مجلس الشباب العربي للتغير المناخي يختتم سلسلة لقاءات تمويل المستقبل المستدام

أبوظبي – الوحدة:

نظم مجلس الشباب العربي للتغير المناخي التابع لمركز الشباب العربي، الجلسة الختامية الثامنة للقاءات “تمويل المستقبل المستدام”، التي ينظمها بالتعاون مع منظمات دولية ومؤسسات حكومية ومالية وشركات ومشاريع ناشئة وصغيرة ومتوسطة ومسرعات أعمال، لتعريف الشباب بأفضل المنتجات والخدمات المالية والفرص التمويلية التي تمكنهم من تحويل أفكار الاستدامة إلى واقع في المستقبل القريب.

وصاغ اللقاء الذي عقد خلال قمة رأس الخيمة للطاقة 2024، وضمن سلسلة الطاولات المستديرة، بالتعاون مع معهد “بوستيريتي”، وبالشراكة مع مصرف “أتش أس بي سي”، وبحضور نخبة من الشباب ورواد الأعمال المتخصصين في المشاريع الناشئة القائمة على تقنيات صديقة للبيئة والمناخ، مناقشات مغلقة تركز على صياغة حلول مالية تشجع على السلوكيات الخضراء وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وناقش المشاركون ضمن ثمانية حلقات نقاشية محاور رئيسية تتعلق بأهمية زيادة بالاستثمار في الشركات الناشئة في تكنولوجيا المناخ، تعزيز دور الشباب الإماراتي والعربي في تحقيق أهداف الاستدامة، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، كما تم مناقشة أهمية تحويل مؤسسات التعليم العالي إلى مراكز لتحفيز الابتكار في مجال الاستدامة، ودعم الأجندة الخضراء لدولة الإمارات لتحقيق أهدافها بحلول عام 2030.

ومن جانبه قال سعادة المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول” إن الإمارات تعمل على توفير بيئة داعمة للشباب لتحويل اهتمامهم بمجالات الاستدامة إلى فرص قابلة للتنفيذ، عبر توفير فرص قيادية للشباب في مبادرات الاستدامة، ودمج المهارات الخضراء في المناهج الدراسية والتدريب العملي، وتعزيز ريادة الأعمال الخضراء، من خلال التوجيه والتمويل، وإنشاء مجالس شبابية لتفعيل دور الشباب في صياغة السياسات الوطنية، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في جيل المستقبل”.
وتابع سعادته حديثه:” نستهدف في وزارة الطاقة والبنية التحتية تمكين الشباب وتحفيزهم على المزيد من الإبداع والابتكار والمشاركة الفاعلة في بناء المستقبل، ونحرص على توفير الدعم الفاعل لهم والاستفادة القصوى من إمكاناتهم وخبراتهم للمساهمة في مسيرة الازدهار، وإننا من خلال هذه اللقاءات نستهدف تحقيق رؤيتنا المتمثلة في الريادة العالمية المستدامة في الطاقة والمياه والبنية التحتية والإسكان والنقل”.
ومن جانبه قال الدكتور يسار جرار، المدير التنفيذي لمعهد ببوستيريتي :” “نؤمن في معهد “بوستيريتي” بأن تمكين الشباب بمهارات الاستدامة الخضراء ليس مجرد ضرورة بيئية ولكنه فرصة لا مثيل لها لبناء قوة عاملة جاهزة للاقتصاد الأخضر والرقمي، وذلك من خلال تزويد العقول الشابة بالأدوات اللازمة للابتكار والتكيف والريادة في الممارسات المستدامة”.

وأكدت هيا الأسير، قائد فريق المشاريع في مركز الشباب العربي، على أهمية توعية الشباب بخيارات التمويل المستدام في خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل أكثر استدامة، فالشباب يشكلون العنصر الأهم في عملية التحول نحو الاقتصاد الأخضر، ويجب أن يتم تزويدهم بالأدوات والمعرفة التي تمكّنهم من المشاركة بشكل إيجابي على البيئة والاقتصاد، مؤكداً أن سلسلة لقاءات تمويل مستقبلنا المستدام قدمت طوال فترة انعقادها فرصة فريدة للمشاركة في حوار استراتيجي حول كيفية دعم الشباب للانتقال إلى أنماط حياة مستدامة عبر تمويل المشاريع الخضراء، وتوجيه الاستثمارات نحو التقنيات المبتكرة التي تحارب تغير المناخ.”

وقالت الأسير :” في ظل الأرقام المتزايدة حول تأثير تغير المناخ، من المهم أن نؤكد على دور الشباب في إطلاق مشاريع تساهم في تحقيق الاقتصاد الدائري والطاقة النظيفة، و إن التحول نحو تكنولوجيا المناخ ليس مجرد حاجة بيئية، بل فرصة اقتصادية ضخمة، حيث تشير التقديرات حسب وكالة «موديز»، أن احتياجات الاستثمار العالمي في المناخ قد تصل إلى 2.7 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2030، ما يمثل نحو 1.8% من الناتج الاقتصادي العالمي”.

وأضافت الأسير: “التعاون بين القطاعين العام والخاص، وبمشاركة فاعلة من الشباب، يصنع فرصاً حقيقية لتوفير الدعم المالي والفني الذي يحتاجه الشباب لتمويل مشاريعهم المبتكرة، وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 على المستويين المحلي والدولي”.

وهدفت سلسلة الحلقات النقاشية حول تمويل المستقبل المستدام، إلى تمكين الشباب ودوره الريادي في تبني سلوكيات الاستدامة في مجتمعات المستقبل، وبناء القدرات لدى الأفراد والمجتمعات في مجال تخطيط المستقبل المستدام، ومشاركة أفضل الممارسات في تمويل نمط حياة مستدام، وتعزيز التعاون بين المعنيين وأصحاب المصلحة من مختلف القطاعات وعلى كافة المستويات، إضافة إلى توفير منصة فريدة من نوعها لطرح الأفكار المبتكرة وتبادل المعارف والخبرات والتجارب الناجحة الخاصة بتمويل المستقبل الأخضر والمستدام.