جلسة حوارية بعنوان “إرث بيئي مستدام” احتفاءً بيوم البيئة الوطني بتنظيم من نادي الذيد
الذيد – الوحدة:
تماشياً مع عام المجتمع 2025، وبمناسبة يوم البيئة الوطني، نظم نادي الذيد الثقافي الرياضي جلسة حوارية تحت عنوان “إرث بيئي مستدام”، بمشاركة نخبة من أبناء المنطقة الوطسى والمسؤولين والمهتمين بالشأن البيئي، وذلك تأكيدًا على أهمية الحفاظ على البيئة، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الاستدامة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية، لا سيما الأشجار المحلية والمناطق المحمية في المنطقة الوسطى.
حضر الجلسة عدد من الشخصيات البارزة، يتقدمهم سالم محمد بن هويدن، رئيس مجلس إدارة نادي الذيد الثقافي الرياضي، وراشد المحيان، رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بالمنطقة الوسطى، وخليفة مبارك بن دلموك، عضو مجلس إدارة نادي الذيد ورئيس اللجنة الثقافية والمجتمعية، إلى جانب راشد عبدالله بن هويدن، أمين السر العام لنادي الذيد، ومهير الخيال الطنيجي، المدير التنفيذي للنادي، وسعيد مطر بن دلموك، مدير مشتل بلدية مدينة الذيد وعدد من أبناء مدينة الذيد .
أدار الجلسة الحوارية عبيد بن حامد الطنيجي وافتتحها بكلمة ترحيبية أكد فيها أن هذه الفعالية تأتي ضمن جهود النادي في تعزيز الوعي البيئي ونشر ثقافة الاستدامة بين أفراد المجتمع، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على البيئة المحلية بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي مداخلته، أكد سالم محمد بن هويدن أن هذه الفعالية أولى فعاليات عام المجتمع وتأتي بهدف الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الجميع، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات، بتوجيهات قيادتها الحكيمة، قدمت نموذجًا عالميًا في حماية البيئة، عبر إطلاق مشاريع بيئية نوعية، وإنشاء محميات طبيعية للحفاظ على التنوع البيولوجي، خصوصًا في المنطقة الوسطى التي تشتهر بأشجارها المحلية وبيئتها الصحراوية الفريدة.
أما راشد المحيان، فقد ركز في حديثه على دور المؤسسات التعليمية والمجتمعية في نشر الوعي البيئي، مؤكدًا أن غرس مبادئ الحفاظ على البيئة في الأجيال الناشئة هو استثمار حقيقي في المستقبل، وقال: “نحن مسؤولون عن توريث بيئة نظيفة ومستدامة لأبنائنا، ولذلك من الضروري أن يكون هناك تعاون بين المدارس والمجتمع المحلي لتعزيز هذه الثقافة”.
من جانبه، أشاد خليفة مبارك بن دلموك بالدور الكبير الذي تلعبه الجهات الحكومية والبلديات في حماية البيئة، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة في إنشاء المحميات الطبيعية وزيادة المساحات الخضراء تعكس التزام القيادة الرشيدة بحماية الموارد البيئية للأجيال القادمة. وأضاف: “المحميات الطبيعية والمبادرات البيئية التي نشهدها اليوم هي دليل واضح على رؤية الإمارات المستقبلية للحفاظ على إرثها البيئي”.
وفي سياق متصل، أوضح راشد عبدالله بن هويدن أهمية التشريعات والقوانين البيئية التي سنتها الدولة لحماية الموارد الطبيعية، مشددًا على ضرورة التوعية المستمرة بضرورة الالتزام بهذه القوانين لضمان استدامة البيئة للأجيال القادمة.
وتحدث سعيد مطر بن دلموك عن دور مشاتل البلدية في دعم الاستدامة البيئية، مؤكدًا أن الأشجار المحلية مثل الغاف والسمر تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية البيئية للدولة، وقال: “نحن نعمل على إنتاج وزراعة الأشجار المحلية بشكل مستدام، لأنها تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة الهواء، ومكافحة التصحر، وتعزيز التوازن البيئي”.
وخلال الجلسة، قدم الشاعر عبدالله بن دلموك مداخلة تناول فيها دور الأدب والشعر في ترسيخ القيم البيئية، مشيرًا إلى أن الشعر كان دائمًا وسيلة فعالة لنقل الرسائل المهمة، وأضاف: “الأدب الشعبي له دور كبير في نشر الوعي البيئي، إذ طالما تغنّى الشعراء بجمال الطبيعة وضرورة حمايتها”.
كما وتحدث في الجلسة كل من عبيد راشد بن غدير وسالم سلطان القايدي ومطر بن غرير في عدد من الموضوعات ذات الصلة وجهود الأجداد في الحفاظ على البيئة وكافة الأشجار من الغافة والسدر ، والمبادرات في زراعة الأشجار والحفاظ عليها .
اختتمت الجلسة بعدد من التوصيات التي أكدت على أهمية استمرار الجهود التوعوية، وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الحكومية والمجتمع لحماية البيئة، إضافةً إلى دعم المبادرات البيئية التي تهدف إلى الحفاظ على الأشجار المحلية والمناطق المحمية، مع التركيز على إشراك الشباب في الأنشطة البيئية لتعزيز مسؤوليتهم تجاه الطبيعة.
وفي الختام، أكد المشاركون أن حماية البيئة ليست مجرد مسؤولية حكومية، بل هي واجب وطني يتطلب تعاون جميع فئات المجتمع لضمان إرث بيئي مستدام للأجيال القادمة.