حوار مع السيد: يوسف بن سعيد لوتاه حول إطلاق التطبيق الذكي للوقود الحيوي
دبي – الوحدة:
أطلقت شركة لوتاه للوقود الحيوي، تطبيقها الذكي (Lootah Biofuels)، عبر منصتي «أندرويد Android» و«آي أو إس iOS»؛ لتشجيع الأفراد والشركات والمؤسسات في دولة الإمارات على المساهمة في التخلص من زيوت الطهي المستخدمة، التي تشكل عبئاً على البيئة والصحة العامة، عبر جمعها وتحويلها إلى مصدر نظيف للطاقة.
يأتي إطلاق التطبيق الذكي ضمن جهود (لوتاه للوقود الحيوي) المستمرة لتشجيع الممارسات المستدامة عبر توسيع نطاق شبكة المزودين لزيوت الطهي المستخدم، وتسهيل المشاركة المجتمعية في المبادرات المبتكرة لتطوير الحلول الخضراء وتحفيز الاقتصاد الدائري.وفي الحوار أدناه نقف على تفاصيل هذه المبادرة التي تأتي في إطار سياسة الإمارات لترسيخ نهج الاستدامة.
ما هي الأهداف المرجوة من إطلاق تطبيق ذكي لشركة لوتاه للوقود الحيوي؟
جاء إطلاق التطبيق الذكي (Lootah Biofuels ) عبر منصتي “أندرويد Android ” و”آي أو إسiOS” ضمن جهودنا المستمرة لتشجيع الأفراد والشركات والمؤسسات في دولة الإمارات على المساهمة في التخلص من زيوت الطهي المستخدمة، التي تشكل عبئاً على البيئة والصحة العامة، عبر جمعها وتحويلها إلى مصدر نظيف للطاقة، حيث نقوم بتحويلها إلى وقود حيوي.
ومنذ بدايتنا في العام 2010، تحرص لوتاه للوقود الحيوي، الرائدة في الاقتصاد الدائري، على دعم الممارسات المستدامة عبر توسيع نطاق شبكة المزودين لزيوت الطهي المستخدم، وتسهيل المشاركة المجتمعية في المبادرات المبتكرة لتطوير الحلول الخضراء وتحفيز الاقتصاد الدائري.
كيف يمكن للأفراد الاستفادة من التطبيق من أجل المشاركة في جمع الزيوت وتحويلها على وقود حيوي؟
يتيح التطبيق الذكي، الذي يتوفر باللغتين العربية والإنجليزية، للمستخدمين طلب خدمة جمع زيوت الطهي المستعملة مباشرة من المنازل، الأمر الذي يسهل على العائلات والأفراد التخلص من هذه الزيوت بطريقة آمنة دون التسبب في أي أضرار بيئية أو تكبد تكلفة نقلها إلى أماكن بعيدة، فضلاً عن المشاركة في تعزيز الاستدامة والمحافظة على الصحة العامة والبيئة. كذلك، يضم التطبيق خريطة تفاعلية تعرض مواقع المحطات والمراكز التي توفر وقود الديزل الحيوي ما يسهل الوصول إليها.
ولا يقتصر الأمر على توفير وسيلة سهلة للراغبين في المشاركة في هذه المبادرة، التي تتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لدولة الإمارات، حيث يحصل المشاركون في جمع زيوت الطهي المستعملة على مقابل مالي يُضاف إلى محفظة إلكترونية مدمجة في التطبيق. ويحتوي التطبيق على حاسبة تتيح للمستخدمين تتبع ومعرفة كمية الزيوت التي شاركوا في جمعها بدقة، ما يعزز الوعي بأثرهم الإيجابي على البيئة.
كذلك، فإن زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية تقليل الهدر وإعادة التدوير يسهم في خلق فرص وظيفية في مجالات مثل جمع الزيوت وإعادة تدويرها وتوزيع الوقود الحيوي. وسنواصل مساعينا لتسهيل عملية المشاركة المجتمعية في جمع الزيوت وتحويلها إلى وقود حيوي ونظيف وأقل كلفة.
كيف تحصلون على زيوت الطهي المستخدمة حالياً؟
كان من الطبيعي أن نركز في المرحلة الأولى على قطاع الضيافة والمطاعم، الذي يعتبر من أكثر القطاعات التي تستخدم زيوت الطهي، وبالتالي ترتفع كمية الزيوت المستخدمة التي كان يتم التخلص منها كنفايات وتشكل عبئاً على شبكة الصرف الصحي كما تعتبر خطراً على البيئة والصحة العامة. وبدعم من الجهات المعينة بدأنا حملة واسعة لزيادة الوعي بأهمية الاستفادة من هذه الزيوت في إنتاج وقود حيوي. وفي الوقت الحالي، تضم شبكة مزودينا عدداً كبيراً من المؤسسات والجهات في القطاعين الحكومي والخاص، ويصل إجمالي زيوت الطهي المستعملة التي يوفرها أكبر 10 شركاء إلى أكثر من 300 ألف لتر شهرياً.
