صحة وتغذية

كيف يسهم تحدي دبي للياقة في جعل المدينة مثالية للصحة واللياقة البدنية للجميع؟

بقلم : أحمد الخاجة / المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة

تتفرد دبي بقدرتها الاستثنائية على التحول والتطور. تجمع بين الخيال والواقع، وتحول الأفكار الطموحة إلى إنجازات ملموسة. انطلقت دبي من رؤية واضحة لتحقيق التغيير لتصبح اليوم واحدة من أبرز الوجهات العالمية التي يقصدها المسافرون من جميع أنحاء العالم. ورغم تطورها العمراني الكبير، لا تقتصر إنجازاتها على الأبراج الشاهقة فقط، بل تركز أيضاً على تحسين جودة حياة سكانها من خلال مبادرات كثيرة ومن ضمنها “تحدي دبي للياقة”، التي تخلق بيئة تشجع على النشاط البدني والحياة الصحية.

وكان عام 2017 علامة فارقة في تعزيز مكانة دبي الرياضية عالمياً بإطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، تحدي دبي للياقة. واستطاعت دبي، من خلال هذه المبادرة السنوية التي تستمر لمدة شهر كامل، أن تغير مفهوم اللياقة البدنية جذرياً، لتكون نموذجاً عالمياً يُحتذى به، وتصبح وجهة مثالية للرياضة والإنجازات الصحية.
وشهد تحدي دبي للياقة، منذ إطلاقه، مشاركة أكثر من 13 مليون شخص. وشجّع الجميع على تخصيص 30 دقيقة يومياً للتمارين الرياضية على مدار 30 يوماً. ولم يكن هذا التحدي، بالنسبة للكثير من المشاركين، مجرد شهر رياضي، بل بداية لرحلة صحية دائمة وحياة أكثر نشاطاً وحيوية بعد انتهائه. وتواصل دبي تحفيز الجميع على اكتشاف شغفهم بالرياضة من خلال الأنشطة المتنوعة في قرى 30 × 30 للياقة البدنية والمراكز المجتمعية، مما يعزز مكانتها كوجهة عالمية تجمع بين الصحة والنشاط.
ويعتبر تحدي دبي للياقة الطريق المثالي نحو حياة أكثر صحة وحيوية في المدينة. وفي إطار سعيها لتكون الوجهة المثالية للسكان والزوار، تواصل دبي تأكيد مكانتها كمركز عالمي للرياضة والصحة من خلال تحدي دبي للياقة. تتميز دبي بمرافق رياضية ذات معايير عالمية، مثل ملاعب البادل، والمجمّعات الرياضية، ومسارات الجري والدراجات الهوائية، التي توفر بيئة متكاملة ومشجعة لممارسة الأنشطة الرياضية. وهو ما يعكس التزامها الدائم بتوفير حياة أكثر صحة وسعادة لمواطنيها، من خلال تعزيز ثقافة الرفاهية والعافية بشكل مستمر.

