دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي تبرز المبادرات والبرامج المخصصة لأصحاب الهمم

إنجازات رائدة في مختلف القطاعات لدعم أصحاب الهمم وتمكين الدمج والوصول الشامل

التزام مختلف الجهات بجعل أبوظبي مدينة دامجة تلبي احتياجات أصحاب الهمم وتمنحهم الفرص لتحقيق تطلعاتهم ومساهمتهم الفاعلة في المجتمع

أبوظبي – الوحدة:

أعلنت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في الإمارة، عن أبرز المبادرات والبرامج المنفّذة في الإمارة ضمن استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم خلال الفترة من 2020 إلى 2024، بالتعاون مع أكثر من 13 جهة حكومية ساهمت في تطوير العديد من البرامج الرائدة بهدف تعزيز تحسين الخدمات المقدّمة لأصحاب الهمم وتعزيز جودة حياتهم.
وفي هذا الإطار، صرّح معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، قائلاً: “لقد شكلت استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم خلال السنوات الأربع الماضية خارطة طريق شاملة، مكّنتنا من العمل بالتعاون مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص والقطاع الثالث على تطوير أسس بيئة دامجة عبر السياسات، وأطر العمل، والمعايير. كما أطلقنا العديد من المبادرات والبرامج الرائدة التي تهدف إلى تعزيز جودة حياة أصحاب الهمم، تجسيدًا لرؤية قيادتنا الرشيدة في دعمهم وضمان حياة كريمة، مستقرة وآمنة لهم”.
وأضاف معاليه: “حرصت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي على العمل عن كثب مع مختلف الشركاء، في إطار هذه الاستراتيجية الطموحة، لتنفيذ سياسات ومبادرات تعزز من تمكين أصحاب الهمم وإدماجهم في المجتمع. وقد تم التركيز على التشاور المستمر مع أصحاب الهمم وأسرهم والجمعيات الممثلة لهم، وإشراكهم في جميع مراحل تصميم وتنفيذ المبادرات، مما يعزز من حقوقهم في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم، ويؤكد دورهم الفاعل في بناء مجتمع متماسك وشامل يحتضن جميع أفراده”.
وأشار معالي الدكتور الخييلي إلى أن الدائرة عملت على تصميم برامج شاملة تغطي مختلف جوانب حياة أصحاب الهمم، بما في ذلك خدمات الرعاية الشخصية المنزلية، وبرامج تطوير المهارات الحياتية اليومية، وخدمات الرعاية الاجتماعية في مكان الإقامة. وتهدف هذه البرامج إلى توفير بيئة آمنة وداعمة، وخدمات مساندة تسهم في تعزيز استقلاليتهم ودمجهم الكامل في المجتمع، بما يعزز من مكانة أبوظبي كمدينة صديقة لأصحاب الهمم، ونموذج عالمي رائد في تمكينهم وإدماجهم في جميع مجالات الحياة”.

من جانبها أشارت سعادة الدكتورة ليلى الهياس المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي إلى أهمية التعاون بين الجهات المختلفة في إمارة أبوظبي لتطوير الخدمات والمبادرات التي تسهم في تعزيز جودة حياة أصحاب الهمم. وقالت: “تعمل دائرة تنمية المجتمع بشكل وثيق مع العديد من الجهات المعنية ، لتنسيق الجهود وتطوير برامج متكاملة تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة لهم وتحقيق إدماجهم في المجتمع، ومن بين هذه الجهود، يأتي تطوير سياسة حماية أصحاب الهمم وإطلاق مبادرات شاملة تعزز من فرص العيش المستقل وتدعم إمكانية الوصول إلى الخدمات. كما تسعى الدائرة، بالتعاون مع شركائها، إلى تعزيز قدرات الجهات الحكومية في دمج أصحاب الهمم في سياسات وبرامج التنمية، ما يعزز من التكامل بين مختلف القطاعات لتحقيق أهداف استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم”.
وأضافت: “تضافر الجهود وتنسيقها يعكس الالتزام المشترك بجعل أبوظبي مدينة رائدة في توفير بيئة دامجة تلبي احتياجات أصحاب الهمم وتمنحهم الفرص لتحقيق تطلعاتهم والمساهمة الفاعلة في المجتمع”.

إنجازات رائدة في محور الممكّنات

قامت دائرة تنمية المجتمع بتطوير واعتماد سياسة حماية أصحاب الهمم من الإساءة والاستغلال والإهمال والتمييز على أساس الإعاقة في إمارة أبوظبي، وتهدف هذه السياسة إلى توحيد آلية الإبلاع ومعالجة حالات سوء معاملة أصحاب الهمم من خلال نظام إدارة الحالات المتكامل في هيئة الرعاية الأسرية. كما قامت الدائرة بتصميم ملف الخدمات ذات الأولوية لأصحاب الهمم وأسرهم في أبوظبي، متضمّناً 22 خدمة في المجال العلاجي التأهيلي والتعليمي والاجتماعي وتفعيله مع الجهات المعنية، إلى جانب تصميم وإطلاق تجريبي لثلاث خدمات رعاية اجتماعية لتعزيز العيش المستقلّ لأصحاب الهمم، تشمل خدمة الرعاية المنزلية الشخصية، وخدمة الرعاية النهارية لدعم المهارات الحياتية، وخدمة العيش المدعوم في إطار مكان إقامة دائمة.
قامت الدائرة أيضاً جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم، وهي منظومة جوائز تميز مستقلة تهدف إلى تكريم وتحفيز الجهات من القطاع الحكومي والخاص والثالث المتميزة في مجالات الخدمات الدامجة وإمكانية الوصول والتوظيف الدامج و تضمن استدامة جهود مختلف القطاعات في مجال دمج أصحاب الهمم ما بعد انتهاء استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الدائرة بتصميم وتنفيذ برنامج تدريبي شامل حول تعميم الإعاقة في السياسات والبرامج يهدف إلى بناء قدرات صانعي السياسات والبرامج في الجهات المشاركة في تنفيذ الاستراتيجية، وقد أسفرت هذه الاستراتيجية عن تدريب 16 جهة حكومية على تعميم الإعاقة في السياسات والبرامج في عام 2021، وتدريب 30 جهة حكومية على البيانات الدامجة وأدوات القياس والرصد والتقييم في عام 2022.

تطوير البيئة المبنية في إمارة أبوظبي لضمان الوصول الشامل

وفي إطار تطوير البيئة المبنية لتعزيز سهولة وصول أصحاب الهمم لمختلف المرافق والمباني والأماكن العامة والمجتمعات قامت دائرة البلديات والنقل بتنفيذ مبادرة “الوصول الشامل للمباني والمرافق ووسائل النقل لأصحاب الهمم”، التي تشمل تحديث المعايير والأدلة المحلية الخاصّة بالبيئة المبنية من مبانٍ وأماكن عامة ومجتمعات، بما يتوافق مع معايير سهولة الوصول العالمية، وتطوير نظام سهل لتقييم الوصول الشامل للمجتمعات والمباني والأماكن العامة وتصنيفها بناء على أفضل المعايير العالمية لإمكانية الوصول، إلى جانب إطلاق منصة “BIM AI” التي تتضمن مراجعة المخططات المعمارية والتقديمات، وتطوير مساعد افتراضي للاستفسارات الخاصة بالمعايير والاشتراطات متضمنة معايير سهولة الوصول. بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع مسرّعة لتحويل إمارة أبوظبي إلى مدينة مهيّأة وسهلة الوصول لأصحاب الهمم، حيث تمّ تهيئة 1,949 من المباني والمرافق المهيّئة لأصحاب الهمم، تطوير 226 حديقة مهيّئة ودامجة لأصحاب الهمم ، توفير 21 من سيارات الأجرة المهيّئة لأصحاب الهمم و 727 من باصات النقل العام المهيّئة لأصحاب الهمم بما يعادل 92 % من النقل العام ، و 580 محطات انتظار الباصات المهيأة بالإضافة الى تطوير 5 شواطئ دامجة لأصحاب الهمم بالتعاون مع هيئة الطفولة المبكرة ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وتركيب وتشغيل 6 مصاعد بحرية لتمكين أصحاب الهمم من الوصول إلى الشاطئ والبحر بالتعاون مع مؤسسة مبادلة.

ومن جانبه أ قام مجلس أبوظبي الرياضي بتنفيذ “مبادرة الوصول الشامل للبرامج الرياضية”، حيث تمّ تهيئة 3 مؤسسات رياضية لأصحاب الهمم، تشمل نادي أبوظبي للرياضات البحرية ونادي أبوظبي للفروسية ونادي أبوظبي الرياضي . وقد شارك نحو 5.7 آلاف مشارك من أصحاب الهمم في المحاضرات وورش العمل التوعوية الهادفة لرفع الوعي بأهمية النشاط البدني والمشاركة الرياضية.
وإلى جانب ذلك أطلق المجلس برنامج “نشاط يجمعنا” لتعزيز مشاركة أصحاب الهمم وأسرهم في الفعاليات الرياضية المجتمعية الدامجة، و وشارك أكثر من 800 شخص من أصحاب الهمم في الفعاليات والأنشطة الرياضية المجتمعية خلال عام 2024
وبدورها قامت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بتنفيذ مبادرة “الوصول الشامل إلى البرامج الثقافية والسياحية”، حيث عملت على تطوير نموذج لمستوى نضج المنشآت السياحية والثقافية في إمارة أبوظبي وتقييم سهولة الوصول لما يصل إلى 48 فندقاً ومرفقاً سياحياً بهدف تعزيز تجربة أصحاب الهمم السياحية.
وقامت الدائرة كذلك بإطلاق وتنفيذ برنامج “شمول”، وهو ورشة لتحسين تجربة الزوار وإمكانية الوصول، تستهدف موظفي الخطوط الأمامية في قطاع الفنادق والمعالم السياحية لزيادة الوعي بتقديم الخدمات وتحسين آلية التفاعل مع أصحاب الهمم، ووصل عدد المشاركين في الورشة إلى 101.
بالإضافة إلى ذلك قامت الدائرة بتطوير “دليل إمكانية الوصول إلى الفعاليات”، وتهيئة مكتبة الباهية ومكتبة زايد المركزية، وتوفير خدمات مرجعية وبرامج إلكترونية مخصصة لأصحاب الهمم استفاد منها 1848 مشاركاً من أصحاب الهمم. هذه الجهود عزّزت من مشاركة أصحاب الهمم في البرامج السياحية والثقافية حيث بلغ عدد المشاركين أكثر من 16000 مشارك من أصحاب الهمم خلال 2024
كما قامت دائرة التمكين الحكومي بتنفيذ مبادرة “الوصول الشامل إلى الأنظمة والخدمات الإلكترونية والذكية والاتصالات والمعلومات”، التي تهدف إلى تطوير المعايير والإرشادات للوصول الشامل لأصحاب الهمم إلى المواقع الإلكترونية الحكومية ومنصة “تم”، حيث تمّ تطوير رحلة أصحاب الهمم عبر 17 خدمة خاصة بهم من مختلف الجهات الحكومية من خلال تجربة رقمية موحدة عبر منظومة “تم”. إلى جانب تطوير خاصية الاتصال المرئي لدعم جميع المتعاملين ولاسيما أصحاب الهمم لتقديم الدعم اللازم لإنجاز الخدمات الحكومية.

