القمة العالمية للأمن الغذائي تختتم أعمالها في أبوظبي
القمة شددت على تعزيز التعاون الدولي لحل أزمة 733 جائع حول العالم
* الإمارات تقود تحولاً عالمياً نحو أنظمة غذائية مستدامة
* القمة تطرح حلولاً مبتكرة لضمان الأمن الغذائي وتؤكد على أهمية الاستثمار في التقنيات
* مبادرة “نعمة” تساهم في الحد من هدر الطعام وتغيير سلوك المستهلكين
أبوظبي – الوحدة:
اختُتمت اليوم (الثلاثاء) فعاليات القمة العالمية للأمن الغذائي، التي عقدت ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية.
وشهدت القمة حضور 21 وزيراً ومسؤولاً حكومياً معنيين بصناعة القرار في الأمن الغذائي العالمي، واستقطبت نخبة من الخبراء والعلماء من جميع أنحاء العالم لمناقشة التحديات الراهنة والفرص المستقبلية لتعزيز الأمن الغذائي واستدامة النظم الغذائية وضمان مرونتها لمواجهة التحديات المستقبلية.
تنظم القمة العالمية للأمن الغذائي مجموعة أدنيك أبوظبي بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ووزارة التغير المناخي والبيئة بالإضافة إلى مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات شريك المعرفة.
وأبرزت القمة أن أكثر من 733 مليون شخص يعانون من الجوع حول العالم، مما يهدد السلام والاستقرار وكرامة الإنسان. وأكدت على الدور المحوري للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي في الحد من هذه التحديات، مشيرة إلى أن منطقة العالم الإسلامي حققت تقدماً في ال 41 دولة أعضائها من خلال المبادرات التي تركز على الحوكمة والاستدامة وحشد الموارد اللازمة لتحقيق هذا الهدف، ويمثل تخصيص يوم للأمن الغذائي لدول منظمة التعاون الإسلامي بمثابة منصة للتفكير والعمل المستمر من أجل تحسين منظومة الأمن الغذائي في الدول الأعضاء.
وحول الوضع في القارة الأفريقية فقد تم التركيز على أنظمة الأغذية الزراعية القادرة على الاستدامة مع تسليط الضوء على التقدم المحُرز في غرب أفريقيا حيث نجحت نحو 73% من الأسر الزراعية في تحسين قدرتها على مواجهة الصدمات المناخية.
وفي الختام، أكد المشاركون في القمة على أهمية الاستدامة كعنصر جوهري لتحقيق الأمن الغذائي. ودعوا إلى تعزيز كفاءة استغلال الموارد، واستخدام الطاقة المتجددة في العمليات الزراعية. كما شددوا على ضرورة دعم إنتاج الأغذية ذات القيمة المضافة، وتنويع أسواق التصدير، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتحفيز النمو الاقتصادي.
كما أكدوا على ضرورة تعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في القطاع الزراعي، لضمان تقدير إسهاماتها في تعزيز الاقتصاد ودعم الاستدامة في القطاع الغذائي.
ورغم التحديات الناتجة عن زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أكدت القمة العالمية للأـمن الغذائي أن هناك فرصة للتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة. وتم طرح إطار عمل يعتمد على ستة عناصر رئيسية هي : الشمولية، والحوافز، والمعلومات، والاستثمارات، والمؤسسات، والابتكار، لضمان تحول فعّال ومؤثر يشمل جميع الفئات.
طرحت القمة حلولًا مبتكرة لضمان إطعام الأعداد المتزايدة من السكان حول العالم، مع التأكيد على أهمية الاستثمار في التقنيات الزراعية المتقدمة والممارسات المستدامة لتوفير إمدادات غذائية موثوقة وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وبرزت أهمية التعاون المشترك وتوحيد الجهود في سلاسل القيمة الغذائية كأداة حاسمة للتغلب على التحديات، وتحقيق مرونة النظم الغذائية لمواجهة الأزمات العالمية، حيث وجهت القمة دعوة عاجلة لاتخاذ إجراءات فورية من قبل كافة الأطراف المعنية بالأمن الغذائي العالمي، مشددة على ضرورة التعاون الدولي لتطوير نظام غذائي عالمي أكثر مرونة وعدالة، يضمن وصول الغذاء الصحي والمستدام للجميع. أكدت القمة أن الأمن الغذائي ليس مسؤولية جهة واحدة، بل هو التزام عالمي يتطلب تعاون الجميع. ودعت إلى العمل العاجل لضمان مستقبل غذائي مشترك ومستدام.
شددت القمة على أهمية الاستثمار في البحث العلمي، وتشجيع تنويع المحاصيل الزراعية، واعتماد الممارسات المستدامة. هذه الجهود تساهم في بناء نظم غذائية مرنة تضمن توفير الإمدادات الغذائية بشكل موثوق ومستدام للأجيال القادمة.
فيما يخص ملف الأمن الغذائي في دولة الإمارات تم التأكيد على ضرورة مواءمة كافة الجهود الوطنية مع الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات مع ضرورة تحقيق التوافق مع الاستراتيجية بما يضمن المضي قدماً نحو بناء أنظمة غذائية مستدامة حيث تناولت القمة دور المؤسسات في دعم الأمن الغذائي دور مؤسسات وطنية، مثل هيئة أوقاف أبوظبي، في تمويل وتطبيق أحدث الوسائل التي تضمن تحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل.
شددت القمة على أهمية تغيير ثقافة استهلاك الغذاء بين الأفراد، وأشادت بالدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم قضايا الأمن الغذائي2051 . وأشارت إلى أن المبادرة الوطنية “نعمة” تعد منصة متطورة للمساعدة في الحد من هدر الطعام وفقدانه.
أكدت القمة أن دولة الإمارات بدأت رحلة نحو التخلص النهائي من هدر الطعام برؤية ثاقبة خلال مؤتمر COP 28، حيث أخذت الدور الريادي في تحقيق التحول في أنظمة الغذاء التقليدية. كما حققت الإمارات تقدمًا كبيرًا بإعلان انعقاد أول قمة عالمية للأمن الغذائي والاجتماع الحكومي السنوي ضمن فعاليات تهدف إلى عالم خالي من هدر الطعام.