نحن شعبٌّ لا نعرف قيمة الحياة
بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي
لكل شعوب العالم عادات وتقاليد مختلفة عن غيرها.. أنظمة وقوانين وضعتها لأنفسها إبتداء من النظام الاجتماعي المصغر للعائلة وانطلاقاً الى العادات والتقاليد في المجتمع..
يضعون في مفردات قوانينهم كيفية العيش مع العمل وعدد
ساعاته والاوقات التي يجب أن تخصص للراحة إجبارياً وكيفية التعامل مع خصوصيات الناس…
متى نزورهم.. ومتى يزوروننا وهل هذه الزيارات تتطلب مواعيد مسبقة أم اننا نذهب وقت ما نشاء ونريد…
إن أغلبية شعوبنا العربية وبالذات الشعب العراقي أصبح يعيش مع الوقت لمجرد عداد لنهاية ساعات النهار ولا توجد عنده أي فروقات بين أوقات الليل والنهار…
نعم نحن شعب نعيش لنصل الى النهاية.. شعب تعود على قضاء وقته بالفراغ ودون شعور لاحترام ساعات الزمن…
فراغنا الممل أصبح له لذة نقضيها بالجلوس في غرف النوم ونحن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون تفكير بأي شيء حتى أصبحنا لا نعرف المصدر الرئيسي للضروريات في حياتنا. نأكل ونشرب وكل شيء متوفر حولنا ولكننا لم نفكر في زراعة شجرة مثمرة واحده أو صناعة كوب للماء نشرب به عند الحاجة..
أننا شعب كان وكان وأصبح في خبر كان…
شعب لا يستطيع فيه رب الأسرة من قيادة أفراد أسرته الى بر الأمان لأنه غاطس في ديونه الربوية أو أحلامه اليقظوية أو في معرفة أصدقاء فيسبوكيون من دول أخرى.
لا يعرف عن نظامهم الاجتماعي أي شيء وأغلبهم صنعهم له برامج. من الذكاء الاصطناعي أو من حالات النصب والاحتيال… نحن شعب أصبح فينا أغلبية يعشقون العلاقات المشبوهة مع اختلاف مسمياتها وأنواعها…
واصبحنا نهتم بالمستوى الهابط ونروج. له دون أن ندري من خلال متابعتنا لتلك المحتويات. واصبح الاغراء الجسدي مهنة لدى بعض العوائل.. فأي شعب نحن من بين الشعوب.. لقد طمسنا هويتنا الحقيقية خوفاً وازدراءًّ من منطق الجاهل والمثقف المزور وأصبحنا نعيش متملقين بهويات صنعها لنا ذلك الزمان المهين…
لم يبقى لرب الأسرة دور أكثر من دور ماكنة تسوق توفر حاجيات البيت المنزلية وتترك كل ما يمر من جانبها من حالات أخرى دون متابعة أو علاج…
نعم نحن شعب العاطلين عن العمل وسوف نصل قريباً الى مرحلة العاطلين عن الحياة…
أصبحت المرأة سلعة جميلة للمجتمع الذكوري بحجة الحرية المزيفة وأصبح التبرج عز وثقافة وأصبحت الحشمة للنساء شيء معيب ومتخلف.. فأين تسير بنا تلك السفينة يا شعب العراق. فالربا مباح والزنا موجود والرشوة مكسب والديوثية أصبحت صفة لا تؤثر على أخلاق بعض العوائل…
والمسؤولية أصبحت لجمع الأموال وخيانة الأمانة.. وتربية الأبناء أصبحت متروكة للشارع وأصدقاء السوء.. والبطر على نعم الله أصبح شيء طبيعي لدى البعض…
إننا شعب لا نعرف ماذا نريد وإذا عرفنا فلا تعنينا حقيقة ما عرفناه… شعب لا يعرف قيمة الزمن ولا يتقيد بالمواعيد وينام نهاره مخدوعاً بأنها ساعات للراحة.. أي شعب نحن وقد قلبنا موازين الحياة رأساً على عقب…