وبدورها نفّذت هيئة أبوظبي للإسكان مبادرة “الوصول الشامل للمساكن” حيث تمّ مراجعة وتحديث نماذج التصميم والهندسة بناءً على متطلبات المواطنين من أصحاب الهمم ضمن دليل المجتمعات السكنية المتكاملة المحدث، ، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الإسكانية من خلال تحسين السياسات الداخلية المتعلقة بتقديم الخدمات لأصحاب الهمم لتسهيل الوصول للخدمات وتطوير المنصات الرقمية والمرافق الخدمية في جميع مراحل رحلة المتعامل، وتوفير موظفين ضمن فريق خدمة المتعاملين مؤهلين للتعامل وتوفير خدمة لغة الإشارة لأصحاب الهمم من فئة الصم، إلى جانب توفير مسار خاص بأصحاب الهمم لضمان الاستجابة السريعة من خلال مركز الاتصال الخاص بهيئة أبوظبي للإسكان، وتوفير مقاولين داعمين لبناء مساكن مصممة لأصحاب الهمم (شركة تياسير)، وتنفيذ حملات توعوية تستهدف أصحاب الهمم بشكل خاص للتعريف بخدمات الإسكان وقنوات التواصل.
كما أطلقت الهيئة مبادرة “نحن نوصلكم” التي تستهدف المستفيدين من كبار المواطنين وأصحاب الهمم، بهدف الوصول للمتعامل وأخذ الطلبات والرد على الاستفسارات بالتنسيق مع الجهات المعنية بهذا الشأن.
وبلغ اجمالي عدد طلبات قروض أصحاب الهمم الموافق عليها للفترة 2021 – 2024 3,481 طلب، حيث تبين أن طلب قرض صيانة وتوسعة وإضافة لمسكن قائم يشكل اعلى طلب حيث بلغ العدد 937 طلباَ ويليه طلبات قروض البناء بعدد 733 طلبا واستفاد ما يقارب 571 مواطن من منحة أرض سكنيه ،وبلغ عدد المستفيدين من منحة مسكن جاهز ما يقارب 532 .

ومن جانبها قامت مجموعة موانئ أبوظبي بتفعيل مبادرة “رحلة سفر بحري دامجة” التي تضمّنت تهيئة محطتين للسفن السياحية في أبوظبي، كما قامت مطارات أبوظبي بتنفيذ مبادرة “رحلة سفر جوي دامجة” حيث تمّ منح مطار زايد الدولي اعتماد تعزيز إمكانية الوصول من مجلس المطارات الدولي في سبتمبر 2024. (ACI) .
تمّ العمل على ما يقارب 29 من الترتيبات والخدمات لتعزيز رحلة وتجربة المسافرين من أصحاب الهمم منها المواقف المخصصة لأصحاب الهمم، ومناطق النزول والصعود الخاصة بهم، وحجز خدمات المساعدة، تطوير وتهيئة منطقة استراحة الحيوانات وتشغيل الغرفة الحسية للمسافرين، وتقديم خدمة الكراسي المتحركة الذاتية وإضافة خدمات أصحاب الهمم في موقع المطار. كما أطلقت مطارات أبوظبي مبادرة “دوار الشمس” لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقات الخفية من تلقّي الخدمات والدعم اللازم خلال رحلتهم في مطار زايد الدولي.
وبلغ عدد أصحاب الهمم الذين استخدموا مطار زايد 523,259 مسافراً اي 1,86% من إجمالي المسافرين و جاء التقييم العام لرضا المسافرين من أصحاب الهمم عن الخدمات المتعلّقة بإمكانية الوصول 4.9 من 5 في تقييم خدمات الوصول و 4.48 من 5 في تقييم خدمات المغادرة.

التعليم الدامج

وكان لاستراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم دور كبير في تعزيز قطاع التعليم وتطويره، ما يضمن دمج أصحاب الهمم وتوفير بيئة تعليمية صديقة وفاعلة، وفي هذا الإطار قامت دائرة التعليم والمعرفة بتنفيذ مبادرة “نموذج التعليم الدامج في إمارة أبوظبي” التي تضمّنت تطوير وإطلاق سياسة الدمج في المدارس التي تستوجب من جميع المدارس إنشاء إطار عمل لتحديد ودعم الطلبة أصحاب الهمم. وقامت الدائرة بزيارة 41 مدرسة لتقديم الدعم وضمان الامتثال والحفاظ على مستوى عالٍ من الرعاية للطلبة أصحاب الهمم. إلى جانب ذلك قامت الدائرة بتطوير الخدمات التخصصية العلاجية في المدارس بالتعاون مع دائرة الصحة، وذلك يشمل العلاج النفسي وعلاج النطق والعلاج الوظيفي، ويستفيد من هذه الخدمات 1,359 طالباً في 108 مدارسوعملت الدائرة على نقل أكثر من 50 طالباً من المدارس التخصصية إلى مدارس نظام التعليم العام في إطار الالتزام بتعزيز بيئة التعليم الدامجة.
بالإضافة إلى وضع سياسة دمج مخصّصة لمؤسسات التعليم المبكر لضمان حصول الأطفال الصغار على دعم متخصص خلال المراحل الأكثر أهمية من نموهم وتطورهم، كما تمّ تقديم الدعم للطلاب من ذوي التوحّد، من خلال زيادة عدد المقاعد لتصل إلى 92 مقعداً لطلبة التوحد، 60 منها في مدارس نظام التعليم العام و32 مقعداً في كل من مدرسة الكرامة ومركز محمد بن راشد للتعليم الخاص. ويعدّ هذا التوسع جزءاً من هدف الدائرة الأكبر المتمثل في ضمان حصول جميع الطلبة على فرصة للتعلم والتطور في بيئات الدمج.
هذه الجهود أدّت الى زيادة أعداد الطلاب المدمجين في المدارس الخاصة والشركات من 6 آلاف طالب في 2023 الي اكثر من 13 الف طالب في 2024
إلى جانب ذلك تمّ توظيف 23 طالباً من أصحاب الهمم في شركات ومؤسسات متنوّعة وتقديم تدريب متخصص لأصحاب العمل لضمان نجاح عملية الدمج في العمل.

الصحة والتأهيل في ظلّ الاستراتيجية

قدّمت دائرة الصحة في أبوظبي مبادرة “إطار عمل التقييم الموحد لأصحاب الهمم” التي تضمّنت تطوير إطار تقييم موحد وشامل ومتكامل لأصحاب الهمم من جميع الفئات العمرية التي تدخل ضمن برامج الفحوصات الشاملة لتشمل فحوصات للكشف عن الإعاقات وتوفير التدخلات اللازمة للفرد بما يغطي احتياجاته الصحية. وتمّ تطوير مسارين للتشخيص هما مسار طيف التوحّد ومسار الإعاقات الذهنية مع الأدوات والاختبارات اللازمة للتشخيص، وتنفيذ المرحلة التجريبية من برنامج المراقبة والفحص النمائي الشامل للطفل لضمان الكشف المبكر عن الإعاقة وتأخّر النمو، حيث تمّ تقييم 220 طفلاً في المراحل العمرية الأولى (الشهر التاسع، والشهر الثامن عشر والشهر الثلاثين). كما تمّ تقييم جاهزية اثنتين من منشآت الرعاية الصحية لتسهيل تقديم رعاية صحية عالية الجودة لأصحاب الهمم.
وفي إطار جهود أبوظبي الرامية لمواصلة الارتقاء بالرعاية المقدمة لأصحاب الهمم تم إطلاق مبادئ توجيهية جديدة لتحليل السلوك التطبيقي لاضطراب طيف التوحد بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع ودائرة التعليم والمعرفة وهيئة الطفولة المبكّرة، حيث ستسهم هذه المبادئ التوجيهية في تمكين مقدمي الرعاية الصحية والأكاديميين من العمل جنباً إلى جنب بسلاسة لتوفير رعاية شاملة ومؤثرة للمصابين باضطراب طيف التوحد.
إلى جانب ذلك تمّ توسيع نطاق نظام التأمين “ثقة” ليغطّي خدمات تحليل السلوك التطبيقي لاضطراب طيف التوحد في إطار تفعيل نظام الرعاية المتكامل لأصحاب الهمم، وإطلاق برنامج الخدمات الصحية عن بعد لمختلف فئات أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي.
بالإضافة إلى ذلك أطلقت دائرة الصحة مبادرة “إطار عمل التقنيات المساعدة” لتطوير إطار عام لتطبيق التكنولوجيا المساعدة لأصحاب الهمم في أبوظبي.
ومن جانبها قامت هيئة الطفولة المبكرة بإطلاق مبادرة “النظام المتكامل للتدخل المبكر” لإنشاء إطار لنظام تدخل متكامل في مرحلة الطفولة المبكرة، وتطوير وإطلاق دليل أبوظبي للتدخل المبكر لدعم أسر الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو، حيث تمّ توزيع 10,000 نسخة باللغتين العربية والإنجليزية، وحصل الدليل على ردود فعل إيجابية من الأسر والمهنيين الذين بدؤوا باستخدامه في مراكزهم.
كما قامت الهيئة بتصميم برنامج تدريبي تجريبي لمراقبة النمو، مخصص لأطباء الأطفال في أبوظبي بالتعاون مع دائرة الصحة والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يهدف لتحسين الكشف المبكر عن المخاوف النمائية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-3 سنوات، وقد تمّ تدريب ما يزيد على 300 طبيب حتى الآن.
وتمّ تنفيذ البرنامج التجريبي للمراقبة والفحص النمائي الشامل للطفل لضمان الكشف المبكر عن الإعاقة في مناطق أبوظبي الثلاث، حيث تم إكمال أكثر من 5,000 فحص تنموي شارك فيه الأطفال من عمر 0- 3 سنوات وأسرهم منذ مايو 2023 لغاية سبتمبر 2024. وأظهرت النتائج أن طفلاً واحداً من بين كل خمسة أطفال (18.2%) تحت سن الثالثة، لديه تحديات نمو محتملة تتطلب التقييم المبكر. وفازت هذه المبادرة الرائدة بجائزة مبادرة “الصحة للقطاع العام في الإمارات” ضمن جوائز “GovMedia” لعام 2024.
وشملت جهود هيئة الطفولة المبكرة أيضاً تقديم جلسات تدريبية وتفاعلية لأولياء الأمور ومقدمي الرعاية ممن لديهم أطفال من أصحاب الهمم في مرحلة الطفولة المبكرة لفهم التوحّد وتبادل المعرفة لدعم الأُسَر وأطفال التوحد، وتطوير وإطلاق دليل إرشادي يهدف إلى تحسين وتعزيز طريقة تواصل متخصصي الرعاية الصحية مع أسر الأطفال الصغار، ويركز بشكل خاص على الأساليب التي يجب أن يتبعها المتخصصون في مجال الرعاية الصحية عند إبلاغ الأسر بحالات خاصة عن أطفالهم مثل تأخر نمو الأطفال أو وجود إعاقات، وذلك بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة.
إلى جانب تطوير أطر السياسات والتوصيات بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين لتحسين رحلة التدخل المبكر للأطفال الصغار بما في ذلك إجراء مراجعة شاملة لنماذج التغطية لعلاج تحليل السلوك التطبيقي الدولية، وتحليل خيارات السياسات المحتملة، وإنشاء إطار للنتائج وإطار لضمان الجودة ونموذج حوكمة للتدخل المبكر.

الرعاية الاجتماعية لأصحاب الهمم

حظي أصحاب الهمم برعاية اجتماعية متميزة قدّمت لهم من مختلف الجهات، ولاسيما مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التي أطلقت ونفّذت العديد من المبادرات، كان أبرزها مبادرة “قاعدة بيانات أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي” – 2021، التي ساهمت بإنشاء قاعدة بيانات أصحاب الهمم في الإمارة من خلال الربط مع أكثر من 14 جهة حكومية بهدف الوصول إلى إحصائيات دقيقة وموثوقة لأصحاب الهمم تقود عملية وضع البرامج والسياسات، مع إجراء تحديث مستمر لقاعدة البيانات، حيث بلغ عدد أصحاب الهمم المسجلين فيها 28,766 شخصاً.
كما أطلقت المؤسسة مبادرة “مواءمة التصنيف المحلي للإعاقات مع التصنيف الوطني الموحّد للإعاقات في دولة الإمارات العربية المتّحدة” 2021، لإنشاء دليل تصنيف الإعاقات لإمارة أبوظبي – الإصدار الثالث بالتماشي مع التصنيف الوطني الموحّد للإعاقات وتعميمه على جميع الجهات المعنية في الإمارة وتفعيله مع 12 جهة حكومية ذات أثر فاعل، لضمان وصول أصحاب الهمم بمختلف احتياجاتهم للخدمات في هذه الجهات.
وإلى جانب ذلك، أطلقت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم “مشروع مسؤول خدمات أصحاب الهمم” لتدريب 62 موظّفاً من 9 جهات حكومية رئيسة في أبوظبي، وتهيئتهم بصفتهم مسؤولي خدمات أصحاب الهمم في جهاتهم، وذلك بهدف تسهيل وصول أصحاب الهمم إلى الخدمات التي تلبي احتياجاتهم في القطاع الحكومي.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت مبادرة “منظومة دعم الأسر ومقدمي الرعاية لأصحاب الهمم” التي تهدف إلى تصميم النموذج التشغيلي لمنظومة دعم الأسر ومقدمي الرعاية لأصحاب الهمم وتتضمّن 11 برنامجاً وخدمة، و17 جلسة تدريبية ضمن برامج التدريب الموجهة لمقدمي الرعاية لأصحاب الهمم، شارك فيها 334 مشاركاً من الآباء والأمهات، والإخوة، والعاملين.
كما تمّ إطلاق مبادرة “التدريب وبناء القدرات على الممارسات الدامجة لجمعيات النفع العام” التي تتضمن تصميم وتنفيذ برنامج تدريبي شامل مخصص لجمعيات النفع العام، حضره 40 شخصاً من العاملين في جمعيات النفع العام لمدّة 4 أشهر حيث غطى أبرز المواضيع ذات الصلة، التي شملت برنامج معايير جودة البرامج التدريبية المقدمة من قبل جمعيات النفع العام، وبرنامج المناصرة الذاتية لأصحاب الهمم، وبرنامج مهارات السلامة لأصحاب الهمم، بالإضافة إلى برنامج تأسيس مجموعات دعم مجتمعية فعالة للمنظمات غير الحكومية.
وأطلقت المؤسسة أيضاً، مبادرة “التوعية المجتمعية المبنية على المنظور الحقوقي للإعاقة”، التي تضمّنت إطلاق حملة إعلامية بعنوان “نحن وياكم واحد” من خلال بثّ عدة فيديوهات توعوية في القنوات التلفزيونية في أبوظبي بهدف توعية المجتمع حول الإعاقة بناء على النموذج الاجتماعي والحقوقي، وتدريب 60 شخصاً من أصحاب الهمم على برامج المناصرة الذاتية لتعريفهم بآليات الدفاع عن حقوقهم وتعزيز الاستقلالية ورفع قدراتهم على اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.

التوظيف الدامج

وفي إطار دمج أصحاب الهمم في سوق العمل، ، قامت دائرة التمكين الحكومي بإعداد “سياسة التوظيف الدامج”، التي تضمّنت 15 مبادرة لتعزيز مشاركة أصحاب الهم مفي سوق العمل والحياة الاقتصادية
الى جانب ذلك، قامت بتطوير وتنفيذ برنامج زملاء الهمم وهو برنامج توعوي لموظفي حكومة أبوظبي بشأن دعم زملائهم من أصحاب الهمم “زملاء الهمم”، شارك فيه 1,540 موظفاً من 56 جهة حكومية.
كما قامت الدائرة بإنشاء السجل الوظيفي لأصحاب الهمم في حكومة أبوظبي، وتضمين آلية ورحلة توظيف أصحاب الهمم ضمن النموذج التشغيلي لمركز مواهب، بالإضافة إلى تطوير النظام الإلكتروني للمواءمة والترشيح الوظيفي لأصحاب الهمم، وتطوير دليل إرشادي لتوظيف أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي.