صحة وتغذية

تعاون لدراسة التنوع البيولوجي ورفع الوعي حول النظم البيئية البحرية في أبوظبي

التعاون بين "هيئة البيئة – أبوظبي" و"الدار" و"جمعية الإمارات للطبيعة"

الشراكة تدعم الدراسات المتعلقة بالحفاظ على الموائل البحرية والكائنات الحية في أبوظبي، وتندرج ضمن إطار الالتزام المشترك بالحفاظ على التنوع البيولوجي البحري الفريد في المنطقة ورفع مستوى الوعي عنه
الدراسة ستُجرى في المناطق المحيطة بشواطئ منتزه السعديات البحري الوطني، كما سيتم تنظيم سلسلة من الأنشطة المجتمعية وأنشطة علوم المواطنة على جزيرة السعديات
ستهدف نتائج الدراسة والمشاركة المجتمعية إلى دعم سبل إدارة أفضل وفهم أعمق للموائل القريبة من الشاطئ في منتزه السعديات الوطني

أبوظبي – الوحدة:
أعلنت “هيئة البيئة – أبوظبي” ومجموعة “الدار” والجمعية الخيرية البيئية “جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة” إبرام شراكة لدعم تنفيذ دراسات متخصصة حول الموائل البحرية في منتزه السعديات البحري الوطني، وذلك بهدف حماية النظم البيئية البحرية الفريدة في المنطقة وصوّنها.

يُجسّد هذا التعاون التزاماً مشتركاً بالاستدامة البيئية وحماية التنوع البيولوجي بين الدار والجمعية، والذي بدأ بانضمام “الدار” إلى برنامج شراكة “مبادرة القرم أبوظبي” في مايو 2024. وبموجب توقيع تعهد الشراكة مع هيئة البيئة – أبوظبي، التزمت “الدار” بالمحافظة على النظم البيئية الساحلية واستعادتها، بما يشمل أشجار القرم، وأعشاب البحر، والمستنقعات المالحة، والمساحات الميكروبية.

وفي إطار هذا التعاون سيتم تطبيق عدد من الأبحاث والوسائل التكنولوجية المبتكرة مثل مسوحات الحمض النووي البيئي ومسوحات عن بُعد تحت الماء في المناطق المحيطة بشواطئ منتزه السعديات البحري الوطني. ويُعدّ هذا المنتزه، الذي تم إعلانه رسمياً جزءاً من شبكة زايد للمحميات الطبيعية في عام 2017، منطقة بحرية محمية أنشأتها وتُشرف عليها الهيئة. وتتميز شواطئ جزيرة السعديات بتنوع ووفرة الحياة البحرية فيها بما في ذلك سلاحف منقار الصقر المُعرّضة للانقراض، والدلافين، وأبقار البحر، والشعاب المرجانية، والموائل الطبيعية لأشجار القرم، واللافقاريات البحرية. وستعمل هذه الشراكة على تطوير خطة لإدارة التنوع البيولوجي يمكن للدار تطبيقها عبر محفظة أصولها ومشاريعها التطويرية الساحلية في إمارة أبوظبي، بهدف الحد من التأثيرات السلبية على الكائنات البحرية وموائلها.

وتهدف المبادرة أيضاً إلى تنمية الوعي البيئي لدى سكان جزيرة السعديات، حيث سينفذ الشركاء سلسلة من الفعاليات المجتمعية والأنشطة العلمية التشاركية في إطار برنامج “تواصل مع الطبيعة”.

تتضمن أنشطة علم المواطنة إشراك المجتمع في جهود المراقبة البيئية وجمع البيانات العملية، وتمكينهم من المساهمة بشكل مباشر في البحث العلمي مع تعزيز فهمهم للتنوع البيولوجي البحري وأهميته.

وبهذه المناسبة، قال سعادة أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: “بعد عقود من الجهود المكثفة التي بذلتها هيئة البيئة – أبوظبي للحفاظ على النظم البيئة في منتزه السعديات البحري الوطني، يسعدنا أن نبرم مثل هذه الشراكة القيّمة مع الدار وجمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة. وتُعد مثل هذه الشراكات جزءاً أساسياً من مساعينا المشتركة المتمثّلة في دراسة التنوع البيولوجي البحري الغني في إمارة أبوظبي والحفاظ عليه واستعادته. ونحن واثقون أن نتائج هذه الدراسات سيتم توظيفها في الحفاظ على الموائل والأنواع الفريدة التي تميز إمارتنا”.

وأضاف: سعادته قائلاً: “تُعد جزيرة السعديات والمناطق البحرية المحيطة بها ملاذاً بارزاً للعديد من الكائنات، ومن خلال هذه الشراكة، نسعى إلى رفع الوعي المجتمعي ودعم جهود الحفاظ على النظم البيئية وحمايتها. كما نطمح إلى إلهام أفراد المجتمع لتبنّي نهج مستدام في حماية مواردنا الطبيعية. ونحن لا نعمل معاً فقط على حماية محيطاتنا، بل نؤسس أيضاً لبيئة مزدهرة ومستدامة للأجيال القادمة”.

ومن جانبها، قالت سلوى المفلحي، المدير التنفيذي للاستدامة والمسؤولية المجتمعية المؤسسية في مجموعة الدار: “نسعى من خلال شراكتنا مع جمعية الإمارات للطبيعة وهيئة البيئة – أبوظبي، من خلال برنامج شراكة ’مبادرة القرم أبوظبي’، إلى المساهمة في حماية الجمال الطبيعي والتنوع البيولوجي للموائل البحرية والساحلية في جزيرة السعديات. وتجسد هذه الشراكة التزامنا بتحقيق التنمية المستدامة وتحفيز المجتمع على المشاركة في معالجة القضايا البيئية المُلحّة. ونسعى من خلال توطيد العلاقة بين مجتمعاتنا والبيئة، إلى تشجيع العمل الجماعي لبناء مستقبل أخضر وأكثر استدامة”.

قالت ليلى مصطفى عبداللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة: ” نتطلع إلى رفع الوعي حول التنوع البيولوجي الغني الذي يزخر به منتزه السعديات البحري الوطني بالشراكة مع الدار وهيئة البيئة أبوظبي. من خلال مسوحات التنوع البيولوجي سنجمع معلومات هامة ستُمكننا من توجيه قرارات الإدارة لفهم الأنواع والموائل في المياه الساحلية الضحلة في أبوظبي.

ويُشكل إشراك المجتمع ركيزة أساسية في هذه المبادرة، إذ سننظم فعاليات تفاعلية مشوقة لرفع الوعي بأهمية حماية الطبيعة والحياة البرية. كما سنعمل على تمكين الأفراد ليكون لهم دور فاعل على أرض الواقع من خلال مشاركتهم كباحثين متطوعين في الأنشطة العلمية الميدانية.”

وترتكز هذه الشراكة على سنوات من الجهود المتواصلة التي تقودها هيئة البيئة – أبوظبي في مجال الحفاظ على البيئة البحرية، وهي تؤكد بوضوح التزام “الدار” و”جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة” بزيادة الوعي البيئي وحماية الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي. وتسعى الدار في سياستها البيئية إلى صون التنوع الحيوي ودعم الانسجام بين الأفراد والطبيعة. كما تحرص دوماً على دمج عمليات التقييم البيئي والمتابعة الدورية في أنشطة إدارة المشاريع وإطلاق المشاريع التطويرية الجديدة، بينما تُعنى شركة الدار للتعليم بتوعية الطلاب حول أهمية الترابط بين النظم البيئية.

تُعتبر أبوظبي موطناً لمجموعة متنوعة من الأنظمة البيئية؛ بما في ذلك أشجار القرم، ومروج الأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية، والمستنقعات المالحة، والمساحات الميكروبية، والتي تعيش فيها مجموعة واسعة من الكائنات البحرية والساحلية مثل أبقار البحر والسلاحف والطيور المهاجرة. ولهذه النظم البيئية دور جوهري في الحفاظ على التوازن البيئي، ودعم الثروة السمكية، والحد من تآكل السواحل. ووقع الاختيار على منتزه السعديات البحري الوطني تحديداً لتنفيذ هذا المشروع نظراً لأهميته الحيوية في صون التنوع البيولوجي البحري، وباعتباره موقعاً أساسياً للبحث والتعليم والأنشطة الترفيهية، فضلاً عن احتضانه تنوعاً بيئياً غنياً يضم الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية والشواطئ الرملية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى