أبوظبي – الوحدة:
في إطار تواصل الفعاليات الخاصة بمشروع «مفكرو الإمارات»، يعقد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدورة الثانية لملتقى «مفكرو الإمارات»، يوم الثلاثاء الموافق 28 يناير الجاري، في منتجع سانت ريجيس بجزيرة السعديات في أبوظبي.
وقال سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام المركز، إن ملتقى «مفكرو الإمارات» يُعقد في دورته الثانية تحت شعار «أفكار وطنية خلّاقة»، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميين والطلبة الإماراتيين، لتصميم أفكار لمستقبل أفضل لوطننا والأجيال القادمة، وتفعيل مساهمة الفكر الوطني في تحقيق أهداف مئوية الدولة «الإمارات 2071»، بوصفها إطارًا جامعًا ينطلق منه مشروع «مفكرو الإمارات». وأوضح النعيمي أن الملتقى أثبت في نسخته الأولى، التي عُقدت في 7 فبراير 2024، أن الفكر الإماراتي قادر على طرح رؤى استباقية ومبدعة، في شتى المجالات، مشيرًا إلى أن الدورة الثانية ستستمر على هذا النهج، للتأكيد على الرؤية الاستباقية لوطننا وقادته.
وفيما يخص المحاور الأساسية للدورة الثانية للملتقى، فإنها تتركز حول ثلاث قضايا جوهرية، وهي: الهوية الوطنية والشخصية الإماراتية، والتعليم وتنمية المجتمع، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل. وضمن هذه المحاور سيناقش الملتقى حزمة من القضايا ذات الأولوية في تنمية المجتمع، وعلى رأسها الدور الذي يقوم به التعليم، وتأثير التحولات المجتمعية على الأسرة، وإشكالية التوازن بين الأصالة والمعاصرة، والشباب والتعليم المستمر وسوق العمل، فضلًا عن موضوع شيخوخة المجتمع وأهمية تفعيل السياسات الخاصة بحلها، إلى جانب «الابتكار الاجتماعي»، الذي يُعنى بتفعيل أدوار الشركات ومنظمات المجتمع المدني في ابتكار الأفكار التي تعزز القدرة على التعامل مع القضايا والتحديات المجتمعية.
وتضم الدورة الثانية لملتقى «مفكرو الإمارات» 14 جلسةً نقاشيةً تفاعلية عبر منصات رئيسية تشمل «جلسة توجهات» التي ستناقش التوجهات المستقبلية والتطلعات الإماراتية، و«برزة الفكر»، التي تتضمن حوارات مع القادة والخبراء وصناع القرار، وجلسات حوار رئيسية، أما المنصات الفرعية، فتشمل «ميلس الباحثين» الذي يقدم جلسات حوارية أكاديمية لاستخلاص الأفكار الخلاقة، و«مختبر مفكرو الإمارات»، الذي يجمع الشركاء الاستراتيجيين لمركز الإمارات مع الشباب والأكاديميين في ورش عمل تفاعلية تزودهم بأهم مهارات القرن ومنهجياته، و«بفكر الشباب»، وهذه المنصة ستتضمن نقاشات يمتزج فيها العنصر الشبابي مع أصحاب الخبرة؛ لمناقشة قضايا تهم الشباب، وتأتي مخرجاتها بمجموعة من الحلول المستقبلية.
وستستضيف الدورة الثانية من ملتقى «مفكرو الإمارات» 45 متحدثًا إماراتيًا من الخبراء والأكاديميين والشباب والمتخصصين في شتى المجالات الحيوية، ومن المتوقع أن تشهد حضور أكثر من 650 مشاركًا من مختلف فئات الجمهور لينخرطوا في تجربة فكرية ثرية يطلعون فيها على رؤى مبتكرة في الفكر الإماراتي.
أما الجمهور المستهدف في الدورة الثانية لملتقى «مفكرو الإمارات»، الذي يحتل فيه الشباب مكانًا متقدِّمًا، فيشمل العديد من الفئات مثل صناع القرار والأكاديميين والباحثين والإعلاميين ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن أبرز المتحدثين في الملتقى معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، الذي سيتحدث في جلسة بعنوان «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031: مستقبل قطاع النقل»، ومعالي الدكتور عبدالرحمن العور وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، اللذان سيتحدثان في جلسة بعنوان «الشباب: التعليم المستمر وسوق العمل».
كذلك سيتحدث معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، في جلسه بعنوان «شيخوخة المجتمع: أين نحن الان؟»، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والخارجية والداخلية في المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، في جلسة «الهوية الإماراتية: التوازن الوطني والعالمي».
ويُعدُّ مشروع «مفكرو الإمارات» أحد المبادرات الاستراتيجية لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والتي تشمل حزمة من المشاريع الفكرية الأخرى، ومنها «موسوعة القيادة الإماراتية (الاتحاد)»، التي تم إطلاقها في 26 يناير 2024، وهي تهدف إلى توثيق الإرث الفكري للقيادة الإماراتية، وتقديمه في منصة إلكترونية بطرق تفاعلية مبتكرة وفق معايير علمية رصينة.
ويهدف مشروع «مفكرو الإمارات» إلى تحقيق جملة من الأهداف، منها: تفعيل إسهام الكفاءات والخبرات الأكاديمية والفكرية الوطنية في مسيرة النهضة التي تشهدها دولة الإمارات؛ وتعزيز مصادر القوة الناعمة؛ وذلك عن طريق دعم مبادرات البحث العلمي الإماراتي، وتشجيع الجهد الفكري الذي يدعم استدامةَ التنمية الشاملة.
وقد ترسخت مسيرة المشروع بفضل دعم «شركاء النجاح» من الباحثين والمتخصصين المشاركين في هذا المشروع الفكري الرائد، فضلًا عن المؤسسات الشريكة فيه، وهي: شرطة دبي، وشبكة أبوظبي للإعلام، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة خليفة، وكليات التقنية العليا، وجامعة زايد، في ظل إيمان المركز بأن «العمل يأتي من الجميع ولأجل الجميع».