وزير الخارجية السوري : نرفض الإقصاء والمحاصصة.. وتشكيل الحكومة الجديدة سيعتمد على الكفاءات
أكد معالي أسعد الشيباني وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية أن الإدارة الجديدة في سوريا ترفض الإقصاء والمحاصصة وأن تشكيل الحكومة المقبلة سيعتمد على الكفاءات لا الخلفية الدينية.
ووجّه معاليه خلال جلسة حوارية في القمة العالمية للحكومات 2025،المنعقدة بدبي تطمينات لجميع أبناء الشعب السوري وقال : “نحرص على بث الطمأنينة لدى الشعب السوري بكل طوائفه”.
وقال معاليه خلال الجلسة التي حاوره فيها الإعلامي عمّار تقي: “تخلصنا من التحدي الأكبر الذي كان يصادر حرية وكرامة الشعب وهو النظام السابق وحينما نبدأ مرحلة السلام والبناء من الصفر، فهناك تحديات لكنها مدمجة بالسعادة في كل لحظات عملنا لأنها مرتبطة بخدمة شعبنا”.
وذكر معاليه أن إعادة بناء الدولة وأجهزتها الأمنية وعلى رأسها الجيش تحتاج لوقت كاف، لكنه أكد على أن الحياة عادت لطبيعتها من اليوم الأول لسقوط النظام السابق إذ فتحت الأسواق والجامعات وعاد الموظفون إلى أعمالهم.
وقال معالي الشيباني إن سوريا ستكون تجربة ملهمة تُدرس في الجامعات، منوها إلى أن الحكومة الحالية تراعي التنوع الموجود في المجتمع ولا تؤمن بالمحاصصة أو الإقصاء.
وأضاف: “لا نعترف بكلمة أقليات في تشكيل الحكومة الجديدة في مارس المقبل؛ فالكفاءة هي التي تحدد المنصب وليس الخلفية الدينية”، مؤكداً أن الشعب السوري عاش متآلفاً على مر السنين والقانون والدستور هو الذي سيحكم الجميع.
وأوضح “أن سوريا نالت حريتها وكرامتها بعد 14 سنة قاسية منذ انطلاق الثورة، و50 عاماً من المعاناة والاستبداد، والشعب السوري شعر لأول مرة في تاريخه بالانتماء”.
وتحدّث معالي أسعد الشيباني عن التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية وقال إن : “لدينا تحديا سياسيا فقد ورثنا من النظام السابق علاقات غير جيدة مع الجوار والعالم وصورة ذهنية غير جيدة تعبر عن التهديد ووضعوا سوريا في تصورات سلبية وحين استلمنا مسؤوليتنا في 8 ديسمبر بدأنا ترميم علاقاتنا على مستوى المنطقة والعالم”.
وأضاف معاليه: “ورثنا نظاماً اقتصادياً مدمراً، وكل خبير اقتصادي يدرك المشكلة الكبيرة التي يعانيها الاقتصاد السوري، ويرتبط هذا التحدي أيضاً بالعقوبات التي كانت مفروضة على النظام السوري السابق لارتكابه جرائم تعذيب وقتل مثلما حدث في سجن صيدنايا، لكنها لم تُزل حتى الآن وتحولت بدلاً من كونها عقوبات مفروضة لصالح الشعب السوري إلى عقوبات مفروضة عليه”.
وأضاف : “منذ تسلمنا السلطة أوقفنا الفساد ونهب الميزانية الرسمية وخلال شهرين تحسنت الليرة السورية بنسبة 70% مقابل الدولار، كما عملنا على تحسين علاقتنا بدول الخليج ودول الجوار”.
وفي حديثه حول مخاوف الشعب السوري من العملية السياسية الجديدة، قال معالي الشيباني إنه ليس هناك مجهول؛ فالشعب السوري قادر وواعٍ وشريك في العملية السياسية، والجميع اندهش من أن التغيير حدث خلال 11 يوماً، لكن جميع الشعب شارك فيه ولم يكن من جهة واحدة” مؤكداً أن أبرز دليل على تبني التغيير شعبيا أنه لم ينتج عنه أي نزوح أو لجوء كما حدث في السابق.
وتحدّث معاليه عن الحكومة السورية الجديدة وأكد أن الحكومة التي سيتم تشكيلها في مارس المقبل ستراعي الشعب السوري وتنوعه، وقال :” نحن الذين اعترفنا بالتنوع، لأن هذا الأمر يضيف للدولة السورية إمكانيات أخرى؛ ونحن كنا ضحايا الإقصاء خلال 50 عاماً، والضحية لن تؤذي الشعب بما تأذت منه سابقا”.
وأضاف : “ ندرس كل خطواتنا جيداً، والجميع يلاحظ السياسة التي انتهجناها خلال الشهرين الماضيين، فإذا لم نستفد من أخطاء السنوات الماضية فلن ننجح في المستقبل” مشيراً إلى أن أبرز إنجاز حققته سوريا هو عدم الدخول في حرب طائفية أو أهلية بعد التغيير السياسي الذي جرى.
وحول رؤية حكومته للعلاقات السورية مع دول الجوار، قال معالي أسعد الشيباني: “ نتمنى أن نعيش بسلام مع دول الجوار، فبالنسبة للأردن لا يمكن أن نعيش حياة آمنة دون علاقة جيدة معه، واليوم تربطنا علاقات جيدة وستكون هناك شراكات اقتصادية وأمنية بيننا لضمان أمن الحدود بدلا من التهديدات التي كانوا يتعرضون لها من النظام السابق.. وبالنسبة للبنان نحن لا نتحمل سوء العلاقات التي كان يصدّرها نظام بشار الأسد وسنكون إلى جانب لبنان في الوقت الذي يريدوننا فيه”.
أما بالنسبة للعلاقة مع العراق، قال معالي الشيباني إن دمشق تكن كل الاحترام والود للشعب والحكومة في العراق، كاشفا أنه سيزور بغداد قريبا بعد تلقي دعوة منها.
وفي حديثه عن العلاقات بين سوريا الجديدة مع روسيا وإيران قال معالي أسعد الشيباني إن أي علاقة تُبنى على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ستكون محل احترام موضحا أن الإرث السابق يجب أن يتم إصلاحه وأن يشعر الشعب السوري بالاحترام تجاه العلاقة مع روسيا وإيران ورغم وجود رسائل إيجابية حول العلاقة معهما إلا أننا نريد تحولها إلى سياسة واضحة تُشعر الشعب السوري بالاطمئنان.
وفي ختام الجلسة قال معالي أسعد الشيباني: “بعد مرور عام من الآن سنرى سوريا وقد استطاعت أن تعبر عن نفسها بشكل واضح أمام العالم، وبعد 4 سنوات سنكون جالسين هنا أو في دمشق للحديث عن الإنجازات التي حققها الشعب السوري”.