منتدى دبي للمستقبل يناقش في يومه الثاني فرص الفضاء وعلاقة الحاضر بالمستقبل

 ليام يونج: التكنولوجيا ليست مشكلة المستقبل بل منجم الحلول له
 عمران شرف: مهام استكشاف الفضاء تعزز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية
 مايكل مادسن: استمرارية الحياة يعتمد على مواصلة تخيّل وتصميم المستقبل

 

دبي – الوحدة:
شهدت فعاليات اليوم الثاني من “منتدى دبي للمستقبل 2024″؛ أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل ومؤسساته الدولية من حوالي 100 دولة، في “متحف المستقبل”، جلسات رئيسية حيوية ركزت على كيفية صون مستقبل الأجيال القادمة، وبحثت فرص المستقبل في الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى دور تجارب المستقبل كاختبارات مرجعية تسهم في تصميم المجتمعات المستقبلية المنشودة.
وناقشت جلسة حوارية رئيسية في ثاني أيام “منتدى دبي للمستقبل 2024″، الذي شارك فيه أكثر من 150 متحدثاً من دولة الإمارات والعالم، بحضور أكثر من 2500 من المتخصصين في القطاعات المستقبلية الحيوية و100 مؤسسة ومنظمة دولية متخصصة في المستقبل، كيف يمكن لتجارب العيش في المستقبل أن تغير الحاضر.
وشارك في الجلسة كلٍ من ليام يونج، المخرج السينمائي والمصمم المعماري، وأونر هارجر، مديرة متحف العلوم والفنون في سنغافورة، وبريندان ماكجيتريك، المدير الإبداعي في “متحف المستقبل” بدبي.
الخيال زاد مستشرف المستقبل
وقال ليام يونج إن البشر بحاجة ماسة وملحة لاستشراف المستقبل، لافتاً إلى أن القصص السينمائية والسرديات المتخيلة عن المستقبل تسهم في استكشاف آفاقه الواعدة للمجتمعات الإنسانية، فالخيال زاد مستشرفي المستقبل ومصمميه وهو يساعد على تصوّر الواقع الذي يتطلع إليه البشر في السنوات والعقود المقبلة.
وأضاف يونج أن المبالغة في تخيل المستقبل؛ كما في بناء مدينة كبرى تضم سكان الكوكب، أو تشييد أكبر محطة لتجميع الطاقة الشمسية تغذي الأرض باحتياجاتها من الكهرباء، أو تصميم أكبر مزرعة للطحالب والأعشاب البحرية على مستوى العالم لضمان الأمن الغذائي للبشرية، يسهم في ابتكار حلول مستقبلية ويلهم ابتكارات إنسانية نوعية.
وأشار يونج إلى أن التكنولوجيا ليست مشكلة المستقبل بل منجم الحلول له، مؤكداً أن حوكمة تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي هي بنفس أهمية إطلاق العنان للخيال البشري، داعياً إلى الاستفادة من أحدث البرمجيات والتقنيات وتوظيف الخوارزميات لبناء عوالم المستقبل الموازية، التي تستشرف الحلول لتحديات كالانبعاثات وارتفاع منسوب البحار والمحيطات، وتدعم تصميم رؤية إيجابية للمستقبل المستدام.
المستقبل يُبتكر ولا يُنتظر
بدورها اعتبرت أونر هارجر أن المستقبل يجب ابتكاره لا انتظاره مؤكدة أن مؤسساته هي مهد الإبداعات التحولية، قائلةً: “نريد أن نبني عالماً في مؤسسات كمتاحف المستقبل الرقمية باستخدام تقنيات مثل الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي يمكّن الناس من اختبار الزمن في كبسولة تضغط ماضي وحاضر ومستقبل الكوكب في فترات زمنية مكثفة لتلهم من يخوضوا التجربة وتجعل منهم شركاء في تصميم المستقبل كما يتطلعون إليه.”
وأضافت إن معارض مستقبل البيئة والكوكب والاستدامة تحفز الجمهور على تبنّي ممارسات أكثر رفقاً بالبيئة وصون موارد الكوكب للأجيال القادمة، مشيرةً إلى أنها تبني الشجاعة لاستكشاف المستقبل وتصوره بعزيمة وثقة، وتسلط الضوء على قضايا حيوية مثل تخيّل الحلول المطلوبة وفرص الابتكار كما في تصميم مجتمعات مستقبلية تعيش بالكامل فوق مسطحات مائية في البحار أو المحيطات.
وأشارت هارجر إلى أن عرض تجارب المستقبل باستخدام التقنيات والمعلومات والفنون والعلوم يقدمه بصيغة تفاعلية تقرب قضاياه المركزية أكثر من الجمهور، داعيةً إلى التحول في تصميم تجارب المستقبل الفنية والمعرفية من نمذجة البيانات إلى تجارب افتراضية غامرة تلهم الجميع.
إلى الفضاء سر
كما شهد اليوم الثاني جلسة نقاشية محورية بعنوان “مستقبل الإنسانية خارج حدود الأرض” بمشاركة سعادة عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، ومايكل مادسن، المنتج السينمائي الدولي.
وأكد سعادة عمران شرف أن التقدم الإنساني في مهام استكشاف الفضاء والكون هدفه الاستراتيجي، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، هو الحفاظ على الحياة في كوكب الأرض، وصون موارده الطبيعية، وتحقيق أمن الماء والغذاء والطاقة فيه، والارتقاء بجودة حياة الإنسان والبشرية ككل.
وقال شرف: “مهام الفضاء تعزز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية،” مشيراً إلى أن استثمار بعض الدول في الفضاء حقق عائد 7 سبعة دولارات لكل دولار تم إنفاقه على قطاع الفضاء.
ودعا شرف إلى حوكمة المنظومة العالمية لاستكشاف الفضاء ومختلف الأنشطة المرتبطة به لما فيه ضمان نجاح أهداف المهام الفضائية المقبلة وتحقيق الفرص للأجيال القادمة.
بدوره قال المنتج السينمائي مايكل مادسن إن العمل الملحمي “ألف ليلة وليلة” قام على مفهوم ارتباط استمرارية الحياة الإنسانية بمواصلة السرد والحكاية التي تتصور وتبتكر وتبدع، لافتاً إلى أن الخيال هو ما يمكّن البشرية مع تصوّر توسيع نطاق الحياة الإنسانية إلى آفاق جديدة في الفضاء الخارجي.
وأكد مادسن أن سفر الإنسانية إلى الفضاء الخارجي الأرحب بأجرامه السماوية ومجراته الشاسعة هو من أعظم قفزات الحضارة البشرية.
تقرير حالة الأطفال 2024
ومن منصة “منتدى دبي للمستقبل 2024″، أطلق بو فيكتور نيولند، مدير المكتب العالمي للبحوث والاستشراف لدى “يونيسف إنوشنتي”، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، تقرير “حالة الأطفال حول العالم 2024” الذي سلّط الضوء على الأوضاع الراهنة التي تؤثر حاضراً ومستقبلاً على الفرص والآفاق المتاحة للأطفال وأجيال الغد في مختلف أنحاء العالم.
وعرض التقرير أبرز التحولات الديموغرافية والظروف الاقتصادية والاجتماعية والتغيرات المناخية التي تؤثر بشكل عميق على مستقبل الأطفال في الحاضر، مشيراً إلى أن 3 من 5 أطفال سيكونون من سكان المدن والمجتمعات الحضرية مستقبلاً.
وأكد التقرير أن الأزمات الصحية والأمراض والفيروسات تهدد مستقبل الأطفال، داعياً أيضاً إلى تكافؤ الفرص في التحول الرقمي وسد الفجوة الرقمية وحوكمة ممارسات واستخدامات التكنولوجيا لحماية الطفل وتمكين مستقبل أفضل للأطفال حول العالم.
ودعا التقرير إلى إيجاد الحلول لأزمات الفقر الشديد الذي يؤثر على فرص الأطفال، وتحدي الحاجة إلى مضاعفة وتيرة تدريب المعلمين وزيادة أعداد المدارس لتمكين الأطفال معرفياً.
وقالت روان البنداري، عضو برنامج زمالة مستقبل الشباب التابعة لليونيسف، في مداخلة في المنتدى، إلى أن برامج تمكين الأطفال من استشراف المستقبل تعزز قدراتهم على تصور فرصه بشكل أفضل وأدق، مشيرةً إلى العمل على تمكين أقرانها من العمل على استشراف مستقبل العمل والمسارات المهنية والإبداعية المستقبلية.
بدوره، قال جوشوا أوباي، عضو برنامج زمالة مستقبل الشباب التابعة لليونيسف، إن التحولات الديموجرافية تشكل دافعاً مهماً من دوافع تغيير مستقبل الدول والمجتمعات نحو الأفضل؛ لا سيما المجتمعات التي يشكّل فيها الأطفال والشباب المكوّن البشري والديموجرافي الأكبر، داعياً الجميع إلى إشراك الأطفال والشباب في استشراف مستقبل واعد.