شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة ضمن سلسلة جلسات “صالون الشارقة الثقافي” الذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس.
وحملت الجلسة التي أدارتها، أمس في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، الدكتورة مريم الهاشمي، بحضور عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي والتاريخي والإبداعي ولفيف من سيدات المجتمع عنوان “قراءة في تاريخ المماليك، من خلال رواية “أولاد الناس”، بحضور ومشاركة مؤلفته الأديبة المصرية الدكتورة ريم بسيوني.
وأعربت سموها، في بداية الجلسة، عن سعادتها باستضافة الكاتبة الدكتورة ريم، قائلة “إن الدكتورة ريم بسيوني شخصية ثقافية عربية نفتخر بها، ونتمنى أن يكون لها صيت أكبر مما تحظى به الآن، لما قدمته لنا من تصوير مفصل عن تاريخ حبيبتنا مصر”.
وأضافت سموها ” لطالما كنا نجول في مصر ومدنها القديمة بحب، دون الانتباه إلى تاريخها ومدى عمقه، فيقال لنا هذا مسجد السلطان الحسن، وهذا أحمد بن طولون، وغيرهم، تلك أسماء مررنا عليها مرور الكرام في التاريخ لمجرد المعرفة، ولكن “أولاد الناس” صور لنا تفاصيل المجتمع المملوكي، وكأننا نعيش ما بين سحر الماضي وعبق التاريخ، الذي جعلنا نشعر وكأننا نجالس “أولاد الناس”.
وقالت سموها ” مما لاشك فيه أن الدكتورة ريم، استطاعت من خلال كتاباتها، أن تسلط الضوء على المعنى الأعمق للفكر الصوفي، وهو جزء لا يمكن تجاهله عند بحثك في التاريخ الإسلامي، فوسعت مداركنا وبينت للقارئ كم هو فكر مليء بالرحمة وتقبل الآخر والتسامح، ويحتاج منا إعادة التفكر بمعانيه، وعدم إصدار الأحكام أو النفور منه ومن معتنقيه”.
وأضافت سموها “ لأننا في عالم لا يسعنا فيه أن نرمش دون ظهور صيحة جديدة نواكبها أو تكنولوجيا حديثة نتعلمها، وجب علينا التشديد على أهمية عدم التفريط بالهوية العربية الإسلامية، وقيمها ومبادئها السامية، التي -عكس ما يزعم البعض- تصلح لكل زمان ومكان ما دامت الأرض في دوران”.
وأوصت سموها الشباب بالعودة إلى الكتب والتمعن في التاريخ والتعرف على شخصياته العظيمة التي بَنَت مجتمعاتها، وساهمت في النهضة التي نشهدها اليوم، ودعتهم للحفاظ على هذا الموروث وتمثيله بأفضل صورة.
وضمت الجلسة الحوارية عدة محاور شاركت فيها الدكتورة ريم، كيفية تولُّد شعلة الكتابة لهذه الثلاثية التي تجاوزت السبعمائة صفحة، وناقشت قدرة الأديب على تغيير المفاهيم التاريخية لجمهور المتلقين دون الإخلال بالتوازن بين الشخصية الأكاديمية والإبداعية.
وتطرقت لدور الشخصيات النسائية في أعمال الكاتبة عموما ورواية أولاد الناس على وجه الخصوص.
وتحدثت عن مسؤوليتها المزدوجة كأكاديمية وكأديبة روائية، وما يستدعيه ذلك من حرص على الأمانة العلمية، خاصة حين تبنى الرواية على أحداث حقيقية وشخصيات لها حضورها المؤثر في التاريخ.
وتحرص الدكتورة ريم بسيوني على استخدام اللغة العربية في كتاباتها البحثية والأدبية، افتخارا منها بانتمائها للثقافة العربية والإسلامية، مؤكدة أن الكاتب مسؤول عن تعزيز هذه الثقافة والتعريف بها، بما تحتوي من ثراء فكري وكنوز علمية، الأمر الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا الشابة المتأثرة بعالم التكنولوجيا وما تحمله من اتجاهات معرفية لا تتناسب مع هويتنا.
كما تطرقت للحديث عن روايتها “أولاد الناس – ثلاثية المماليك”، الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة لأفضل رواية مصرية لعام 2019-2020 ، موضحة أن مصطلح “أولاد الناس” يعود إلى العصر المملوكي، حيث كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا على أرض مصر، فأبناء الأمراء المماليك لا يرثون صفة المملوك من آبائهم بل ولادتهم فوق التراب المصري تعفيهم من صفة المملوك، وتحولهم إلى أحرار بنعت “أولاد الناس”، ويشاركهم الطبقة المرموقة في المجتمع القضاة والفقهاء وتليهم طبقة التجار، أما أهل مصر وسكانها فهم فقط من العامة، ولا يسري عليهم هذا اللفظ.
وأكدت أن العمل يجمع بين الجانب الأكاديمي والروائي الإبداعي، ويسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويقدم تاريخا جميلا للقراء، ويصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات