صحة وتغذية

الهلال للمشاريع الناشئة تجمع قادة الصناعة من حول العالم لتعزيز الطب الشخصي والابتكار في الرعاية الصحية

•أكثر من 150 خبيراً اجتمعوا في دبي لاستكشاف أحدث الابتكارات في علوم الميكروبيوم والجينوم والذكاء الاصطناعي

أبوظبي – الوحدة:

استضافت الهلال للمشاريع الناشئة، وهي المنصة المختصة برأس المال الاستثماري المؤسسي التابعة لشركة الهلال للمشاريع بفندق بالاس وسط المدينة في دبي، مؤتمراً طبياً بعنوان “ثورة الميكروبيوم والجينوم”. وبحضور عالمي ضمّ أكثر من 150 خبيراً ومستثمراً وواضع سياسات، هدف هذا المؤتمر إلى النهوض بخدمات الرعاية الصحية الشخصية من خلال استكشاف التطبيقات المتقدمة لعلم الميكروبيوم والجينوم وتقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأمراض المزمنة، وإطالة العمر الصحي، وإعادة صياغة أسس ممارسات الرعاية الصحية على نطاق عالمي.
وأكد الدكتور رمضان البلوشي، مستشار المدير العام ومدير إدارة حماية الصحة العامة في هيئة الصحة بدبي؛ على ضرورة تمكين سائر الفئات والمجتمعات من الوصول إلى الابتكارات الحديثة في مجال الرعاية الصحية. وأوضح قائلاً: “إن ثورة علوم الميكروبيوم والجينوم تُحدث تحولًا جذريًا في مسار الطب، تنقله من كونه نهجًا تقليديًا عامًا إلى لوحة متفردة تُرسم خصيصًا لكل فرد، كاشفةً بذلك أسرار الصحة والقوة والعمر الطويل الكامنة في أعماق كل إنسان.”
وسلّط المؤتمر الضوء على الأعباء المتراكمة التي تثقل كاهل قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى توقعات بتجاوز حجم الإنفاق على الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة 200 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025. وأكد المتحدثون على الضرورة الملحة لاعتماد نهج يعتمد على تحليل البيانات الدقيقة لإدارة الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، كما ركزت المناقشات على أهمية بناء شراكات إقليمية فعالة ووضع أطر تنظيمية متطورة لتسهيل تبني العلاجات المبتكرة في القطاع الصحي.
وقال توشار سينغفي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس الاستثمارات في الهلال للمشاريع: “تزدهر الابتكارات في مجال الرعاية الصحية عند التقاء العلم والتعاون، ويعكس هذا المؤتمر التزامنا الراسخ بتحويل الأبحاث الرائدة إلى حلول عملية قابلة للتطبيق، مما يسهم في تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على المجتمعات حول العالم.”

* أكثر من 200 مليار دولار يتوقع إنفاقها على الرعاية الصحية في الإمارات بحلول 2025

وأشار الدكتور روب نايت، المدير المؤسس لمركز ابتكار الميكروبيوم بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، إلى الدور الحيوي لتنوع الميكروبيوم في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض، منوِّهاً بالتفاوت في عملية جمع بيانات الميكروبيوم من مناطق العالم المختلفة، إذ تُعَدّ البلدان الغنية الشريحةَ الأكثر تمثيلاً في معظم الأبحاث، ما قد يُقيّد مساعي تطوير علاجات عادلة. وقال: “يمتلك الميكروبيوم، عضونا ‘المنسي’، إمكانيات هائلة على تعزيز الصحة عبر الطب الدقيق المدعوم بالذكاء الاصطناعي. وفي حين أن معظم الدراسات تركز على أوروبا وأمريكا الشمالية والصين، تَعِد دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الجهود العالمية لدمج أبحاث الجينوم البشري والميكروبي، وهذا المؤتمر المفصلي سيحرك مسارات هذه الرؤية قدماً لابتكار الحلول المُعزِّزة للحياة الصحية في جميع أنحاء العالم”. وأكد الدكتور نايت قدرةَ الميكروبيوم على إحداث ثورة في الطب الشخصي المخصص ورسم مستقبل بمعالم أكثر تفاؤلاً.
وتناولت الندوة التحديات العاجلة التي تواجه الرعاية الصحية على المستويين العالمي والإقليمي، ابتداءً من الوقاية من الأمراض المزمنة وصولاً إلى حلول الصحة الإنجابية الشخصية. وقد ناقش الخبراء كيف يمكن للطب الدقيق، المدعوم بالذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم، إعادة تشكيل بروتوكولات التشخيص والعلاج.
وأبرزت النقاشات رؤى مهمة عن صحة المرأة، إذ كشفت الدكتورة كولين أكوستا، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية وعضو مجلس إدارة “Freya Biosciences” ، عن تطورات سريرية مذهلة في العلاجات المناعية الميكروبية. وأوضحت البيانات التي عُرِضت خلال الجلسة أن واحدة تقريباً من كل عشر نساء تعاني من بطانة الرحم المهاجرة، و 40% من هذه الحالات مصابة بالعقم. وأكدت الدكتورة أكوستا: “تُعيد العلاجات المناعية الميكروبية تعريف النهج المتبع في إدارة صحة المرأة من خلال معالجة حالات مثل العقم والولادة المبكرة. وتقدم ابتكارات “Freya Biosciences”دليلًا سريريًا على أهمية تحسين البيئة الميكروبية من أجل تعزيز نتائج الصحة الإنجابية، ما يوفر مسارات مثبتة للتعامل مع التحديات الصحية الكبرى.”
كما أبرز المؤتمر الفرص الاستثنائية التي تقدمها الأسواق العالمية سريعة النمو في مجالات علم الجينوم وعلوم الميكروبيوم. فمن المتوقع أن ينمو سوق الجينوم من 39.5 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 157.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 16.6%. وبالمثل، من المتوقع أن يرتفع سوق الميكروبيوم من 814 مليون دولار أمريكي في عام 2024 إلى أكثر من 4.2 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 31.5%. وفي هذا السياق، شددت المناقشات على الدور الحاسم للشراكات بين القطاعين العام والخاص في تحويل هذه التقدمات العلمية إلى حلول قابلة للتطبيق في مجال الرعاية الصحية.
ومع حضور أكثر من 150 مشاركًا، قدم مؤتمر “ثورة الميكروبيوم والجينوم” منصة حيوية لتبادل الأفكار وأحدث التطورات العلمية والرؤى القابلة للتنفيذ. وبالربط الأبحاث بالتكنولوجيا والاستراتيجيات، وضع المؤتمر معيارًا جديدًا للتطور والابتكار في مجال الطب الشخصي والرعاية الصحية التعاونية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى