“شمس” تبحث مستقبل صناعة الدراما
نظمت مدينة الشارقة للإعلام “شمس” جلسة حوارية فنية حول مستقبل صناعة الدراما بمشاركة نخبة من صُنّاع الدراما وأصحاب الاختصاص ، بحضور ممثلين عن “شمس” إلى جانب عدد من المهتمين والموهوبين والإعلاميين ، بهدف دعم الإبداع الإعلامي وتعزيز دور الإمارة كمركز عالمي للإنتاج الفني والثقافي.
جاء تنظيم الجلسة في إطار ما توليه مدينة الشارقة للإعلام لتطوير المجتمع القائم على الأفكار الابتكارية التي تعزز الصناعات الإبداعية حيث ركّزت على سبل الارتقاء بمستقبل صناعة الدراما والتحديات التي تواجه هذه الصناعة في ظل التطور التكنولوجي والتقني والرقمي ومنصات البث واحتياجات الجمهور المتجددة.
شارك في الجلسة التي عُقدت في المقر الرئيس لـ “شمس” المخرج والممثل حبيب غلوم والممثلة السورية يارا صبري والسيناريست محمد حسن أحمد والمنتج محمد حسين.
وأكد صُنّاع الدراما خلال الجلسة أهمية تعزيز المحتوى وتقديم أعمال تعكس الهوية الثقافية بالإضافة إلى فرص التعاون الإقليمي والدولي ، كما تم استعراض تجارب ناجحة لبعض الإنتاجات الدرامية التي حققت تأثيراً واسعاً في المنطقة وأهمية السيناريو لضمان النهوض بسوق الإنتاج مشيرين إلى أن السيناريو هو العمود الفقري لتسويق لأعمال الإنتاجية التي تحتاج إلى مجموعة من المهارات المتطورة لتطوير صناعة الدراما.
و أكد المشاركون أن مستقبل صناعة الدراما المحلية والخليجية والعربية يواجه العديد من التحديات التي تتطلب العمل الجاد والمستمر للتغلب عليها من أبرز ها ضعف النصوص التي تفتقر إلى التجديد والعمق وقلة الاستثمار في الإنتاجات الضخمة التي تعكس هويتنا بشكل يليق بالمنافسة العالمية ، كما أن محدودية اكتشاف المواهب الجديدة والتدريب الاحترافي يؤثر سلباً على الإبداع والتنوع في هذه الصناعة خاصة في ظل عصر المنصات الرقمية والتقنيات الحديثة.
ولفت المشاركون إلى التحدي الكبير المتعلق بمواكبة تطلعات الجمهور الذي بات يبحث عن محتوى مختلف ومبتكر بجودة إنتاجية عالية ، ورغم كل ذلك تظل الدراما وسيلة قوية لتشكيل الوعي ونقل القيم الثقافية والاجتماعية شرط أن نقدم قصصاً جريئة تعكس واقعنا وتطمح إلى العالمية.
وشدّدوا على الحاجة إلى دعم مؤسسي ومجتمعي أكبر مع رؤية واضحة تركز على تطوير النصوص و الاستثمار في المواهب واستخدام التكنولوجيا الحديثة بهذه الخطوات يمكن أن تساهم بتطوير الدراما المحلية والخليجية والعربية والإنتاج الفني على المستوى الإقليمي .
كما ناقش المشاركون سبل إنعاش إنتاج الحركة الدرامية عبر زيادة الدعم الأمر الذي يسهم في زيادة العملية الإبداعية على جميع المستويات مما يُحسّن الأعمال الإنتاجية ويصنع النجومية الدرامية الجديدة داعين إلى اتخاذ خطوات جادة في اتجاه وضع سياسات متكاملة تضمن تسويق صحيح لإبداعات الدراما المحلية والعربية، وتحقق نقلة نوعية في واقع هذا القطاع الفني المهم.
كما ناقشت الجلسة كيفية تحقيق التوازن بين الإبداع الفني والجدوى التجارية خلال صناعة الدراما وتطوير سيناريوهات الدراما والتحديات الرئيسة التي تواجه صناعة الدراما وكيفية التغلّب عليها و التعاون بين كُتّاب السيناريو والمخرجين والمنتجين في تشكيل النتيجة النهائية لإنتاج الدراما و سُبل التكيّف مع التغييرات في تفضيلات المشاهدين والتقدّم التكنولوجي أثناء تطوير وإنتاج محتوى درامي.