بيربوك تحذر تركيا من التصعيد بمناطق سيطرة الميليشيات الكردية في سوريا
برلين/أنقرة – (د ب أ): حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الجمعة تركيا من التصعيد العسكري في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا.
وقالت بيربوك في أنقرة عقب محادثاتها مع نظيرها التركي هاكان فيدان إن “أمن الأكراد بشكل خاص ضروري لمستقبل حر وآمن لسوريا”.
وقالت بيربوك للصحفيين: “كان من الجيد أن أسمع أن وزير الخارجية التركي يرى الأمر بهذه الطريقة أيضا”.
ويأتي التحذير وسط مخاوف من أن أنقرة والميليشيات السورية المتحالفة معها قد تستهدف الميليشيات الكردية السورية (وحدات حماية الشعب) المدعومة من الولايات المتحدة في المناطق الواقعة على طول الحدود التركية مع سوريا، بما في ذلك مدينة كوباني.
وبينما ترى الولايات المتحدة أن وحدات حماية الشعب لاعب رئيسي في حربها ضد متطرفي تنظيم (داعش)، تصنف تركيا وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية.
وطالب فيدان بأن تلقي وحدات حماية الشعب أسلحتها، وفقا لبيان نشرته وزارة الخارجية التركية.
وأضافت بيربوك أن تركيا لديها “مخاوف مشروعة”. واقترحت أن يكون نزع سلاح الميليشيات السورية ودمجها في هيكل أمن وطني مستقبلي من بين الخيارات المتاحة.
كما التقت بيربوك برئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين في أنقرة.
وكانت بيربوك قد قالت في مستهل زيارتها للعاصمة التركية أنقرة: “يجب ألا تصبح سوريا ألعوبة في أيدي قوى أجنبية أو تجربة لقوى متطرفة”.
وأضافت بيربوك أنه إذا كان سيتم إعادة بناء سوريا وعودة المواطنين إليها، “فإن هذا لن ينجح إلا إذا لم يعد هناك أي خوف من التعرض للاضطهاد”، وقالت: “هذا أيضا من مصلحة الحكومة التركية، لأن هناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا”.
وركزت بيربوك على وضع الأكراد في بلدة كوباني الحدودية شمال سوريا، حيث يخشى السكان من هجوم كبير، وقالت: “بينما يرقص آلاف الأشخاص في شوارع دمشق وحلب وحمص بعد هروب القاتل الجماعي، الأسد، يحبس المواطنون في كوباني أنفاسهم مرة أخرى بعد تنفس الصعداء الأولي… وهذا يظهر أيضا أن السلام لا يزال بعيد المنال. مستقبل سوريا لا يزال معلقا بخيط رفيع”.
ومنذ الإطاحة بنظام الحكم في دمشق، تعتبر تركيا اللاعب الأجنبي الأكثر أهمية في سوريا، وهي تقيم علاقات مع الجماعة الإسلامية “هيئة تحرير الشام”، التي تعتبر الحاكم الفعلي في سوريا.