هيئة الشارقة للمتاحف تحتفي بمئوية مكتبة الشارقة العامة في حصن الشارقة
الشارقة – الوحدة:
نظمت هيئة الشارقة للمتاحف يوم الـ 5 من فبراير جلسة حوارية بعنوان “مكتبة الشارقة في قلب الحصن”، وذلك تزامناً مع احتفالات مئوية مكتبة الشارقة العامة التي تأسست عام 1925، وتناولت الجلسة العلاقة الوثيقة بين مكتبة الشارقة العامة، وحصن الشارقة، وما يجمعهما من ارث ثقافي وتاريخي يعكس هوية إمارة الشارقة الحضارية.
وشهدت الجلسة، التي ادارتها آمنة خير الله العسكر، أمين حصن الشارقة، مشاركة نخبة من المتحدثين البارزين في مجال التراث والثقافة. وشملت، سعادة المستشار علي محمد علي راشد المطروشي، مستشار في التراث والتاريخ المحلي بدائرة التنمية السياحية في عجمان، الذي تحدث حول أهمية التوثيق التاريخي في تعزيز الهوية الثقافية. كما انضم الدكتور منّي أبو نعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث، وسلط الضوء على العلاقة بين التراث المكتبي والمعماري. كما شارك الدكتور سيف محمد بن عبود البدواوي، المؤرخ والمحاضر المتخصص في تاريخ منطقة الخليج العربي بجامعة الشارقة، وتحدث عن دور الحصن والمكتبة في توثيق تاريخ الإمارة وربط الماضي بالحاضر.
وتناولت الجلسة عدة محاور، منها استعراض تاريخ مكتبة الشارقة العامة ودورها في تعزيز التعليم ومحو الأمية وتشجيع القراءة، ومراحل تطور حصن الشارقة منذ عام 1823 كمركز سياسي وثقافي أساسي في الإمارة، ودور المكتبة الرقمية في تسهيل الوصول إلى المعرفة عبر شبكة المعلومات، وأهمية التكنولوجيا في حفظ التراث المكتبي والمعماري.
إلى جانب النقاشات، أُقيمت على هامش الجلسة أنشطة تفاعلية متنوعة هدفت إلى إشراك الجمهور وتعزيز روح المعرفة، مثل ورش العمل الموجهة للكبار والصغار، والمسابقات الثقافية، وركن التصوير المميز، وفقرة “افتح الكنز الثقافي” التي أتاحت للحضور فرصة لاستكشاف معلومات جديدة بطريقة ممتعة ومبتكرة. كما تم عرض أقوال ملهمة لصاحبة السمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في ركن خاص أبرز قيم الثقافة والإبداع.
وتدعو الهيئة، من خلال إقامة مثل هذه الفعاليات والجلسات، المهتمين بالتراث والثقافة إلى المشاركة الدائمة، بهدف تعزيز الفخر بالهوية الوطنية، وربط الأجيال الجديدة بتاريخ الإمارة، مع التركيز على تعزيز التعلم المجتمعي ونشر المعرفة.
يذكر أن مكتبة الشارقة العامة قد تأسست عام 1925 على يد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، حاكم الشارقة آنذاك، تحت اسم “المكتبة القاسمية” في حصن الشارقة. وبعد وفاة المؤسس، انتقلت إلى الشيخ صقر بن سلطان القاسمي عام 1951، وبقيت في الحصن حتى عام 1956، حين نقلت إلى مبنى “المضيف” في ساحة الحصن، الذي جمع بين وظائف إدارية ومكتبية. ولاحقاً، في عهد الشيخ خالد بن محمد القاسمي، استمر تطوير المكتبة قبل أن تنتقل إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي عمل على تعزيز دورها ومكانتها في مجتمع إمارة الشارقة..
وفي عام 1980، نُقلت المكتبة إلى الطابق العلوي من قاعة إفريقيا، تحت اسم “مكتبة الشارقة”، ثم انتقلت عام 1987 إلى مبنى المركز الثقافي في الشارقة. وفي عام 1998، تم نقل المكتبة إلى المدينة الجامعية، حيث استمرت في تقديم خدماتها المتطورة. وشهدت المكتبة نقلة نوعية عام 2011 بافتتاح مبناها الحديث في ميدان الثقافة.
وتضم المكتبة اليوم فروعاً في كلباء ودبا الحصن وخورفكان والذيد ووادي الحلو، مزودة بأحدث التقنيات والخدمات التي تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع، وعلى مدار تاريخها، لعبت المكتبة دوراً ريادياً في نشر المعرفة وتعزيز ثقافة القراءة، ما يجعلها أحد المعالم البارزة في مسيرة الشارقة الثقافية والتنموية.
وقد أعدّت “مكتبات الشارقة” برنامجاً حافلاً بالفعاليات والأنشطة المتنوعة، يستمر طوال العام، بمشاركة أكثر من 13 جهة حكومية، ويشمل البرنامج ندوات، ومعارض تفاعلية، وجلسات “كتّاب تحت الضوء”، وورش عمل تستهدف جميع فئات المجتمع، ضمن محاور رئيسية: البدايات الأدبية، الذي يسلط الضوء على أسس نهضة الشارقة الثقافية، والحضارة الثقافية، الذي تقام خلاله عدة ورش ثقافية ومعرفية ترتبط بعالم المكتبات العامة.