صحة وتغذية

ما هي الصعوبات التي تواجه المسعفين في الحرب الأوكرانية؟

كييف -(د ب أ):

ما هي الصعوبات التي تواجه المسعفين والمتطوعين في جبهات القتال في أوكرانيا؟

يقول المسعف ميشائيل /39 عاما/ القادم من الشمال الألماني، من أصعب الأشياء “بالنسبة لنا هو عندما نضطر إلى الاختيار بين من الذي يجب أن نسرع لتقديم المساعدة له، ومن الذي يمكن أن نؤجل مساعدته”.

ويؤكد أن أصعب جزء في هذه الوظيفة هو الفرز، بمعنى تصنيف المصابين وتحديد من يكون له الأولوية في تلقي العلاج.

كما أن الطرق الوعرة لا تسمح في الغالب إلا بمرور الشاحنات الصغيرة التي لا تستطيع سوى نقل شخصين مصابين بجراح خطيرة في آن واحد.

ويعمل ميشائيل بالقرب من الخطوط الأمامية، بإقليم دونيتسك الكائن في شرقي أوكرانيا.

ويقول “نحن نقود العربات متجهين نحو الجبهة، ونلتقط الجرحى ثم نعود أدراجنا، ويتعين علينا أن نعالجهم أولا، ثم بعد ذلك ننقلهم إلى مركز النقاهة”.

ومثل هذه الرحلة الدوارة ذهابا وإيابا يمكن أن تستغرق نحو ساعتين أو ثلاث، ولا يكتب للمصاب النجاة دائما، وشهد ميشائيل الذي لا يرغب في الإفصاح عن اسمه العائلي العديد من حالات وفيات الجنود.

وتدافع أوكرانيا عن نفسها ضد الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022، مستعينة في ذلك بالدعم الغربي الهائل.

ويقول ميشائيل إنه توجه إلى أوكرانيا في أول مهمة له فيها في مارس/آذار 2023، وفي العام الماضي أكمل المسعف الألماني أربع مهمات تستغرق الواحدة منها شهرا كاملا، وحصل على أجازة بدون مرتب من عمله ليتطوع في إنقاذ حياة المصابين في الحرب الأوكرانية.

وعمل ميشائيل خلال عام 2023 أولا مع منظمات إغاثة ألمانية ثم أمريكية في وقت لاحق، بالقرب من مدينة كراماتورسك بإقليم دونباس بشرقي أوكرانيا، ومدينة بكروفسك في منطقة خط المواجهة بإقليم دونيتسك.

ثم بدأ يعمل لصالح منظمة “ميديشاسي” الطبية البولندية في نفس الوقت، وهي منظمة تقدم مساعدات إنسانية وتنقذ الجنود والمدنيين الجرحى المتواجدين في خطوط المواجهة، وفقا لما يقوله الموقع الإلكتروني للمنظمة.

ويرى ميشائيل وفريقه أن جنسية الجرحى لا توضع في الاعتبار عند تقديم الرعاية الطبية، ويقول “إننا نقدم العلاج لكل إنسان على قدم المساواة، وليست مهمتي كمسعف أن أقرر أمرا بخلاف تلك القاعدة”، ويشمل ذلك أسرى الحرب الروس حيث قدم العلاج لعشرة أو لاثنى عشر جنديا منهم.

ويشير ميشائيل إلى أن معظم الإصابات التي شهدها، كانت نتيجة القصف بالمدافع وبالطائرات المسيرة، وتؤدي في الغالب إلى صدمات شديدة وبتر للأطراف.

وفي تقديرات لسيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا مؤخرا، بلغ عدد المعوقين من جراء الحرب الأوكرانية، بما فيهم من بترت أطرافهم قرابة 300 ألف منذ بداية الغزو الروسي.

بينما أشارت تقديرات مجلة إيكونوميست في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى أن عدد الجرحى الأوكرانيين يمكن أن يصل إلى 400 ألف مصاب، ويتراوح عدد الجنود القتلي ما بين 60 ألفا إلى 100 ألف.

ويصعب التحقق من دقة هذه الأرقام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى