مرئيات

خبراء ومصورون : الذكاء الاصطناعي يعيد كتابة قواعد الحقيقة البصرية

الشارقة – الوحدة:

في ظل هيمنة الصورة على المشهد الإعلامي وتزايد التساؤلات حول مصداقيتها، سلطت جلسة “الطعن في نزاهة الحقيقة”، ضمن فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير الفوتوغرافي “اكسبوجر 2025″، الضوء على دور الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل في إعادة تشكيل مفهوم الحقيقة البصرية، وذلك في نقاش معمق جمع نخبة من الخبراء والمصورين العرب والأجانب.
وطرحت الجلسة، التي أدارها المصور البريطاني المخضرم جايلز كلارك، إشكاليات جوهرية حول كيفية توظيف التقنيات الحديثة، وما إذا كان انتشار الصور عبر وسائل التواصل يعزز نقل الحقيقة أم يسهم في تزييفها لخدمة أجندات معينة.

تحديات التصوير في العصر الرقمي

بدوره، أكد المصور العالمي محمد محيسن أن التصوير الفوتوغرافي يواجه تحديات غير مسبوقة، أبرزها إمكانية التلاعب بالصور عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي قد يقود إلى تشويه الوعي العام، وأضاف: “بقدر ما يسهم انتشار وسائل التواصل في نقل الصورة بسرعة، بقدر ما تتزايد المخاوف من فقدانها للمصداقية”.
من جهتها، شددت فيرونيكا دي فيجاري على أن الصورة الصحفية باتت عرضة للتشكيك في عصر الرقمية، حيث أصبح أي شخص يملك هاتفًا قادرًا على التقاط الصور ونشرها، لكنها أشارت إلى أن التقنية ذاتها التي تتيح التلاعب بالصور يمكن أيضًا استخدامها لكشفه، مما يجعل النزاهة والشفافية ضرورة ملحّة.

الحاجة إلى مواثيق مهنية

أما ماريا مان، فأكدت أن مواجهة خطر التلاعب بالصور يتطلب نشر الوعي بضرورة التحقق من المصادر، مشيرة إلى أن بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى تحظر التعديلات الرقمية على الصور لضمان المصداقية.
وفي السياق ذاته، أوضح سانتياجو ليون، الذي يملك خبرة في التصوير وإدارة الأخبار، أن الشائعات خلال الحروب، كشفت خطورة غياب المعايير الصارمة لنقل الحقيقة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، كأي ابتكار، يعتمد تأثيره على كيفية استخدامه، مما يفرض على الجمهور دورًا أساسيًا في التحقق من صحة المحتوى.

بين الماضي والمستقبل

أما المصور سالم أمين، فاعتبر أن جيله كان محظوظًا بالعمل مع الأفلام التقليدية التي وفرت مرجعية موثوقة للمصداقية، مشيرًا إلى أن الجيل الجديد من المصورين غالبًا لا يحتفظ بسجلات توثيقية لأعماله، مما يزيد من احتمالات التلاعب بالمحتوى البصري.
واختتم حديثه قائلًا: “العودة إلى الوراء ليست خيارًا، لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية استخدام التكنولوجيا لخدمة الحقيقة، وليس تزييفها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى