أبوظبي – الوحدة:
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ورشة عمل حول دوره في المنظومة الثقافية في الدولة، وقد شارك فيها الشركاء الاستراتيجيين الذين تتكامل جهودهم الثقافية مع جهوده في إطار تطوير المبادرات الثقافية المشتركة.
افتتحت الورشة بكلمة سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية التي أكد فيها أن هذه الورشة تهدف إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون من أجل مبادرات ثقافية مستقبلية مميزة تتضافر فيها الجهود التي تصبّ في صالح الوطن، مشيراً إلى أن تكامل الجهود يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، ويحقق نتائج أكثر قيمة تعكس الدور الوطني.
وأضاف مخاطباً المشاركين في الورشة: إن الأرشيف والمكتبة الوطنية وهو يواصل جهوده على طريق الريادة والتميز في جميع مهامه، يدرك تماماً أهمية تكامل الجهود بالتعاون مع مؤسساتكم التي عرفناها بسمعتها الرفيعة وبأعمالها الجليلة. لا سيما وأنه في هذه المرحلة لم يعد مجرد حاضن للوثائق والسجلات التاريخية، وإنما أضحى من صنّاع المحتوى الثقافي ومن الناشرين المتخصصين بتاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج.
ولفت سعادته إلى أنه بعد ضمّ المكتبة الوطنية إلى مظلة الأرشيف الوطني صار جَمعُ الرصيد الوثائقي والإرث الثقافي وحفظهما وإتاحتهما جناحا الطائر اللذين يحلق بهما الأرشيف والمكتبة الوطنية عالياً في فضاء الإبداع والتميز، وهو حريص كل الحرص على استدامة مسيرة التقدم والتطور التي تواكب مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تسير بخطى واثقة بهدي قيادتها الرشيدة لتكون في المقدمة بين دول العالم.
وأكد مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية أهمية تضافر الجهود وتكاملها من أجل دعم وتعزيز الصورة الذهنية والسمعة المؤسسية للأرشيف والمكتبة الوطنية، وهو يعمل على استقطاب التقنيات المتقدمة وفي مقدمتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل جمع ذاكرة الوطن وحفظها وإتاحتها، وإثراء المشهد الثقافي مؤدياً رسالته في إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها.
وقال سعادته: في الوقت نفسه فإننا نأمل بأن تكون الخبرات والتجارب المُلهمة والمميزة متبادلة بيننا؛ إذ نتمنى لمؤسساتكم من النجاح والتوفيق ما نريده للأرشيف والمكتبة الوطنية؛ وكل نجاح مشهود هو محلّ فخر وسعادة للجميع.
واختتم كلمته قائلاً: إننا نتطلع إلى مستقبل تعززه الدبلوماسية الثقافية، ويسوده اقتصاد المعرفة وتقويه الشراكات الجادة والمسؤولة- ندرك تماماً أن في ذلك تعزيز للهوية الوطنية وللمحتوى الثقافي الوطني، وإيجاد للحلول المبتكرة التي نواجه بها التحديات، فتزداد ثمار جهودنا، وتتجلى نتائج عطائنا، ونحن نؤدي رسالتنا تجاه وطننا وأبناء مجتمعنا.
بعد ذلك استعرضت السيدة سمر المشجري رئيس مكتب التخطيط الاستراتيجي استراتيجية الأرشيف والمكتبة الوطنية، وتحدثت عن أهمية الورشة، وسلطت الضوء على أهدافها، والآمال المعقودة على مخرجاتها، واستعرضت تفاصيل فعالياتها.
وكشفت الدكتورة حسنية العلي مستشار التعليم عن المبادرات الثقافية والتعليمية للأرشيف والمكتبة الوطنية، والتي تنسجم مع الاستراتيجية الجديدة للأرشيف والمكتبة الوطنية، وتوسع دائرة المستفيدين، وتعزز الشراكات.
وتطرقت للبرامج الثقافية المرتبطة بالقطاع التعليمي، والتي يستفيد منها المعلمون والطلبة بمختلف المراحل الدراسية، والتي شملتها باقة “لجيل واعد” كالمحاضرات والورش والبرامج التطوعية، وبرامج دعم المواهب وإثراء المناهج.
وشهدت الورشة التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية في “فندق إرث” حول دوره في المنظومة الثقافية استعراضاً لاستراتيجيات كل من وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة تنمية المجتمع، ووزارة الاقتصاد التي تطرقت لمنظومتها الجديدة للملكية الفكرية، وأبرز مبادراتها.
وأسفرت جلسة العصف الذهني – التي شاركت فيها أكثر من 16 جهة حكومية، عما يزيد على الـ20 مبادرة منها: إطلاق منصات ثقافية بمشاركة مختلف الجهات المعنية بالثقافة، والتي تفتح المجال أمام الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالثقافة ليطلعوا على الإرث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالمها ومفرداتها التراثية، ويتعرفوا على أبرز الشخصيات الثقافية.