أبوظبي – الوحدة:
أصدر الباحث الإماراتي عادل عبدالله حميد، والأستاذ الدكتور السوداني محمد الأمين البشرى محجوب، بحثا جديدا بعنوان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – طيب الله ثراه – من التأسيس إلى التمكين.
ويستهل الباحثان بمقدمته ويقولان:
عظماء العرب والمفكرين والقادة الذين أسهموا في التأسيس والنهضة والحضارة وأثروا المكتبات بالعلوم والآداب والفكر الإنساني الذي نعيش عليه اليوم، كان حولهم رجال تتلمذوا على أيديهم ونهلوا من فكرهم ووقفوا على إنجازاتهم ودونوا ما صدر عنهم من أقوال وحكم وأفعال وسياسات وعلوم. فكانت بين أيدينا الدرر النفيسة والمراجع الذهبية التي تملأ المكتبات في جميع أنحاء العالم وتخلد ذكرى العظماء وما قدموه للبشرية. ويدرسها المفكرون والباحثون وطلاب العلم ويسترشدون بها ويخرجون منها برؤى ونظريات، ما كان لهم أن يدركوها لولا تلك المخطوطات والدرر النفيسة التي ورثناها عن العلماء، والفقهاء، وقادة الفكر، والسياسة.
شهد القرن العشرين إشراقات عربية من الساسة والمفكرين والقادة الذين شيدوا لنا صروحاً فكرية ونظريات سياسية قامت عليها دول وتأسست عليها حضارات وبنيت بها مجتمعات تحتل اليوم مكانة متقدمة وسط دول العالم الأكثر عطاء وتأثيراً على الأمن والسلم ورفاهية الإنسان.
نشير على سبيل المثال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسها وباني نهضتها ومفكرها المغفور له – بإذن الله – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته – فلقد كان للقائد الوالد الشيخ زايد بن سلطان الذي نشأ في ظلال الدين الحنيف والقرآن الكريم، وتعلم في مدرسة الحياة، وتخرج من قسوة الصحراء، ومعاناة البادية نهجاً مستحدثاً وفلسفة غير مسبوقة في بناء الأمم وإرساء قواعد العدل والحكم الرشيد.
اجتهد المجتهدون وكتب الباحثون المعاصرون عن سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – ونقلوا لنا الكثير عن حياته وإنجازاته وإسهاماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. إلا أن تلك الاجتهادات لم تتواصل في دراسة فكر الشيخ زايد ومصدر إلهامه وأصول فلسفته وجذور رؤيته التي ملأت الدنيا ورسخت في الأذهان وغرست في نفوس هذا الجيل مبادئ وقيم نفتخر بها.
لم يكن فكر الشيخ زايد فكراً محلياً أو عربياً محدود الأبعاد، بل كان فكراً عالمياً وإنسانياً ينظر إلى الإنسان أينما كان دون تمييز. كانت النظرة الإنسانية هي محور فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله -كان الإنسان هو الهدف والغاية لفلسفة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – حيث كان حريصاً على حياة الإنسان وبنائه وتكوينه وعلمه وأخلاقه كثروة تتميز وتتقدم على كافة الثروات، فإذا كان الشيخ زايد هو مصدر الفكر والفلسفة الإنسانية كان خلفه ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – طيب الله ثراه – هو اليد اليمنى والابن البار الذي بلور فكر الشيخ زايد عملاً على الواقع ورفع رايات الإنسانية وخدمة البشرية في عالم اليوم الذي غابت فيه العناية بالإنسان والفئات الضعيفة أو المنكوبة.
ومن حسن الطالع ونعم المولى عز وجل أن وهب دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي والإنسانية عامة وفي هذه المرحلة الحرجة من التاريخ قائداً ومفكراً ومبدعاً تشبع بفكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ؛ وسار على نهج الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رحمهما الله – ألا وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – حفظه الله – برز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسط ساسة هذا العصر كمدرسة جديدة للإنسانية رائداً للتسامح وداعياً للوسطية في زمن أصبح فيه التطرف والعنف أسلوباً لسفك الدماء وخطراً على الأمن والسلم العالمي.
يضطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم بمهامه ومسؤولياته الوطنية امتداداً لفكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتواصلاً على نهج الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رحمهما الله -وتتابع وسائل الإعلام المحلية والدولية إنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – حفظه الله – ويتحدث عامة الناس عن فكره العميق ورؤيته الثاقبة وتواضعه الجم وحرصه الشديد على حياة الناس ورفاهية البشرية واستدامة الاستقرار.
وفي هذا السياق تأتي هذه الدراسة لتوثيق دور الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مجدداً لفكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رائداً عصرياً للتسامح والوسطية وداعياً للقيم الأخلاقية وممهداً الطريق للأجيال القادمة لتتواصل تجاربها وتتعاظم إنجازاتها بجذورها الممتدة إلى فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – لتبقى الأفكار العظيمة والقيم النبيلة نموذجاً ومنارات تضئ الطريق أمام أبناء الإمارات خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة.
هذه الدراسة الموسومة ب: الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – من التأسيس إلى التمكين – ليس من بين أهدافها الحديث عن إنجازات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ودوره في جسر الهوة بين الأجيال واستشراف المستقبل تمجيداً لشخصه الكريم بقدر ما غاية الدراسة هي التوثيق والتعلم وترسيخ الفكر الإنساني ومفاهيم وقيم الوسطية التسامح وخدمة البشرية لتتواصل إبداعات أبناء الإمارات في خدمة الإنسانية وإسعاد البشرية أنموذجا ورسالة تنفرد بها دولة الإمارات العربية المتحدة وتتوارثها الأجيال.
يتكون البحث من سبعة فصول بالإضافة إلى الخاتمة وصور من ذاكرة التاريخ.
الفصل الأول:النظام الدستوري لدولة الامارات العربية المتحدة.
الفصل الثاني:فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه.
الفصل الثالث:الشيخ خليفة بن زايد قائد التمكين.
الفصل الرابع:الشيخ خليفة بن زايد وخطوات التمكين.
الفصل الخامس:مقتطفات من خطب الشيخ خليفة بن زايد في شتى المجالات.
الفصل السادس:القضايا المتضمنة في نماذج من خطب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
الفصل السابع:أقوال قادة العالم في رحيل قائد التمكين الشيخ خليفة بن زايد.
والجدير بالذكر أنه قدم تم الدعم الإيجابي المشرف لهذا البحث من قبل الأرشيف والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ فلهم خالص الاحترام والتقدير وجزيل الشكر وجزاهم الله عنا خير الجزاء …