مرئيات

رؤساء 4 مؤسسات إعلامية عالمية كبرى: التطورات الرقمية تحدث تغييراً شاملاً وكبيراً في القطاع

العالم يشهد تغيرات متسارعة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية

أصبحت المعلومات والأحداث السريعة بمثابة سلعة يتم التعامل معها بمرونة غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي يسهم في إعادة تشكيل قطاع الإعلام، ويساعد في فهم أنماط اهتمام الجمهور

الذكاء الاصطناعي بات جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الإعلام الرقمي

الصحافة الجيدة ستظل قادرة على جذب الجمهور، شريطة أن تواكب لغة المستقبل

دبي – الوحدة:
ناقش قادة الإعلام العالمي مستقبل القطاع بمختلف مساراته، في عصر الذكاء الاصطناعي، ومدى تأثير التغيرات الرقمية والانقسامات السياسية على مصداقية الأخبار وثقة الجمهور، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع على مستوى العالم.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “حوار مع قادة الإعلام العالمي ؟” ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025 التي تستضيفها دبي تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”.
شارك في الجلسة كل من السير مارك تومبسون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشبكة “سي إن إن العالمية”، وألمار لاتور الرئيس التنفيذي لـ “داو جونز”، وأندرو سولينجر الرئيس التنفيذي لـ “فورين بوليسي”، وجيسيكا سييلي الرئيس التنفيذي لـ”تايم”، وأدارها ستيفن بيرتوني، مساعد مدير التحرير في فوربس.
واستعرض المتحدثون دور التكنولوجيا في تطوير صناعة الإعلام، وتحديات التغطية الإخبارية في عالم يشهد تغيرات متسارعة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد السير مارك تومبسون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشبكة “سي إن إن العالمية” أن الذكاء الاصطناعي لا يغيّر فقط طريقة إنتاج الأخبار، بل يعيد تعريف مفهوم المخاطر، حيث أصبحت المعلومات والأحداث السريعة بمثابة سلعة يتم التعامل معها بمرونة غير مسبوقة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في إعادة تشكيل قطاع الإعلام، حيث بات يساعد في فهم أنماط اهتمام الجمهور، وتقديم محتوى مخصص يلبي توقعاتهم بشكل أكثر دقة من أي وقت مضى.
وقال ألمار لاتور الرئيس التنفيذي لـ “داو جونز” إنه كلما زادت التغيرات، زادت الحاجة إلى العودة لأسس الصحافة الجيدة.. ومهما كانت الوسيلة الإعلامية، يبقى الالتزام بالمعايير المهنية هو نقطة الانطلاق الحقيقية.
وأكد ضرورة التركيز على مبادئ الإنصاف وعدم الانحياز، وأشار إلى أن العديد من الأخبار المهمة لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية بسبب التوجهات السياسية للمؤسسات الإعلامية.
وأضاف أن تعزيز الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام يتطلب تقديم روايات متوازنة وشفافة، بعيدًا عن التأثيرات الأيديولوجية والسياسية.
وأكدت جيسيكا سييلي الرئيس التنفيذي لـ “تايم” أن الإعلام الحديث انتقل من الإرث التقليدي إلى الابتكار والتطور التكنولوجي، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الإعلام الرقمي، مما مكّن المؤسسات الإعلامية من الوصول إلى جمهور أوسع، خاصة بين فئة الشباب.
وأضافت : “ نحن في تايم اليوم لا نكتفي بنشر الأخبار، بل نحرص على الحضور عبر جميع المنصات الرقمية، وهذا ما ساعدنا في جذب أجيال جديدة من القراء”.
وأكد أندرو سولينجر الرئيس التنفيذي لـ “فورين بوليسي” أن وسائل الإعلام الرقمية باتت تعتمد بشكل متزايد على المحتوى البصري والتصوير، حيث أصبح القراء يفضلون الفيديوهات والرسوم البيانية والبيانات التفاعلية على النصوص التقليدية.
وقال: “نحن نركز على تقديم محتوى بصري قوي، مع التزام عميق بالتكنولوجيا وهذا ما جعل عدد المشتركين في منصتنا أكبر من أي وقت مضى”.
وأشار إلى أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يساهم في توسيع قاعدة القراء وتعزيز تفاعلهم مع المحتوى الإعلامي، مؤكدًا أن المنصات الرقمية يجب أن تستفيد من الابتكارات الحديثة لضمان تقديم محتوى يناسب متطلبات الجمهور الحديث.
وقال إن المبادئ الأساسية للإعلام، كالإنصاف والموضوعية والمصداقية، لا تزال حجر الأساس للإعلام الناجح، لكن الوسائل التي يتم بها نقل الأخبار تتغير بسرعة غير مسبوقة، مما يفرض على المؤسسات الإعلامية التكيف مع التقنيات الجديدة دون التفريط في أخلاقيات المهنة.
وأجمعت آراء قادة الإعلام العالمي على أن الصحافة الجيدة ستظل قادرة على جذب الجمهور، شريطة أن تواكب لغة المستقبل، موضحين أن أهدافهم ليس فقط نقل الأخبار، بل تقديمها بأسلوب متطور، يعتمد على أحدث التقنيات مع الحفاظ على المبادئ الصحفية الجوهرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى