أخبار الوطن

المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج يستعرض رؤى متقدمة في مؤتمر مكة الدولي لمواكبة تحديات الرقمنة

الشارقة – الوحدة:

اختتم المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة مشاركته في مؤتمر مكة الدولي السادس للغة العربية وآدابها، الذي نظمه مركز إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث والنشر العلمي بمدينة مكة المكرمة.
أقيم المؤتمر تحت عنوان: “اللغة العربية وتحديات الرقمنة”، وتواصل على مدى ثلاثة أيام واختتم مساء أمس، وشهد حضوراً مميزاً لنخبة من الباحثين والمهتمين باللغة العربية وآدابها.
شارك المركز بورقة بحثية قدمها الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، تحت عنوان: “إطار الاختبارات الدولية والإقليمية للغة العربية”.
تميزت مشاركة المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في المؤتمر بمناقشات ثرية وطرح رؤى مبتكرة أثرت النقاشات الأكاديمية، وأكدت أهمية الابتكار في التعليم اللغوي لمواكبة التحديات المعاصرة وخاصة في ظل الرقمنة والتطور التكنولوجي.
افتتح الدكتور الحمادي الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر، التي عُقدت برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد العضيب، مثمناً جهود المملكة العربية السعودية في دعم التعليم واللغة العربية على المستوى الدولي، كما قدم الشكر لجميع الجهات المنظمة والمشاركين والحضور على إنجاح هذا الحدث الأكاديمي.
في ورقته البحثية، أشار الحمادي إلى أهمية إطار الاختبارات الدولية والإقليمية للغة العربية، الذي يمثل خطوة مهمة لرصد التجارب العالمية والعربية في إعداد اختبارات الكفاءة في اللغة العربية وتحليل منطلقاتها ونتائجها.
وأوضح أن هذه التجارب تهدف إلى بناء منظومة معايير شاملة تخدم تعليم اللغة العربية وتعلمها، مشدداً على الدور المحوري للمركز التربوي للغة العربية في تطوير التعليم اللغوي، بدعم مستمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أسهم دعمه في تحقيق إنجازات متميزة مثل تطوير الدراسات والبحوث والشراكات الدولية ودعم مشروع المعجم التاريخي للغة العربية.
تطرقت الدراسة إلى ضرورة تصميم منظومة معايير للكفاءة اللغوية والمهام اللغوية، وإعداد وثيقة شاملة للأطر العامة والمبادئ التربوية اللازمة لبناء اختبارات دولية متخصصة. كما تضمنت تطوير نماذج اختبارات الكفاءة وتفسير نتائجها بهدف قياس القدرة على الاستيعاب واستنباط المعاني من النصوص المتنوعة.
لفت الحمادي إلى أن أهداف الاختبارات الدولية والإقليمية تتجاوز مجرد التقييم، حيث تشمل تحسين السياسات التعليمية وتقييم برامج التعليم والمناهج وتقديم أدوات فعالة لتقييم كفاءة الطلاب والمؤسسات التعليمية. وأكد على ضرورة شمول المعايير وصفاً دقيقاً للمهارات اللغوية الأربع: الاستماع، القراءة، التحدث، والكتابة.
وأشار الدكتور الحمادي إلى أهمية اختبارات الكفاءة في تحقيق عدة أهداف تعليمية ومهنية، منها تحديد مستوى المتقدمين للدراسة الجامعية أو العمل باستخدام أدوات تقيس مهاراتهم اللغوية بموضوعية. وأوضح أن تصميم هذه الاختبارات يجب أن يراعي مهارات مثل فهم النصوص، بناء استدلالات مباشرة، تفسير الأفكار، وتقييم المحتوى.
كما قدم الحمادي تصوراً دقيقاً لمكونات الاختبارات التي تركز على العناصر اللغوية مثل المفردات، القواعد، المهارات الخطابية، والتواصلية. وأشار إلى ضرورة أن تكون هذه المكونات مرتبطة بالسياق التعليمي والثقافي للغة العربية، مع الاستفادة من الأطر العالمية لتعليم اللغات.
وفي ختام ورقته البحثية، قدم الحمادي مجموعة توصيات شملت تفعيل إطار الاختبارات الدولية والإقليمية للغة العربية، ووضع آليات عملية لتطبيقها بما يعزز تطوير تعليم اللغة العربية على المستوى العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى