مظاهرات في سوريا إثر انتشار فيديو “قديم” لحرق مقام ديني وتحذيرات من “فتنة تقودها إيران”
الشرطة السورية تفرض حظر تجول في حمص بعد مظاهرات واضطرابات
دمشق – وكالات:
خرج الآف المتظاهرين في محافظات حمص واللاذقية وطرطوس ودمشق، اليوم الأربعاء، احتجاجاً على حرق مقام الشيخ أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي في محافظة حلب.
وقال حيدر علي، من مدينة حمص، إن حرق المقام “اعتداء على كل أبناء الطائفة العلوية في سوريا”.
وأضاف علي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن متظاهرين خرجوا من أبناء الأحياء العلوية في مدينة حمص، وتقابلوا مع متظاهرين مؤيدين للجيش السوري الحر، وقد تدخلت القوات الأمنية في المحافظة، للحيلولة دون وقوع صدام بين الجانبين، قرب دوار الرئيس.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن الشرطة فرضت حظر تجول خلال ساعات الليل في حمص بعد اضطرابات في المدينة مرتبطة بمظاهرات قال السكان إنها جرت بقيادة أفراد من الطائفة العلوية ومن طوائف مسلمة شيعية في البلاد.
وكشفت وزارة الداخلية السورية، اليوم، أن فيديو اعتداء مسلحين على مقام الخصيبي، هو “فيديو قديم يعود لفترة تحرير مدينة حلب أقدمت عليه مجموعات مجهولة، أن أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية”.
وقال عيسى أكرم، وهو موظف سابق بوزارة الدفاع السورية لـ “د ب أ” “ماذا تريد منا القيادة الجديدة؟ هل تريد تهجيرنا؟ يكفي استفزازات، والاعتداءات المتكررة على أبناء الطائفة العلوية. لم يكن جميع العلويين شبيحة بشار الأسد… قبل أسبوعين حرق مقامات واغتيال ثلاثة قضاة أمس في محافظة حمص واعتداءات يومية. هذا يكفي وإلا سوف تجر البلاد إلى محرقة نار”.
وحمل المواطن إياد حسون إيران مسؤولية التصعيد في سوريا، وقال “هذه الاحتجاجات التي قام بها أبناء الطائفة العلوية جاءت بعد تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وإيران لا تريد أن تستقر سوريا بعد قيام المئات من أبناء الطائفة العلوية الذين كانوا يخدمون في الجيش والأمن بعملية تسوية وهذا ما لا تريده إيران، وقد استخدم السلاح من الطرفين “.
من جانبه، حذر قائد عسكري في الجيش الوطني السوري، الذي أعادت تركيا تنظيم صفوفه قبل سنوات، من “فتنة تقودها إيران، ومن اتخاذ حجة حرق مقام ديني من قبل عناصر النظام منذ أكثر من شهر لأجل إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري.”
وقال :”عمدت الخلايا التابعة للنظام خلال الأيام الماضية إلى الاعتداء على الجيش الوطني في بلدة المزيرعة باللاذقية، واليوم الاعتداء على قوة عسكرية في قرية خربة المعزة في ريف طرطوس وقد استشهد اثنان وجرح أربعة “.
وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد حسن الشيباني، إيران من نشر الفوضى في بلاده.
وقال الشيباني، في منشور عبر منصة إكس، في وقت متأخر أمس الثلاثاء، “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة البلاد”.
وأضاف الشيباني “نحذرهم من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك مسؤولية تداعيات التصريحات الأخيرة”.
وتأتي تعليقات الشيباني بعد أيام من تصريح المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بأنه يتوقع تجدد مقاومة السوريين للقيادة الجديدة للبلاد.
وقال بعض السكان إن المظاهرات كانت مرتبطة بالضغوط والعنف في الأيام القليلة الماضية ضد العلويين، وهي طائفة ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها موالية للرئيس السابق بشار الأسد الذي أطاحت به قوات المعارضة الإسلامية السنية في الثامن من ديسمبر كانون الأول.
ولم يرد متحدثون باسم الإدارة الجديدة في سوريا التي تقودها هيئة تحرير الشام بعد على طلبات للتعليق بشأن حظر التجول.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن حظر التجول فُرض لليلة واحدة، من السادسة مساء يوم الأربعاء (1500 بتوقيت جرينتش) حتى الثامنة صباح يوم الخميس.
وتعهدت الإدارة الجديدة مرارا بحماية جميع الطوائف في سوريا وسط مخاوف من جانب كثيرين من أن تسعى قوات المعارضة سابقا التي سيطرت الآن على البلاد إلى فرض نمط محافظ من الحكم الإسلامي.
كما اندلعت مظاهرات محدودة في مناطق أخرى على الساحل السوري أو بالقرب منه، حيث يقيم معظم أبناء الطائفة العلوية في البلاد، بما في ذلك مدينة طرطوس.