارها من أهم المراحل التي ينمو ويتطور فيها دماغ الإنسان ويكتسب خلالها المهارات الأساسية التي سترافقه مدى الحياة وتبلور شخصيته وقدراته في المستقبل، كما نتطلع إلى مواصلة مسيرة التنمية والابتكار المجتمعي، وترسيخ مكانة أبوظبي على الخارطة العالمية كمجتمع متكامل وشامل للجميع، حيث يجد كل فرد في مجتمعنا من كافة الفئات والأعمار بيئة إيجابية تدعم طموحاته وتمكنه من تحقيق أقصى إمكاناته. ”
أهداف الاتفاقية
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون المشترك بين الجهات الثلاث في تسريع نمو أبوظبي إلى إمارة دامجة ومهيّأة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة ككل، حيث تقوم الجهات الثلاث بموجب هذه الاتفاقية بتوظيف الخبرات والموارد اللازمة في المشروع لتنفيذ التوسع في المدينة الدامجة إلى ما بعد جزيرة ياس لتشمل مناطق أخرى في الإمارة. كما تتعاون الجهات الشريكة في تطوير أدوات تحفيزية لدفع عملية تحول أبوظبي عبر القطاعات المختلفة إلى مدينة دامجة للجميع بطريقة مستدامة.
بالاضافة إلى التعاون والتنسيق في تقديم ملف الانضمام أو الترشيح لعضوية المنظمات الدولية والجوائز العالمية ذات الصلة لابراز اسم ومكانة امارة أبوظبي كمدينة رائدة في مجال الدمج على المستوى الدولي بما في ذلك وضع خطة عمل لتقديمها إلى منظمة الصحة العالمية من أجل الاشتراك في عضوية المدينة الصديقة لكبار السن.
كما ستتعاون الجهات الثلاث في تطوير تصور وإطار المدينة الصديقة للأسرة وخطة تنفيذ على صعيد الامارة، وسيركز التعاون أيضا على إعداد الدراسات الاجتماعية المشتركة المؤثّرة في تحسين جودة الحياة في إمارة أبوظبي.
لمحة على المشروع
يهدف مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن إلى تسريع تحويل امارة أبوظبي الى بيئة دامجة ومهيأة تضمن مشاركة أصحاب الهمم وكبار السن وجميع أفراد الأسرة في مختلف نواحي الحياة ، بما يتماشى مع أفضل المعايير الدولية، ويتضمن سهولة الوصول إلى جميع الخدمات العامة من قبل أصحاب الهمم وكبار السن والبيئة المبنية والمعلومات. وتمثّل جزيرة ياس المرحلة الأولى من هذه الخطة الطموحة، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الدار العقارية في يناير 2024 لتطبيق النموذج الدامج بشكل متكامل في الجزيرة، مع وجود خطة مدروسة للتوسع لاحقاً إلى باقي أنحاء الإمارة.
ويسهم المشروع في ترسيخ مكانة أبوظبي على المستوى الدولي، عبر دعم امتثالها للالتزامات تجاه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ويدفع جهود الإمارة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويتضمّن المشروع ثلاث مراحل، تشمل الأولى تطوير إطار عمل لنموذج المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، وتركّز الثانية على تحويل جزيرة ياس عبر تطبيق المعايير والميزات الدامجة التي تراعي متطلبات أصحاب الهمم وكبار السن المنصوص عليها في الإطار، وتقوم المرحلة الثالثة على التطبيق الشبيه والتوسع في مناطق أخرى في الإمارة.
وتتضمن الخطط المستقبلية المدعومة من خلال الشراكة مع دائرة البلديات والنقل وهيئة الطفولة المبكرة لاستفادة من مبادرة المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن وتوسيعها لتحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة للأسرة ككل، وتطوير بيئة آمنة ودامجة ومستدامة لجميع الأعمار وفئات المجتمع، تتميز بتوفير بنية تحتية ومرافق سهلة الوصول مثل الحدائق والمدارس والمراكز الصحية والمرافق الترفيهية، والخدمات العامة التي تعطي الأولوية لرفاهية الأطفال والآباء والمسنين، ما يسهم في تعزيز روح المجتمع، وضمان السلامة وجودة الحياة من خلال التخطيط الحضري والتصميم المدروس والسياسات التي تدعم الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية للأسر.