سلّم معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، شهادات التخريج للطلبة المرشحين والمرشحات، والذين احتفت بهم أكاديمية شرطة دبي، ضمن حفل مُهيب أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وشهده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع،، في ميدان التخريج العام بالأكاديمية.
وقال معاليه في كلمته التي ألقاها بحضور مساعدي القائد العام، والعميد الدكتور سلطان عبد الحميد الجمال، مدير أكاديمية شرطة دبي، وعدد من ممثلي الجهات الشرطية في الدولة والوفود الزائرة، “أبنائي وبناتي الخريجات، أبارك لكم تخرجكم اليوم في هذه المرحلة المهمة من تكوين وصقل شخصيتكم العسكرية…لقد اخترتم أن تكونوا جزءاً من هذه مسيرة الأمن والأمان في وطنكم، وأن تتولوا المسؤولية للدفاع عن مقدرات الوطن ومكتسباته، وتعزيز شعور أفراده بالأمان والاطمئنان. ونحن واثقون أنكم ستكونون على قدر هذه المسؤولية، وستثبتون أنكم أهل لها، كما عهدناكم دوماً. إن رسالتكم الآن هي أكثر من مجرد وظيفة، بل هي رسالة إنسانية ووطنية تتطلب العزيمة والإرادة، والتفاني في خدمة المجتمع، وفي الختام، أسأل الله العلي القدير أن يوفقكم في مهامكم الجديدة، وأن يجعل كل خطوة تخطونها في طريق خدمتكم لوطنكم مصدر فخر واعتزاز لكم ولأسركم وأمتكم. كما أود أن أؤكد لكم أننا في شرطة دبي سنظل على استعداد تام لدعمكم في كل خطوة تخطونها، متمنين لكم مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالإنجازات والتطلعات الطموحة.”
التراكيز التخصصية
ومن جانبه، بارك عميد الأكاديمية، العقيد الدكتور أحمد محمد يوسف الشحي، للطلبة تخرجهم، وأكد أن حفل التخريج يعكس الجهود المبذولة في التعليم والتدريب، وأنه تأكيد على الالتزام بإعداد كوادر مؤهلة، قادرة على خدمة الأمن، يسهمون في ترسيخ سيادة القانون، وتحقيق العدالة، من خلال تدريبهم المكثف على يد خبراء ومختصين، لربط المعارف النظرية بالتطبيق العملي في بيئات العمل، وعلى أرض الواقع.
وعبَّر عن فخره واعتزازه بما حققه الخريجون الطلاب والطالبات، مشيدًا بالسادة أعضاء الهيئات التدريسية والتدريبية والإدارية، الذين رافقوا الطلبة الخريجين طوال فترة دراستهم، جنبًا إلى جنب.
وقال: إن أكاديمية شرطة دبي أصبحت منارة للعلم، قادرة على الإسهام في تنمية القيم الإنسانية، وتزويد رجل الشرطة بأصول المعرفة بصفة عامة، والعلوم الشرطية والقانونية بصفة خاصة.
وأضاف “حصل الخريجون على شهادة بكالوريوس العلوم الأمنية والجنائية، ضمن برنامج التراكيز التخصصية، المقسمة إلى 7 تخصصات، وهي تركيز (أمن المنافذ والمطارات -جرائم المخدرات -مكافحة الجرائم الاقتصادية -مكافحة جرائم الإتجار بالبشر-البحث الجنائي وأعمال الضابط المناوب – إدارة الأزمات – أمن المرور)، حيث ينقسم هذا البرنامج إلى مرحلتين، المرحلة الأولى هي العامة لمدة ثلاث سنوات، يخضع الطالب خلالها لدراسة نظرية في شتى التخصصات الأمنية والشرطية، والمرحلة الثانية هي التخصصية لمدة عام واحد، وهو العام الدراسي الرابع الذي ينقسم إلى ثلاثة فصول دراسية، يضم الفصل الدراسي الأول 6 مواد تخصصية، يأتي بعدها فصلان يتناول فيهما الضابط المرشح المهارات الميدانية التطبيقية في الإدارات العامة المختلفة حسب طبيعة التركيز الملتحق به.
أما عن أوائل الخريجين والمتفوقين، فكان عدد الطلاب الحاصلين على تقدير ممتاز (8) طلاب، و (6) طالبات، وتقدير جيد جدًّا (34) طالبًا، و (11) طالبة.
البحث الجنائي والمخدرات
ونوه الرائد الدكتور محمد ناصر الكعبي، مدير كلية القانون وعلوم الشرطة، إلى أن جميع الخريجين والخريجات هذا العام هم ضمن برنامج البكالوريوس في العلوم الأمنية والجنائية، بنظام التراكيز (تركيز البحث الجنائي ومسرح الجريمة، وتركيز جرائم المخدرات)، مدة الدراسة أربع سنوات، تنقسم الدراسة الى مرحلتين، مرحلة التخصص العام، ومرحلة التراكيز، بحيث يخصص لمرحلة التخصص العام الثلاث سنوات الأولى من الدراسة، بينما يدرس الطالب مرحلة التركيز في السنة الرابعة، وتنقسم مرحلة التراكيز إلى قسمين، القسم الأول الدراسة النظرية في موضوع التركيز، أما القسم الثاني فهو التدريب التخصصي، ويكون على فصلين الثاني والثالث، ويجري كل هذا بالتنسيق مع الإدارة العامة للموارد البشرية، ليتم توزيع الطلبة بعد التخرج على برامج التراكيز المعتمدة، حسب احتياجات القوة، والإدارات العامة.
وتفصيلاً، أكد الدكتور الكعبي أنه يتم في الفصل الأول من السنة الرابعة، ندب الخبراء من الإدارات المتخصصة، لتدريس المحاضرات النظرية المكثفة حسب نوع البرنامج، وبعد اجتياز المساقات النظرية بنجاح، ينتقل الطالب إلى الفصل الثاني الذي يتم فيه التدريب العملي في الإدارة المعنية بالتخصص، وهذا يعني أن الطالب في برنامج التراكيز في البحث الجنائي ومسرح الجريمة، سيكون تدريبه في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، والطالب في تركيز جرائم المخدرات، سيكون تدريبه في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ليمارس ما تم تعلمه نظريًّا على أرض الواقع، إضافة إلى تنسيبه لدورات داخلية في مجال التخصص.
وأخيرًا إن ما يميز هذا النظام، أن الخريج يكون قد تخصص في مجال معين أثناء دراسته، واكتسب خبرة على يد خبراء مختصين، قبل إنهاء سنواته الدراسية في الأكاديمية، يُضاف إلى كل ذلك، الزيارات الميدانية لأهم الهيئات الوطنية والدولية المعنية بالتخصص، وذلك بهدف تخريج كوكبة من الضباط المؤهلين لسوق العمل، والتسلح بالمعرفة والخبرة الميدانية والعملية للتعامل مع مختلف الظروف والحالات في مختلف التخصصات الشرطية.