كل خطوة نحو اللياقة، خطوة نحو حياة أفضل

تتحول دبي إلى وجهة مفضلة لعشّاق الرياضة مع بداية تحدي دبي للياقة في شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث يلتقي النشاط البدني بالروح الاجتماعية في بيئة مثالية تشجع على المشاركة في أجواء مليئة بالتحفيز والطاقة الإيجابية. ويعزز هذا التوقيت المثالي من فرصة التمتع بالرياضة في الهواء الطلق، حيث تشجع دبي سكانها وزوارها على الاستفادة من أجوائها المشمسة والمعتدلة لتكون وجهة تجمع بين اللياقة، والثقافة، والترفيه. ويعتبر تحدي دبي للياقة أكثر من مجرد تحدٍ رياضي؛ فهو تجربة اجتماعية تعزز الصداقات الجديدة والمغامرات الرياضية الممتعة للمشاركين سواء أكانوا مشاركين لوحدهم أو برفقة أفراد عائلاتهم وأصدقائهم. كما تساعد الخريطة التفاعلية الزوار الجدد على التعرف على الأماكن الرياضية والفعاليات المميزة في دبي، مما يجعلها خياراً مثالياً للراغبين بالاستمتاع بكل لحظة من رحلتهم الرياضية.
تُعد الفعاليات الرئيسية في تحدي دبي للياقة فرصة رائعة لاستكشاف المدينة، والتمتع بأجوائها النابضة بالحياة، حيث تقدم للمشاركين هذه الفرصة من خلال مشاركتهم في أنشطة رياضية عالمية. وتتيح لهم هذه الفعاليات استكشاف العديد من المواقع المميزة في المدينة أثناء ممارستهم الأنشطة البدنية، مما يجعلها تجربة فريدة لا تُنسى.
تتوفر فعاليات رياضية رائعة مثل تحدي دبي للتجديف برعاية هيئة الطرق والمواصلات، الذي أقيم في سد حتا، وشارك، فيه 2,330 شخصاً، وكذلك تحدي دبي للدراجات الهوائية برعاية دي بي ورلد، الذي انطلق على شارع الشيخ زايد، وشارك فيه 37,100 درّاجاً ، والتي أتاحت للمشاركين فرصة استكشاف جمال دبي وروعتها وسط أجواء مفعمة بالطاقة والتشويق تجمع بين التحدي والإثارة. وسجّل تحدي دبي للجري، في ختام فعاليات تحدي دبي للياقة رقماً قياسياً جديداً، حيث استقطب بأجوائه الاحتفالية الساحرة أكثر من 287,000 مشارك، استمتعوا خلالها بأجمل المعالم في وسط مدينة دبي وشارع الشيخ زايد ضمن مسارين بطول 5 كم و10 كم. ولا يعتبر تحدي دبي للياقة مجرد تحدٍ رياضي، بل هو عرض رائع يعكس حب دبي في قلوب سكانها وزوارها، حيث يلتقي المشاركون للاحتفاء بالمدينة وتاريخها الزاخر بالحيوية والتطور.

فوائد تتخطى تحدي 30×30

يُسهم تحدي دبي للياقة في ترسيخ مكانة دبي كوجهة رياضية عالمية، ويُحسّن صحة المجتمع ويعزز ازدهاره. ووفقاً لبيانات التحدي حول تأثير التمارين الرياضية على الصحة النفسية، يبرز التحدي كأداة قوية لتحسين جودة الحياة.

● لاحظ فرد من كل ستة أفراد (15%) تحسُّناً في صحته النفسية.
● لاحظ فرد من كل ستة أفراد (14%) تحسُّناً في تقدير الذات، وتخفيفاً لمستويات التوتر، وزيادة القدرة على الاسترخاء.
● لاحظ 83% من المشاركين تحسُّناً في دورة النوم.

وتؤثر ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يومياً بشكل إيجابي وملحوظ على صحة الشخص، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن النشاط البدني يعزز الوظائف الإدراكية، ومهارات حل المشكلات، والقوة النفسية، والثقة بالنفس. ويستمر تأثير هذا التغيير حتى بعد انتهاء تحدي دبي للياقة، حيث يُلهم المشاركون للاستمرار في نمط حياة نشط وطويل الأمد. ومع مشاركة أكثر من 2,735,158 شخصاً في تحدي دبي للياقة في عام 2024، أصبح من الواضح أن هذه المبادرة يمكن أن تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الأفراد، وتسهم في بناء مجتمع أكثر سعادة وصحة وإنتاجية.
شكراً للمشاركين
ختاماً، الشكر موصول إلى كافة الجهات التي شاركت في تحدي دبي للياقة 2024، وكذلك الـ 2,735,158 مشاركاً. فبفضل حماسة المشاركين، وتفانيهم، وروحهم المجتمعية، يحقق هذا الحدث الرياضي المهم إنجازات كل عام، فمشاركتهم المتزايدة تلهم الآخرين. نأمل أن يستمر هذا الزخم الإيجابي وروح الألفة بين المشاركين في دعم رحلتهم نحو تعزيز الصحة والعافية، وبالتالي مواصلة العمل لتحقيق رؤيتنا المشتركة بأن تصبح دبي المدينة الأكثر نشاطاً وحيوية في العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى