الوحدة الرياضي

مبادلة أبوظبي المفتوحة 2025: تألق لافت ونجاح غير مسبوق

أبوظبي – الوحدة:

أسدل الستار على بطولة مبادلة أبوظبي المفتوحة لعام 2025 في ختام مثالي، شهد تتويج السويسرية بليندا بنشيتش بلقبها الثاني، في إنجاز يؤكد عودتها القوية إلى المنافسات بعد فترة توقف بسبب الأمومة. وزادت لحظة التتويج تألقًا بمشاركة ابنتها الصغيرة “بيلا” في الاحتفالات، لتتحول إلى واحدة من أكثر اللحظات الملهمة في تاريخ البطولة، تمامًا كما ستظل هذه النسخة محطة بارزة تعكس تطور الحدث عامًا بعد عام.

في نسختها الثالثة، عززت البطولة مكانتها كإحدى أبرز فعاليات رابطة محترفات التنس من فئة 500 نقطة، محققة حضورًا جماهيريًا غير مسبوق، إلى جانب مضاعفة حجم قرية مبادلة للتنس، مما أضفى أجواءً استثنائية داخل وخارج الملعب. ورغم التحديات التي تواجه أي بطولة للحفاظ على نجاحها وتقديم الأفضل باستمرار، فقد حققت مبادلة أبوظبي المفتوحة 2025 قفزة نوعية، لتصبح الأكثر تميزًا حتى الآن.

واستقطبت البطولة هذا العام نخبة من أبرز نجمات التنس العالميات، وعلى رأسهن إلينا ريباكينا، أُنس جابر، باولا بادوسا، إيما رادوكانو، داريا كاساتكينا، وماركيتا فوندروسوفا، إلى جانب مجموعة من المواهب الصاعدة مثل أشلين كروجر، ليلى فرنانديز، ليندا نوسكوفا، وسونوبي واكانا ذات السبعة عشر عامًا. غير أن الحدث الأبرز كان عودة بنشيتش إلى القمة، حيث نجحت في تحقيق لقبها الثاني بعد انقطاعها عن المنافسات بسبب الأمومة، وأظهرت قوة ذهنية استثنائية، بعدما قلبت تأخرها بمجموعة إلى فوز في كل من نصف النهائي والنهائي، مما عزز من استحقاقها للتتويج.

كما واصلت أُنس جابر رحلة استعادة مستواها بعد إصابة طويلة، وحققت انتصارًا مثيرًا على يلينا أوستابينكو قبل أن تخوض مواجهة قوية أمام إلينا ريباكينا في ربع النهائي، انتهت لصالح الأخيرة في شوط كسر التعادل الحاسم. أما الأمريكية أشلين كروجر، فقد خطفت الأضواء بأدائها القوي الذي قادها إلى أول نهائي لها في بطولات رابطة محترفات التنس من فئة 500 نقطة، بينما أثبتت التشيكية ليندا نوسكوفا جدارتها بالوصول إلى نصف النهائي. في المقابل، أظهرت اليابانية سونوبي واكانا موهبة واعدة خلال الأدوار الأولى، قبل أن تودّع المنافسات على يد جابر.

وامتد تأثير البطولة إلى خارج الملعب من خلال برامجها المجتمعية الهادفة، وعلى رأسها برنامج مدارس مبادلة أبوظبي المفتوحة، الذي استقطب أكثر من 25,000 طالب هذا العام عبر ورش عمل تفاعلية ومسابقات فنية، مما منحهم فرصة فريدة لمشاهدة أفضل لاعبات العالم عن قرب. كما استضافت البطولة نهائيات برنامج “الطريق إلى مبادلة أبوظبي المفتوحة”، الذي يمنح المواهب المحلية فرصة التنافس على المستوى الاحترافي، حيث يحصل الفائزون على فرصة التدريب في أكاديمية خوان كارلوس فيريرو بإسبانيا، التي صقلت موهبة بطل الجراند سلام، كارلوس ألكاراز.

وتستمر البطولة في الاستثمار في تطوير كوادر التحكيم الإماراتية، حيث شهد هذا العام إطلاق برنامج حكام الكرسي، كامتداد لبرنامج حكام الخطوط الذي بدأ قبل نسخة 2024، مما يتيح الفرصة للراغبين في الانخراط في التنس من جوانب غير اللعب. كما حرصت البطولة على تسليط الضوء على المواهب النسائية الإماراتية، حيث صمّمت نورا شوقي، قطعة فريدة تجمع بين رياضة التنس والثقافة الإماراتية في تناغم ملهم، وتم تقديمها للفائزات في منافسات الفردي والزوجي.

على جانب آخر، شهدت نسخة هذا العام توسعًا هائلًا في قرية التنس، حيث امتدت على مساحة 15,000 متر مربع، مقسّمة إلى خمس مناطق ترفيهية تضمنت عروضًا موسيقية حية، أنشطة عائلية، وتجارب طعام مميزة، مما جعلها مركز جذب رئيسي للجماهير طوال البطولة.

ومع تزايد المنافسة بين البطولات الرياضية الكبرى في منطقة الخليج والشرق الأوسط، رسّخت مبادلة أبوظبي المفتوحة مكانتها كواحدة من أكثر البطولات نموًا على الساحة العالمية. وقد انعكس ذلك في الأرقام القياسية للحضور الجماهيري، حيث كان اليوم الختامي مُباعًا بالكامل للعام الثاني على التوالي، في دلالة واضحة على الشعبية المتزايدة للبطولة، واستقطابها لمزيد من عشاق التنس عامًا بعد عام.

ومن جانبه، أكد نايجل جوبتا مدير البطولة أن هذه النسخة كانت الأضخم والأكثر تميزًا حتى الآن، حيث صرّح قائلًا: “شهدت البطولة تطورًا مستمرًا عامًا بعد عام، وكانت نسخة 2025 بلا شك الأضخم والأكثر نجاحًا حتى الآن.”

وأضاف: “حظينا بردود فعل رائعة من اللاعبات والجماهير ووسائل الإعلام، كما أن الموقع العام للحدث بدا استثنائيًا، خاصة مع إضافة قرية مبادلة للتنس، التي قدّمت تجربة جديدة عززت من أجواء البطولة. لا تقتصر رؤيتنا على تنظيم بطولة عالمية المستوى فحسب، بل نهدف أيضًا إلى ترك إرث مستدام من خلال مبادرات مجتمعية مؤثرة. وقد كان لبرنامج مدارس مبادلة أبوظبي المفتوحة هذا العام دور محوري في ذلك، حيث شارك فيه أكثر من 25,000 طالب، مما يسهم في إلهام الجيل القادم من المواهب.”

وفي ختام حديثه، قال: “الأرقام القياسية التي سجلتها البطولة من حيث الحضور الجماهيري، وصولًا إلى بيع جميع تذاكر اليوم الختامي، تعكس مدى النمو الذي حققناه. ونحن فخورون جدًا بالنجاح الذي شهدته هذه النسخة ونتطلع إلى تحقيق المزيد في المستقبل.”

مع كل هذه النجاحات، يبقى التحدي الأكبر في الحفاظ على هذا الزخم والبناء عليه لتقديم نسخة 2026 بمستوى أكثر تألقًا. ومع التخطيط المستمر والتطوير الدائم، يبدو أن سقف الطموحات يرتفع عامًا بعد عام، ليجعل من الرهان ضد نجاح البطولة أمرًا مستبعدًا تمامًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى