استطلاع -عايدة عبد الحميد:
حثت دولة الإمارات العربية المتحدة الأطراف المتحاربة في السودان على احترام حرمة شهر رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق مع اقتراب شهر رمضان، ويأمل المقيمون السودانيون في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تحترم جميع الأطراف المتحاربة روح الشهر الكريم وتسمح بوصول المساعدات إلتي أمس الحاجة إليها.
أكدت فعاليات من الجالية السودانية في الإمارات إنهم يدعمون بقوة اقتراح البلاد بوقف إطلاق النار الإنساني في السودان خلال شهر رمضان، مشددين على أنه سيوفر «الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها للعائلات في الوطن» كما أن وقف القتال سيضمن وصول المساعدات الأساسية إلى الأشخاص الأكثر تضرراً من الصراع المستمر.
وأعلنت الإمارات الأسبوع الماضي عن حزمة مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون دولار خلال مؤتمر رفيع المستوى حول السودان في أديس أبابا، إثيوبيا، وعقد الاجتماع بالتعاون مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية )إيغاد(.
وحث الوفد الإماراتي برئاسة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير الدولة، الأطراف المتحاربة على احترام حرمة شهر رمضان من خلال وقف الأعمال العدائية والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. وبهذا التعهد يرفع إجمالي مساهمة الإمارات للسودان إلى 600.4 مليون دولار منذ أبريل 2023.
دليل الأخوة الحقيقية
وأشاد عدد من أعضاء وقيادات الجالية السودانية في الإمارات بالمبادرة، معتبرين أنها امتداد لدعم الإمارات الطويل الأمد للسودان، ووصفوا المساعدات الإنسانية واقتراح وقف إطلاق النار بأنه حيوي للأسر المتضررة.
وفي حديثه لـ « الوحدة» قال محمد بهاء الدين، رئيس الجالية والنادي السوداني في أبوظبي: «هذا الدعم يدل على الأخوة الحقيقية. لقد دعمت الإمارات السودان باستمرار خلال الأوقات الصعبة، وتذكرنا بأننا لسنا وحدنا، ستجلب هذه المساعدات الأمل والدعم الأساسي للعديد من الأسر المتضررة من جراء الحرب. كما نقدر دعوة الإمارات العربية المتحدة لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين».
إن التزام الإمارات العربية المتحدة تجاه السودان يشمل تقديم المساعدات والجهود الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار، ومن خلال الدعوة إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان إلى جانب تعهدها بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون دولار، تهدف الإمارات العربية المتحدة إلى تقديم المساعدة وتعزيز بيئة سلمية.
وأعرب د. الأمين جعفر طه، رئيس الجالية السودانية في دبي، عن شكره قائلاً: «نحن نقدر قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها لدعمهم، وخاصة للمتضررين من الأزمة منذ أبريل 2023، وقد أثرت مساعداتهم على العديد من الأسر السودانية على مر السنين، ويعد وقف إطلاق النار المقترح أيضًا خطوة مهمة للأشخاص في الوطن الذين يحتاجون إلى الإغاثة من المعاناة. رمضان هو الوقت المناسب للعمل من أجل السلام وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين».
روابط وعلاقات تاريخية
من جهته أعرب مرتضى الزيلعي، نائب رئيس الجالية السودانية بالشارقة، عن بالغ تقديره وامتنانه لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوداني خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن هذه الخطوة الكريمة تعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
الإمارات دائمًا سباقة في دعم الشعب السوداني
وقال الزيلعي: “إن العلاقات السودانية الإماراتية تقوم على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، حيث ظلت الإمارات دائمًا سباقة في دعم الشعب السوداني في مختلف الظروف. وتأتي هذه المبادرة استمرارًا لنهج العطاء الذي تميزت به القيادة الإماراتية منذ تأسيسها على يد قائدها التاريخيّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وتجسد قيم التضامن الإنساني التي عُرفت بها الدولة.”وأضاف أن هذه المساعدات سيكون لها أثر كبير في تخفيف الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان، لا سيما خلال الشهر الفضيل، حيث تعاني العديد من الأسر من تحديات معيشية متزايدة. وأوضح أن مثل هذه المبادرات تعزز الروابط بين الشعوب وتؤكد أن العلاقات بين السودان والإمارات هي علاقات أخوة وتكاتف تمتد لعقود طويلة.
واختتم الزيلعي بالجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسسات الإنسانية والخيرية في الإمارات لإيصال المساعدات إلى مستحقيها، مؤكدًا أن الجالية السودانية في الدولة تقدر هذا الدعم السخي، وتتطلع إلى مزيد من التعاون لتعزيز العمل الإنساني والتنموي بين البلدين.
كرم الضيافة وروح الأخوة
وبدورها قالت عائشة عبد الله إن النهج الإنساني الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة بالنسبة للفئات الضعيفة، يظهر التزامها بمساعدة الآخرين. «ستساعد هذه المساعدة في تخفيف الصعوبات التي يواجهها الكثيرون، بما في ذلك النساء والأطفال. وأضافت أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار أمر بالغ الأهمية أيضًا، لأنها ستسمح للناس بالعثور على الغذاء والأمان.
وتوجهت سفيرة السعادة بخالص شكرها وتقديرها لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، على دعمها المستمر للجالية السودانية في المجالات كافة، وخصوصاً في المجال الاجتماعي، مشيدةبكرم الضيافة وروح الأخوة التي تجمع الشعبين.
إنقاذ حياة العديد من الأرواح
وقال الدكتور ريان عبد الله عابد، وهو سوداني يعيش في أبو ظبي، لـ « الوحدة «: «يأتي الدعم الإماراتي في وقت تواجه فيه العديد من الأسر في السودان تحديات كبيرة. إنها ليست مجرد مساعدة مالية، بل تتعلق باستعادة الكرامة والأمل. نحن نقدر مساهمة الإمارات العربية المتحدة. كما أن دعوتهم لوقف إطلاق النار في شهر رمضان هي أيضًا خطوة مهمة، إذا تم الالتزام بها، يمكن أن تنقذ حياة العديد من الأرواح».
وأضاف الدكتور محمد عثمان عمر، وهو مغترب سوداني آخر يعيش في أبو ظبي: «لقد دعمتنا دولة الإمارات العربية المتحدة باستمرار، وخلال شهر رمضان، ظهر كرمهم مرة أخرى. ونحن نقدر بصدق مساعدتهم. إن اقتراح وقف إطلاق النار يوفر الأمل في أن تتمكن عائلاتنا من الحصول على المساعدة في بيئة آمنة، خالية من التهديد بالعنف».
من جانبها قالت أميمة حسين، إحدى سيدات الجالية السودانية في الشارقة: “إن هذه المساعدة المستمرة مهمة بالنسبة لنا، وقد أبدت الإمارات العربية المتحدة دعمها للسودان، و نحن نقدر قادة وشعب هذا البلد. إن اقتراح وقف إطلاق النار أمر بالغ الأهمية أيضًا – فعائلاتنا في الوطن تحتاج إلى السلام، حتى ولو خلال شهر رمضان فقط».