مع الزيادة المتوقعة في كمية زيوت الطهي المستخدمة، هل لديكم القدرة على الاستفادة منها وتحويلها إلى وقود حيوي؟
هذا سؤال مهم للغاية. بالتأكيد لدينا القدرة على الاستفادة من الزيادة المتوقعة، وهو ما دفعنا لإطلاق التطبيق الذكي وتشجيع المشاركة المجتمعية في جمع زيوت الطهي المستعملة. ويأتي ذك ضمن الخطط الطموحة لزيادة قدراتنا الإنتاجية في مصنع الشركة في دبي، كما نعمل على افتتاح مصنع جديد في إمارة أبوظبي خلال الفترة المقبلة.
وخلال السنوات المقبلة، نطمح لزيادة نسبة إعادة تدوير زيوت الطهي المستعملة في دولة الإمارات إلى أكثر من 80% في ظل التوجه نحو الحلول المستدامة وزيادة الوعي بين الأفراد والشركات، وتُقدر نسبة الزيوت التي يتم إعادة تدويرها الآن بأقل من 50% من زيوت الطهي المستعملة، وتأتي معظمها من المطاعم وقطاع الضيافة.
ونعمل على دعم التوسع في استخدام الوقود الحيوي في منظومة النقل، وتحقيق أهداف السياسة الوطنية للوقود الحيوي، التي أعدتها وتشرف على تنفيذها وزارة الطاقة والبنية التحتية من أجل توفير بدائل مستدامة للوقود وتنويع مصادر الطاقة ضمن مزيج الطاقة، حيث تعمل على زيادة حصة وقود الديزل الحيوي إلى 20% بحلول العام 2050، علماً بأن الاعتماد الكامل (100%) على وقود الديزل الحيوي يؤدي إلى خفض البصمة الكربونية بنسبة 75% من السيارات العاملة بمحركات الديزل.
كذلك، نحرص في (لوتاه للوقود الحيوي) على زيادة الإنتاج من أجل تلبية النمو المستقبلي على وقود الطيران المستدام والمساهمة في تلبية الأهداف الإستراتيجية لدولة الإمارات التي تستهدف إنتاج 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام سنوياً بحلول عام 2030، مع هدف طوعي يتمثل في توفير 1٪ من الوقود المستدام لشركات الطيران الوطنية في مطارات الدولة باستخدام الوقود المنتج محلياً بحلول العام
2031. ويأتي ذلك ضمن مساعينا لإنشاء سلسلة توريد متكاملة للوقود المستدام في المنطقة، خاصة أن شركات الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها تتطلع إلى الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالاستدامة.
ما الذي دفعكم للدخول في هذا المجال؟
نحن والحمد لله نعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحرص قيادتها الحكيمة على تحفيز الشباب والحلول المبتكرة والمستدامة، وتوفر الدعم اللازم لهم، وهو الأمر الذي حفزني على تأسيس شركة لوتاه للوقود الحيوي في العام 2010.
ودفعتني متابعاتي للتوجهات العامة في قطاع الأعمال والاقتصاد الدائري إلى معرفة إمكانية الاستفادة من أشياء تعتبر “هدراً” أو “عبئاً”. وعندما تعرف أن هدر الغذاء يكلّف اقتصاد الإمارات ما يصل إلى 13 مليار درهم سنوياً، وفقاً لتقديرات بنك الإمارات للطعام، فلا بد أن يفكر القادة ورواد الأعمال والمهتمين بشكل عام في كيفية خفض هذا الهدر والاستفادة من المواد، مثل الزيوت المستعملة، التي ينتهي بها المطاف في النفايات وتطلق غاز الميثان، الذي يسهم في زيادة الاحتباس الحراري العالمي بشكل أكثر خطورة من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وبعد الاستفادة من الحلول المبتكرة، نقوم خلال 15 عاماً منذ إطلاق الشركة، بتزويد أساطيل شاحنات النقل بوقود حيوي صديق للبيئة وأقل كلفة من الديزل العادي، عبر 7 محطات خاصة للتزود بالوقود الحيوي في دبي والشارقة.
وما هي مزايا الوقود الحيوي المستخرج من زيوت الطهي المستعملة؟
بالإضافة إلى دوره في خفض الانبعاثات الضارة وغازات الدفيئة ومكافحة تغير المناخ، يتميز الوقود الحيوي، الذي تقوم شركة لوتاه للوقود الحيوي بإنتاجه من زيوت الطهي المستخدمة، بأعلى نسبة تخفيض الكربون بين جميع المواد الأولية المتاحة لإنتاج الديزل الحيوي، فضلاً عن أنه أقل كلفة، كما يتميز الوقود المستخرج من زيوت الطهي المستخدمة بمواد تشحيم فائقة تسهم في إطالة عمر محرك السيارة، يمكن استخدامه في مختلف المركبات دون حاجة إلى تعديل المحركات.
وأود الإشارة إلى أن فوائد استخدام الوقود الحيوي لا تقتصر على الاستدامة البيئية، فلها مكاسب اقتصادية تعود على الجميع، حيث يتوقع أن تمتد تأثيراته الإيجابية إلى المساهمة في خفيض كلفة العديد من السلع مع زيادة استخدام أساطيل النقل للوقود الحيوي، حيث يشكل النقل أحد العوامل المهمة في كلفة السلع والمنتجات.