رئيس البرلمان العربي يحذر من خطورة التدخلات الإقليمية في المنطقة العربية
القاهرة ( د ب أ) –
حذر رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي من خطورة «التدخلات والمُخططات العدوانية التي تقوم بها دول إقليمية، تستهدف إحياء مطامعها الاستعمارية، من خلال تكوين ميليشيات وأذرع لها داخل المجتمعات العربية وإرسال قوات عسكرية تنتهك سيادة الدول العربية وتضع يدها على ثرواتها».
وقال السلمي ، أمام جلسة للبرلمان العربي امس ، إن «التطورات والمستجدات المتسارعة في العالم العربي وصلت إلى درجة غاية في الخطورة، في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من صراعات وتدخلات خارجية وما تمثله من تهديدٍ مباشرٍ للأمن القومي العربي.
وأضاف السلمي أنه «رغم كل التحديات والظروف الدقيقة التي تمر بها أمتنا العربية تبقى القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والمحورية للعالم العربي»، مؤكدا استمرار البرلمان العربي في نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه في دفاعه عن أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة، حتى قيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وأكد على تضامن البرلمان العربي مع الشعب الليبي الشقيق، مرحباً بإعلان وقف إطلاق النار وداعياً كافة الأطراف للالتزام به باعتباره خطوة هامة لإيجاد حل سياسي نهائي وشامل للازمة.
وشدد على رفض البرلمان العربي للقرار الذي صدر عن البرلمان التركي بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، الذي يُعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر توريد الأسلحة لليبيا، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف فوري وعاجل لمنع نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا. وقال السلمي «إننا نتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع في جمهورية العراق « ، مؤكدا على أن أمن واستقرار العراق جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة.
وأكد رفض البرلمان العربي لكافة التدخلات الخارجية في شؤون العراق الداخلية وجعله ساحة للصراع الإقليمي والدولي.
وأكد على موقف البرلمان العربي الثابت في دعم أمـن واسـتقرار ووحـدة اليمن ودعم ما تقوم به قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، مشددا على دعم الحل السياسي في الجمهورية العربية السورية، ورفض كافة التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. كما طالب رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح اليوم بدور عربي لمواجهة التدخلات التركية في ليبيا.
وقال صالح، في كلمة أمام البرلمان العربي اليوم: «المجتمع الدولي نصب مجلسا رئاسيا في طرابلس منح تركيا حق التدخل في ليبيا»، مؤكدا أن اتفاق الصخيرات لم يعد له وجود على الأرض.
وأوضح أن حكومة الوفاق لم تؤد اليمين الدستورية أمام البرلمان كما ينص الاتفاق السياسي، مضيفا أن «استمرار المجتمع الدولي في الاعتراف بالمجلس السياسي لا يصب في صالح الشعب الليبي».
وحث البرلمان العربي على اعتبار ما قام به المجلس الرئاسي من خروقات للاتفاق السياسي والإعلان الدستوري مساساً بسيادة ليبيا ووحدتها وسلامتها وسلامة الدول المجاورة وهو ما يستوجب سحب الاعتراف به وأن يدعم البرلمان العربي حق الليبيين وجيشهم الوطني في مكافحة الإرهاب.
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن الأزمة الليبية في صلب الاهتمام السعودي ، مشددا على حرص بلاده على الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وإقامة حوار وطني حقيقي يؤدي لسلام كامل بين الليبيين. وقال وزير الخارجية السعودي ، في كلمة أمام جلسة البرلمان العربي بالقاهرة ، إن «الأحداث التي تمر بها المنطقة تجعلنا مطالبين بالتصدي الجاد لكافة التهديدات التي تواجه دولنا العربية».
وأشار إلى أن بلاده ترى أن المسار السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية وضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن في هذا الشأن ، مؤكدا وقوف بلاده مع الموقف العربي الواضح الذي تم اتخاذه تجاه التدخل العسكري التركي في الشمال السوري.
وأشار إلى تعرض بعض الدول العربية لأعمال إرهابية تقوم بها جماعات دينية متطرفة، وقال «لقد رفضت المملكة ربط الإرهاب بالدين الإسلامي وحذرت الدول التي تدعم الجماعات الإرهابية والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة وشعبوها».
وشدد على أن قضية فلسطين تنال الاهتمام الأكبر لسياسة السعودية الخارجية، وقال «لقد دعونا لحل شامل يكفل إعادة كافة الأراضي العربية المحتلة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ويضمن تحقيق السلام».
وشدد وزير الخارجية السعودي على بطلان الإجراءات الأحادية التعسفية التي تتخذها سلطة «الاحتلال» بحق الفلسطينيين.
وبدأت بالقاهرة امس أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الرابع للبرلمان العربي بحضور رئيس مجلس النواب الليبي ووزير الخارجية السعودي.