مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال يقدم جراحة الجنف المعقدة لفتاة إماراتية
أبوظبي – الوحدة:
في إنجاز سباق يؤكد التزام مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، جزء من مجموعة M42، بتقديم الرعاية عالمية المستوى ومتعددة التخصصات، قدم المستشفى جراحة الجنف المعقدة لفتاة إماراتية تبلغ من العمر 14 عاماً، بما يعكس المعايير العالمية والخبرات الفريدة التي يتمتع بها.
وعلياء عيسى قاسم محمود الحوسني، هي إماراتية تبلغ من العمر 14 عاماً وتعاني من مرض هشاشة العظام والجنف العصبي العضلي، ولم تكن رحلة حياتها بسبب حالتها هذه يسيرة أبداً منذ ولادتها. وعرضتها حالتها الصحية النادرة، التي تزيد من فرص التعرض للكسور بسهولة وتقلل من معدلات البقاء على قيد الحياة، لمخاطر كبيرة للإصابة بالجنف، وانحناء العمود الفقري بشكل غير طبيعي. وعلى الرغم من حالتها، تمكنت علياء من المشي مع مساعدة قبل الجراحة، على الرغم من تعرضها لكسور متعددة، بما في ذلك كسر في القدم مؤخراً.
وبفضل منهجية الرعاية متعددة التخصصات في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، ودعم كادر متخصص من مستشفى هيلث بوينت، لاسيما وأن المنشأتان جزء من مجموعة M42، حرص فريق الرعاية على وضع خطة علاجية محكمة استعداداً للعملية المعقدة. وقاد الفريق الجراحي الدكتور سانديش لاكول استشاري جراحة العظام – العمود الفقري في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، إلى جانب الدكتور مارتن فالكين ويتيرهال، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، وبدعم الدكتورة سعدية غفار، استشارية التخدير، وكلاهما من مستشفى هيلث بوينت، والدكتورة جنان جميل استشارية التخدير والدكتور عبد المحمد رئيس قسم التخدير في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال. كان الهدف من الإجراء تصحيح الانحناء وتحسين جودة حياة المريضة. وقبل الجراحة، قام فريق يضم طبيب قلب، وطبيب في الأمراض التنفسية، وطبيب تخدير، ومتخصص في طب الأطفال بتقييم حالة علياء بشكل شامل.
وقال الدكتور سانديش لاكول: “في مثل هذه الحالات المعقدة، من المهم تنسيق الجهود ضمن طيف واسع من التخصصات. فقد استغرقت عملية التخطيط لوحدها نحو شهرين للتأكد من كل تفصيل، من استخدام الأدوات المناسبة إلى الخبرة الجراحية اللازمة “. وكانت العملية الجراحية بحد ذاتها في غاية التعقيد، إذ استغرقت أكثر من 6 ساعات، مع ساعة إضافية لتجهيز المريضة للتخدير والتعافي بعد الجراحة. واعتمد الفريق الجراحي على أحدث التقنيات، بما يشمل مراقبة الأعصاب أثناء الجراحة لضمان سلامة الحبل الشوكي واستخدام جهاز حفظ الخلايا لتقليل الحاجة إلى عمليات نقل الدم.
وأضاف الدكتور لاكول: “كانت مخاطر حدوث كسور إضافية أثناء وضع علياء بالوضعية المناسبة في غرفة العمليات من التحديات الأخرى لإجراء الجراحة، خصوصاً وأن إبقاءها ووجها للأسفل لساعات عديدة قد يسبب كسوراً مختلفة. لذلك كان علينا توخي أقصى درجات الحيطة والحذر خلال الإجراء، بدءاً بوضعية المريضة إلى الجراحة ومرحلة التعافي من التخدير”. ومن القرارات الهامة التي تم اتخاذها خلال الجراحة هو الحفاظ على قدرة علياء على الحركة من خلال عدم تثبيت العمود الفقري في الحوض، وهذا إجراء شائع في مثل هذه الجراحات. وكان هذا القرار، الذي تم اتخاذه بالتشاور مع الفريق متعدد التخصصات، يهدف إلى الحفاظ على قدرتها على المشي بعد الجراحة.
حققت الجراحة نتائج لافتة. فبعد يوم واحد فقط، تمكنت علياء من الجلوس بشكل مستقيم، وفي اليوم الرابع بدأت تخطو خطواتها الأولى. ويُعد هذا التعافي السريع دليلاً على الرعاية الشاملة التي يقدمها مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، والتي لا تشمل الجراحة فحسب، بل تضم أيضاً إعادة التأهيل بعد الجراحة والرعاية المستمرة. وعبر والد علياء، الذي بحث عن علاج لابنته في دولة أخرى، عن امتنانه للمستشفى بالقول: ” وجدنا في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال فريقاً متعدد التخصصات تخطى توقعاتنا، لذلك قررنا إجراء الجراحة في أبوظبي. ولاشك أن الرعاية والخبرات والالتزام في المستشفى يضاهي أفضل مستويات الرعاية العالمية”.
وأشار الدكتور لاكول الذي تلقى تدريبه في مستشفى جريت أورموند ستريت المرموق في لندن والذي يتمتع بخبرة واسعة في جراحة العمود الفقري للأطفال: “نحن في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال ملتزمون بتطوير خبراتنا وقدراتنا، والتأكد من تلقي كل مريض لأفضل مستويات الرعاية الممكنة”.
تم تحويل علياء لوحدة العناية المركز للأطفال للتعافي، وهي اليوم تراجع المستشفى بشكل دوري لمراقبة تقدم علاجها، وتتلقى أيضاً العلاج الطبيعي في المستشفى.