الناتو يواصل تدريباته وسط قلق مع تغير موقف واشنطن تجاه أوروبا
سماردان (رومانيا) – (أ ب):
واصل أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الأربعاء، أكبر تدريبات قتالية لهم في 2025 ، لاختبار قدرتهم على نشر سريع للقوات على نطاق واسع على الحدود الشرقية للتحالف الذي يضم 32 دولة، وسط تصاعد مشاعر قلق تسود بشأن أقوى أعضائه، الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التدريبات التي تجرى في رومانيا، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، في وقت تحاول فيه أوروبا المرتبكة التعامل مع نهج أمريكي جديد تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب.
وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث قد طالب الحلفاء بزيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير، مشيرا إلى أن الأولويات الأمنية للولايات المتحدة تتركز في أماكن أخرى – مما أثار الشكوك حول الضمانات الأمنية طويلة الأمد التي تقدمها واشنطن لأوروبا.
وتشمل تدريبات “ستيدفاست دارت 2025” نحو 10 آلاف جندي من تسع دول، وذلك في إطار قوة الرد المتحالفة الجديدة التابعة لحلف الناتو، قبل أيام من الذكرى الثالثة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
وتجري هذه التدريبات على مدار ستة أسابيع في كل من رومانيا وبلغاريا واليونان.
ورغم أن إدارة ترامب لم تعلن عن خطط لسحب القوات الأمريكية من المنطقة، فإن تصريح هيجسيث بأنه “يجب على الحلفاء الأوروبيين أن يقودوا من المقدمة” ترك أعضاء الناتو يمعنون التفكير في واقع جديد محتمل، لا تشكل الولايات المتحدة في ظله الدرع النووي القوي الذي يضمن أمن القارة.
وقال رادو تيودور، وهو محلل لشؤون الدفاع في بوخارست، إن من شأن تقليص الولايات المتحدة لوجودها العسكري في رومانيا أن يكون بمثابة “هدية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتابع رادو تيودور أن “الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأكمله سوف يصبح أضعف أمام السلوك العدواني لروسيا”، مضيفا أن ذلك سيدفع رومانيا إلى مطالبة حلفاء الناتو بالمساهمة بقوات وأسلحة لسد الفجوة التي سيخلفها انسحاب عدة آلاف من الجنود الأمريكيين.