الإمارات العربية المتحدة واحتفالها السنوي بعيدها الوطني

بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي

 

في عام ١٩٧١ ومن رمال الصحراء وبنظرة الصقر الثاقبة استطاع الفارس البدوي أن يؤسس دولة جديدة مستقلة وبعيداً عن الحماية والوصاية الأجنبية…
نعم إنه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه العقل المدبر والفكر المنير لتأسيس هذه الدولة…
لم يفكر أو يتردد للحظة واحدة بالتخطيط لمستقبل دولته الفتية ولم يعرف المستحيل أو يرضخ لمفهوم الواقع المتخلف لدى أغلب الدول العربية في ذلك الوقت..

ولكنه ومع الإصرار وأخذ المشورة من الجميع استطاع أن يثبت الأسس الأولى للدولة الوليدة ، ويبدأ بإعمار ما يستطيع إعماره وفق الإمكانيات المحدودة.
وبدأ بعدها المشوار والقيام ببناء الدولة بكل جوانبها السياسية وثقافة المواطن ضمن نفس عاداته وتقاليده وفق النظام المدني الحديث فقام سموه رحمه الله بالاستعانة بالخبرة الأجنبية وجلب مستشارين من كل أنحاء العالم والغاية من ذلك الاستفادة من مشورتهم لبناء دولة يكون لها حضور وسمعة طيبة في كل المحافل الدولية…

وكان رحمه الله يستفيد من تجارب سفره الى الخارج ليأتي بكل ما يراه مناسب وجديد ويخدم شعب الإمارات ويطبقه على أرض الواقع…

لم يفكر يوماً بثروة شخصية ولا في أملاك خارج دولته وهذا ما أثبته مرور الوقت من خلال البناء والتخطيط والإعمار التي وصلت اليه دولة الإمارات العربيه الشقيقة.. نعم إنه رجل بألف رجل استطاع أن يقول ويفعل ويصمم ثم يبني فكل واردات الدولة حولها إلى بناء بنية تحتية ومشاريع وموانئ عملاقة ومدن بطريقة حديثة تفوق الخيال. ومطارات وأساطيل من طائرات النقل الحديثة والمتطورة وفق أحدث البرامج التكنلوجية الحديثة…

لم يفكر يوماً واحداً في الحروب والمناحرات السياسية مع دول المنطقة الأخرى وربما تعتبره كل الشعوب العربية اليوم رجل السلام الأول في العالم العربي.. لأنه ومنذ استلامه مهام رئاسة دولة الإمارات قام المغفور له الشيخ زايد بتعزيز أواصر الاعتدال والتسامح الديني والمساواة بين أبناء كل الإمارات السبعة وإعطاء الحرية الشخصية للفرد ومنح الحقوق للمرأة وهذا أحد أسباب النجاح الكبير في ازدهار البلاد واستقرارها…

رحل الشيخ زايد عن عالمنا في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 تاركاً خلفه دولة قوية اقتصادياً وتعتبر اليوم مركز تجارة عالمي بين الشرق والغرب… وبرحيله سادت الأحزان في أغلب البلدان العربية والإسلامية كونه من المؤسسين والمساهمين في جمعيات ومشاريع خيرية ساهمت في بناء مراكز صحية ومدارس وتصفية مياه في بعض البلدان الفقيرة في المنطقة… وكان رحمه الله أول الداعين لفعل الخير وأول المتبرعين بالمال عند حدوث أي نكبة أو مجاعة في دولة شقيقة أو صديقة لدولة الإمارات…

طيب الله ثراك أيها القائد الحكيم وهذه بلادك اليوم تحتفل بذكرى تأسيسها وتحتفل بمرور أكثر من خمسين عام من العطاء والإنتاج والبناء والاعمار.. وهاهي الإمارات السبع يعلوها البناء ويتقدمها العلم ويقصدها الزوار من كل دول العالم بقيادة خلفكم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. . وكل إمارة تجدها تنافس شقيقتها بالتقدم والرقي… فإمارة دبي اليوم أعزها الله بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء، حاكم إمارة دبي – رعاه الله – والذي يعتبر رجل البناء الأول على مستوى العالم وبدون منافس.. فقد استطاع وبعقله المدبر وبشكل فعال تنفيذ خطط ربما نجد بعضها أقرب الى عالم الخيال ولكن تجسيده على أرض الواقع حول الحلم الى حقيقة يراها الشعب الإماراتي ويشاهدها السياح القاصدين.. نعم أنه القائد الذي يستحق بجدارة كلمة قيادة والذي أصبحت تتمناه كل الشعوب العربية لقيادتها وتطبيق ما حصل من تطورات وبناء في الإمارات على أرض واقع دولها…. خاصة وأن أغلب شعوب المنطقة تمتلك نفس مقومات دولة الإمارات ولكن أرض الواقع تتكلم بصورة مغايرة عن البني التحتية والخدمات ورفاهية المواطن…

رحمك الله أيها الشيخ النزيه والمضحي والباني زايد بن سلطان آل نهيان…
وأطال الله في عمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية – حفظه الله – وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات ، نائب رئس الوزراء ، وكل إخوانه حكام الإمارات الأماجد ووزرائه وحفظهم من كل شرور الدنيا…

ودعائنا بالتوفيق والنجاح لكل أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات السبع لخدمة إماراتهم وهم يرفعون شعار النجاح دوماً…
وخاتمة مقالتنا حفظ الله الرجل الشجاع والأمين والمخلص لأبناء شعبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله – الذي يبهر العالم يومياً بمشاريعه جديدة والذي أكمل مسيرة مؤسس الإمارات وتحولت بيده رمال الصحراء القاحلة الى قبلة للسياحة يقصدها السائح الغربي قبل العربي… فهنيئاً لكم عيدكم هذا يا شعب الإمارات ..شعب الجود والكرم…