أخبار رئيسية

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان وبيان فضلها وحكم إحيائها بالعبادة

نص الفتوى الذي أصدرها مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي

يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، والمعروف بـ “حق الليلة”، أو (القرقيعان)؛ لأنَّ ذلك من عادات المجتمع، والأصل في العادات الحلّ والجواز، كما يجوز تقديم الهدايا في هذه الليلة بقصد إدخال الفرحة والسرور خصوصًا على الأطفال والأقارب والجيران، وقد وردت الأحاديث والآثار بفضل ليلة النصف من شعبان واستحب بعض أهل العلم إحياءها بالعبادة. والله تعالى أعلم.

المستندات الشرعية للفتوى

نوضح المستندات الشرعية التي تبيح الاحتفال بليلة النصف من شعبان؛ وتُثبت فضل هذه الليلة واستحباب بعض أهل العلم لإحيائها بالعبادة من خلال الفقرات التالية:

الفقرة الأولى: مستندات الاحتفال بليلة النصف من شعبان:

1- قاعدة: الأصل في العادات الإباحة:

من المعلوم: أنَّ الاحتفال بليلة النصف من شعبان يعتبر من العادات، والأصل في العادات الإباحة؛ لأنها من أمور الدنيا، وقد قال النبي ﷺ: «أنتم أعلم بأمر دنياكم» ،
قال تقي الدين ابن تيمية: (العادات: الأصل فيها العفو، ‌فلا ‌يحظر ‌منها إلا ما حرمه الله) .

2- قاعدة: ما سكت عنه الشرع فهو عفوٌ:

ومعلومٌ: أنَّ الاحتفال بليلة النصف من شعبان مما سكت عنه الشرع، وما سكت عنه فهو في دائرة المعفو عنه؛ لقول النبي ﷺ: «‌الحلال ‌ما ‌أحل ‌الله ‌في ‌كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه» .
قال السيوطي: «‌الأصل ‌في ‌الأشياء ‌الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم» .

3- تحقيق المقاصد الحسنة:

أ‌- إدخال الفرح والسرور على الأسرة والمجتمع.
ب‌- الدعاء وتعزيز التواصل بين الأفراد.
تُقدم في هذه الليلة الهدايا -خصوصا للأطفال- وذلك مما يدخل البهجة والسرور على المهدى له، وقد قال رسول الله ﷺ: «أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب ‌الأعمال إلى الله ‌سرورٌ ‌تدخله على مسلم…» ،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «‌تهادوا ‌تحابوا» .
كما ويحقق الاحتفال في هذه الليلة مقصد التواصل بين أفراد المجتمع، والدعاء في هذه الليلة من مظان الإجابة، قال الإمام الشافعي: «بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال، في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان … وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا» .

الفقرة الثانية: مستندات فضل ليلة النصف من شعبان وإحيائها بالعبادة:

وردت أحاديث، وآثار عن الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وتابعيهم والأئمة بعدهم في تبيين فضل ليلة النصف من شعبان، واختلف التابعون في إحياءها بالعبادة بين مثبت ونافٍ لتخصيصها بعبادة دون غيرها سداً لذريعة البدعة ، وذهب جمع منهم إلى الحث على الاجتهاد فيها بصلاة النافلة، وتلاوة القرآن الكريم، والدعاء والذكر، والصلاة والسلام على النبي ﷺ، وصيام يومها فهو من الأيام البيض، ومما يدل على فضل هذه الليلة ما يلي:

أولاً: الأحاديث النبوية:

1- عن العلاء بن الحارث أنَّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله ﷺ من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننتُ أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حرّكت إبهامه …. فقال: «أتدري أي ليلة هذه؟” قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «هذه ليلة النصف من شعبان؛ إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحِمين ويُؤخِّر أهل الحقد كما هم» .
2- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «يطّلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس» .
3- عن أبي بكر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ : «إذا كان ليلة النصف من شعبان، ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه”
4- كما ينبغي الإكثار من الصوم في شهر شعبان؛ لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى تعالى، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، أنه قال لرسول الله ﷺ : «… لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ” ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى